حدثتنا الأستاذة حورية مشهور طويلاً وكثيراً عن البلطجة والبلاطجة، مرةَ تنطق الجيم باللهجة التعزية ومرةَ تنطق الجيم باللهجة الصنعانية، لكننا حين انتظرنا منها عملاً حقوقياً متميزاً بحكم أنها أصبحت وزيرةً لحقوق الأنسان باغتتنا بعملِ يمكن لنا من خلاله أن نعرف معنى البلطجة. هل كنتم تتوقعون أن تمارس وزيرة حقوق الأنسان كل هذا التعنت لموظفين وتضييق الخناق على مصدر رزقهم، وصولاً إلى سجنهم واستبدالهم بأخرين فقط لأنهم طالبوا بحقوقهم..؟ وهل كنتم تنتظرون أن يجري كل هذا من مسئول أوصلته الثورة إلى هذا المنصب..؟ أصابتنا عملية ممارسة الفساد العلنية من وزراء محسوبين على الثورة ب"الفُكدِ" و"الغُلب" ومزيد من النكسات، لكن أن يُحارب وزير محسوب على الثورة موظفاً بسيطاً في لقمة عيشه على خلفية نشاطه النقابي، فالأولى بِنا أن نُصاب بجلطة وسكتة. السيدة حورية مشهور عادت لتوها من جولة شملت دولاُ غربية، ولست أدري ما الذي كانت تتحدث به عن حقوق الانسان في اليمن، هل حقاً ذهبت من أجل أن تسوق للتجربة اليمنية في مجال الحقوق في الحين الذي انتشر فيه فيديو لشابِ يمني يكاد أن يموت أمام سفارة بلاده في القاهرة..! المُهم.. هي عادت من تلك السفرية وقد حصلت على ما يكفي من النثريات، لتفرغ غضبها على موظفين يتوجسون من تذكر قُرب "رمضان"، يعانون الأمرين، ضاربة حقوق الانسان على حائط مكتبها. أتذكر جيداً الندوات التي كانت تُقيمها حورية مشهور أيام الثورة في خيام ساحة التغيير، حين كانت حقوق المواطن البسيط عصب ومصب مداخلاتها، لكن.. أتى اليوم، وقد أنتسف كُل ذلك الحديث وأصبح هباءاً منثورا. ولطالما ما كُنت أتساءل - بل كنا نتساءل - عن مهام وزارة حقوقِ الأنسان، والغريب أننا تساءلنا عن هذا ونحن نعيش في بلدِ تُخترق فيها حقوق الأنسان على كل شبر مربع فيها، بلد يحتاج إلى راع تنفيذي ورقابي وقضائي لحقوق الأنسان، أضف إلى ذلك أننا أدركنا اليوم أن موظفي وزارة حقوق الأنسان يحتاجون لِمن يذوذ عن حقوقهم. السيدة حورية مشهور أرادت أن تقول أنها سلكت خياراً مدنياً واحترمت النظام والقانون حين تقدمت ب"شكوى" بحق هؤلاء الموظفين، تضمنت "الشكوى" أن هؤلاء الموظفين اعتدوا عليها..!! اعتدوا عليها..؟! فلنصدق صحة هذا، .هنالك حلقة مفقودة، إن كان ثمة اعتداء على معالي الوزيرة مشهور، فكان سيتم تغطية الأمر اعلامياً من قبل اعلام الطرف السياسي الذي أتت منه الوزيرة، وسيتم تصويرها لحظة الاعتداء عليها، وسيقيمون الدنيا ولن يقعدوها، ببساطة لإنهم يبحثون عن هذه الضجة من أجل أن يصوروا أنفسهم كطرف مستهدف ومظلوم من أخمص قاعدته وحتى وزرائه وقياداته، لكن هذا لم يتم. ثُمَ كيف لهؤلاء الموظفين الغلابى الذين يسعون وراء تحسين معيشتهم، أن يعتدوا على مقام وزيرِ، سيما إذا كان الوزير السيدة حورية مشهور..؟ ما هكذا يا سيدة حورية مشهور تتحقق أهداف الثورة.. ما هكذا تطبق حقوق الأنسان.. هل ثمةَ من سيحدثني الآن عن هيئة مستقلة لحقوق الأنسان..؟ إن كانت الوزيرة ترتكب هذا وهي ما تزال على رأس وزارة، ما الذي قد ترتكبه حين تصبح على رأس هيئة مستقلة مالياً وأدارياً..؟ في البدء يجب تصحيح مسار هذه الوزارة قبل أن تصبح هيئةَ. ٭٭٭ وزير الداخلية أتحفنا قبل أيام بمجموعة صور تظهر تسوقه وعائلته - مع أن عائلته لم تظهر في الصور - وظهر وهو يُنقي الطماط والبطاط والبصل، والغريب أن كل هذا تم وهنالك من حاول أن يظهر لنا ان الوزير لم يكن ينتبه لأمر المصور..! في ذات اليوم قتل 16 جندي في نقطة أمنية في شبوة. هذا الوزير يحاول أن يُغطي على فشله عبر آلة اعلامية تُدار حوله، فتخيلوا أن بعد ذلك بيوم قالت صحيفة عربية معروف ارتباط مراسلها بالمكينة الاعلامية التي تُحيط بالوزير أن الترب هو رجل المرحلة..! سألنا ولِما هو رجل المرحلة..؟ أجابوا لإنه يتجول ليلاً بين أقسام الشرطة..! يا فرحتي.. يعني يعمل ليلاً.. بينما يظهر الفشل جهاراً نهاراً.. أمنية: ما دام والوزير الترب من هواة الزيارات المفاجئة و"التِصِوار" فيا ريت يزور محطة بترول ويتصور وهو ماسك طابور.