كان بالإمكان أن يتفق اليمنيون في الداخل او الخارج على مختلف مشاربهم وتوجهاتهم السياسية حرصاً منهم على وقف نزيف الدم اليمني، والحفاظ على ما تبقى من المقدرات الوطنية، بغض النظر عن المكان الذي سيحتضن الحوار المرتقب سواء أكان اليمن ام تركيا ام جنيف. لكن وللأسف الشديد يبدو جلياً وبالنظر للأسماء التي رشحت لخوض حوار جنيف المرتقب بأن القرار السياسي ليس بأيدي اولئك المحاورين وأشباههم من أمراء الحرب، بل بأيدي القوى التي تملك عملياً القرار وتدير المعركة العسكرية والسياسية عبر أدواتها متمثلة بالسعودية وأمريكا وإسرائيل .. وما يجب ان يفهمه جيداً اولئك الحفنة من تجار الحروب وبائعي الضمائر من اليمنيون المتسولون والمنافقون على ابواب امراء المملكة ..وما يجب عليهم ان يعوه ان ساعة زوال السعودية قد أقتربت وأصبحت على أبواب أمراء آل سعود. كما أن ما يجب ان يعيه هؤلاء الذين باعوا كل شيء حتى كرامتهم ان تحالف العدوان السعودي قد دمر بلادكم وقتل اطفالكم وانتهك سيادتكم ودمر اقتصادكم ومستشفياتكم ومصانعكم ودمر الجيش الذي كان من اقوى جيوش المنطقة. ما يجب أن تعوه أنكم في نظرهم مجرد عملاء مرتزقة.. خاصة والجميع يعلم انكم استلمتم مقابل بيع وطن والعرض، وأن الثمن تراوح مابين 200 الف ريال سعودي وحتى خمسة مليون ريال سعودي وهي التي حصل عليها أكبركم، وأن من باع وطنه باع عرضه . اليوم يذهب بعضكم الي جنيف للحوار او للمشاورات، سموها كما تشاءون، لكن ما سيكون هو حوار (يمني يمني) لحل الخلاف السياسي، وحوار (يمني سعودي) حول العدوان وتدخلهم في شأن يمني. أما العملاء والخونة والمرتزقة فسيحاسبون عاجلاً ام آجلاً على خياناتهم، أما الاموال التي اكتسبتموها من أسيادكم وأولياء نعمتكم فستتحول الى نقمه عليكم من قبل الشعب والتاريخ.. والله من وراء القصد.