التجربة الجديدة التي وافق المدرب العراقي عدنان حمد أن يخوضها مع نادي بني ياس الاماراتي، المؤكد أنها ستكون مختلفة كليا عن السنوات الأربع الفائتة التي كان خلالها مع المنتخب الأردني، وما رافقها من ظروف وقدرات وإمكانات، وحتى على مستوى ما يمكن أن يكون من صناعة للقرار، وحتى التقييم لقيمة العمل الذي يمكن أن يصل اليه المدرب، إن كان خلال النصف الثاني المتبقي من هذا الموسم، أو حتى الموسم القادم الذي قرر مع نادي الاتفاق عليه، قبل الوصول الى القناعة في استمراره من عدمه، وطالما أن المدرب الذي ذكر سابقا أنه لم يوافق على عروض قدمت له من الاتحاد القطري والاتحاد البحريني، اقتنع بجدوى توليه العرض الاماراتي الأخير، فمن البديهي أن نقول إنّه قام بالتقييم الكامل للتجربة التي سيخوضها، وما يمكن أن يقدمه غضون العام ونصف العام.! أعتقد أن الظروف التي عايشها المدرب العراقي مع الكرة الاردنية، هي ما سهلت أن يحصل بعدها على عددا من العروض الخليجية، وبعد الأخذ في الاعتبار أن المناخ الذي وفره له الأمير علي بن الحسين رئيس الاتحاد الاردني لكرة القدم، ليس من السهل أن يجده في اي موقع آخر، ذلك وبعد الايمان الى أن ما كان يتعرض له من انتقادات في مشواره مع الكرة الاردنية، كان كفيل بإقالة أي مدرب آخر يعمل في بقعة أخرى على مستوى المؤسسات الكروية. ما يهم أن نقوله في المرحلة القادمة التي سيخوضها حمد، أنه من الصعب أن يظهر لنا بعد فراغ تجربته ليتحدث كما تحدث بعد فراغه من تجربة الاردن عن انتهاء صلاحيات أرضيات الملاعب الاردنية، ولا أن يتطرق الى الظروف والعقبات الصعبة التي كان يواجهها، فمع بني ياس الظروف والمقومات والامكانات ستختلف في الكثير من المراحل، مما يعني أن الانتقادات التي كان يذهب لها في المرحلة الماضية، لن يكون لها أي مجال للظهور، خاصة وبعد التأكيد أن سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان رئيس نادي بني ياس، يحرص في التوجيه لتوفير مالا يحلم به أي مدرب يتولى قيادة النادي، ويقف بدعم معنوي كبير خلف كل تحركات ومناسبات الفريق، وهو ما يؤكد في الجانب الاخر، أن عدنان حمد لا يمكن أن يجد من المبررات ما يمكن أن يعلن عنه اذا ما ذهب الى نفس القناعات التي كان عليها في تجربته الاردنية. إن حكاية البناء وإعادة الهيكلة التي ذكرها حمد في مؤتمره الصحافي، دائما ما تتوقف على مجموعة من المؤشرات من السهل متابعتها في صورة وهوية الفريق، ومن الطبيعي أن يرافق البناء ايضا نتائج ملموسة على مستوى المنافسات، ذلك وبعد التأكيد أن المدرب سيكون بإمكانه التعاقد مع 4 لاعبين أجانب في الموسم القادم، وأيضا التوصية باستقطاب عدد من اللاعبين المواطنين، وهو بالأمر الذي يكون مختلفا على مستوى المنتخب الذي يتعامل مدربه مع مجموعة من اللاعبين وظروف ارتباطاتهم بأنديتهم داخليا وخارجيا، وبالتالي يجبر على خيارات ضيقة، هي مختلفة كليا عن الخيارات التي يمكن أن يجدها المدرب مع النادي القادر على الشراء والاستقطاب.! وعلى الرغم أن المؤشر الأول الذي أظهره المدرب العراقي في أول مهمة له مع الفريق بعد الخسارة صفر-4 على ملعب بني ياس وأمام جمهوره عندما واجه نادي القادسية الكويتي، لم يذهب في الاتجاه السليم، وبعد الايمان أن هنالك إنعكاس تلقائي لشخصية المدرب دائما ما يظهر على حماس ومعنويات اللاعبين، الا أنه ليس من العدل والانصاف أن يتم الوقوف معه أكثر مما يستحق، على أساس أننا سنكون في انتظار ملامح المزيد من المؤشرات الأخرى، إن كان حتى نهاية الموسم الحالي، أو في الموسم القادم، عندما سيكون المدرب على المحك الاماراتي والخليجي، بعيدًا كل البعد عن حسابات مختلفه عاشها في التجربة الاردنية الاستثنائية! عن الايام البحرينية