كل مرة يتعثر قلبي أمام مواكب الضجيج فأجثو على ركبتي ألملم إنهياري المبعثر على سفوح الصبر المتلعثم مثلي ، وكل مرة ألملم حقائب أوجاعي وأغادر لمجرد وصولي خارج حدود مملكتهم تواجهني أشباح مستقبل مجهول وذكريات مريرة تناثر أشلائي المبعثرة فيخنقني الريح ،لا مكان لي غير منزل لم تألفه ضحكاتي بعد ولم أعتاد صمته الكاسر كل حياة . فضاءات منزل لا طفولة فيه ولا أرواح غير ورود ذابلة مثلي بألوان باهته وعصفورين يعزفا لي وحدتي بحزن مخيم على رقصاتي المصفدة وجنوني الشبيه بي أنا أتلاشى تدريجياً في برازخ هذا القدر العادل إلا معي كأسي الملون بخضرة العشب الذي كنا نزرعه أنا ووالدي ونرويه كل صباح ، أناملي الموجوعة من اختناق الأحرف المتزاحمة نحو بوح مكبوت لا ينطق ، هذه الغرفة التي لا نفس فيها غير أنفاسي الموجوعة لا هواء يجتاح سكون نسيماتها الجامدة . يحاذي منزلي منزل لأحد المتنفذين الموصدة أبوابه دوماً لا شي سوى غرفة الحراسة التي تمتلئ ببعض المرافقين وحراسة البوابة أمام منزلي الصامت دوماً ، ظلام لا تخفيه شموعي المبتاعة هروباً من الخوف ، هذيانات روحي المنسلخة عني تبكيني تارة وتارة أرثي رحيلها الفاجع أمنياتي . لم تعد مكعبات الايسكريم وقطع الشكولاه تروق لي ولم تعد سمفونية الأوتار المجنونة والمقطوعة تبعثني كما كانت ، حتى الركض في شوارع مدينة الظلام يعجز أن يفرغ حزني وغضبي . فتات قصائدي المدفونة في ربيع عمر يبكي أطلال بقايا روحي المغدورة كل شيء متناثر حولي لا صوت لا صوت لا صوت وحده الصمت يسكنني . ها أنا أتلاشى دون بوح. تعويذاتك يا والدي خذلتني الليلة لم تعد تجدي مع روح صافدة كوجنتيك أخر مرة حينما قبلتك أخر قبله ولم تردها لي ككل مرة كجسدك الذي رافق ربيع منزلنا الصغير التي حاولت أن تيقضك ألف ألف مره ولم تفق كذلك روحي الليلة لا تستجيب ألا للصمت القاتل معالم خارطتي المستقبلية ، كل شيء زائف يحتضر وهو في المهد ومنذ الرضعة الأولى للحب كل شي يرتدي أقنعة إلا سذاجتي المستفحلة في حنيني لغد في وطن غده أحمر وحاضره أحمر وطن قوافل الأرواح تصعد للسماء تبحث عن دفء مفقود وقافلتي يا أبتي لم تبق في الأرض ولم تصعد للسماء ....دخان احتراقي يغمر المكان وعطرك فقط ما أشتمه الآن ...لهذا علني سأستيقظ في الصباح عابثة بكل هذا الشتات والألم ..