قال الرئيس السوري بشار الأسد "إن سورية تريد إنتقاماً استراتيجياً وليس تكتيكياً (رداً على الضربة الإسرائيلية الأخيرة على سورية) عبر فتح باب المقاومة وتحويل سورية كلها إلى بلد مقاوم". وبحسب صحيفة "الأخبار" التي نقلت هذا الكلام عن زوار دمشق، فإن الأسد قال " إن سورية كانت قادرة بسهولة على أن ترضي شعبها وتنفّس احتقانه واحتقان حلفائها وتشفي غليلها بإطلاق بضعة صواريخ على إسرائيل، رداً على الغارة الإسرائيلية على دمشق. هي تدرك أن الإسرائيلي لا يريد حرباً، وأنه في حال قيامها بردٍّ من هذا النوع، ستعتبر ضربة في مقابل ضربة. أصلاً الوضع الدولي لا يسمح بحرب لا تريدها أصلاً إسرائيل ولا أميركا. بذلك نكون قد انتقمنا تكتيكياً. أما نحن، فنريد انتقاماً استراتيجياً، عبر فتح باب المقاومة، وتحويل سوريا كلها إلى بلد مقاوم" مضيفاً "بعد الغارة، بتنا مقتنعين بأننا نقاتل العدو الآن، نلاحق جنوده المنتشرين في بلادنا". ويضيف الزوار أنفسهم أن الأسد أعرب عن "ثقة عالية جداً وارتياح وشكر كبيرين لحزب الله على عقلانيته ووفائه وثباته، ولذلك قررنا أن نعطيه كل شيء. بدأنا نشعر للمرة الأولى بأننا وإياه نعيش وحدة حال، وأنه ليس فقط حليفاً ورديفاً نساعده على مقاومته. وعليه، قررنا أنه لا بد أن نتقدم إليه ونتحول إلى دولة مقاومة تشبه حزب الله من أجل سورية والأجيال المقبلة". من جهة ثانية ينقل كاتب المقال إيلي شلهوب عن مسؤول سوري رفيع المستوى نظرة دمشق إلى الدول المؤثرة والمعنية بالأزمة السورية معتبراً أن "تركيا دولة كاذبة ومنافقة. لا يمكن الوثوق بها، حتى بالنسبة إلى الإتفاق الذي يجري الحديث عنه بين أنقرة والأكراد" مستبعداً "أن يطبق أصلاً لوجود خلاف بين الجيش التركي وحزب العدالة والتنمية حوله". أما العراق فقال المسؤول السوري إن لا مشكلة معه من أي نوع كانت متهماً "القطريين والأتراك باللعب في الساحة العراقية حيث يثيرون الفتنة". بالنسبة للروس هم "صادقون ومريحون جداً" يقول، لكن "العلاقة مع موسكو عكس ما يتصورها البعض. كلما ثبتنا نحن على مواقفنا، وكلما ثبتنا أقدامنا في الميدان، ثبتوا هم وانتزعوا توافقات من الأطراف الأخرى، وليس العكس. لا ننتظر شيئاً منهم، هم من ينتظرون مقدار تقدمنا على الأرض". وفي ما يتعلق بمصر، يؤكد المسؤول السوري أن دمشق ترحب بعودة القاهرة لأداء دورها الإقليمي، خلافاً لموقفها من السعودية وقطر، معرباً عن "استعداد دمشق لأن تعيد فتح القنوات مع مصر بما يؤمن استعادة العلاقة الطبيعية معها، وهي تعطي الإيراني الضوء الأخضر للمضي في هذا الاتجاه تحت عنوان أن خطوة كهذه يمكن أن تؤدي إلى محاصرة الدور التركي". بالنسبة لقطر تتحدث "الأخبار" عن "انزعاج ملك الأردن والرئيس المصري محمد مرسي من الدور القطري" بحسب معلومات طهرانودمشق التي تفيد عن "حالة إحباط تصيب القيادة القطرية مما تعدّه تراجعاً أميركياً وانكفاءً فرنسياً وتقدماً سعودياً" فاقمه السقف الذي رسمته التوافقات الروسية الأميركية الأخيرة.