أكثر من 100 يوم من بدء عمليات "عاصفة الحزم" التي أعلنتها دول التحالف العربي ضد المليشيات الحوثية والقوات الموالية لها، وسكان العاصمة صنعاء لا يزالون بين مطرقة غارات طيران التحالف، وسندان "راجع" المضادات الأرضية، التي لا يقل ضحاياها ولا خطورتها عن ضحايا وخطورة صواريخ التحالف. وفي هذا السياق، يبدو أن عملية إطلاق المضادات الأرضية نيرانها في الأجواء، قد تحولت إلى مهنة مربحة، لدى الجنود المكلفون بالضرب على تلك المضادات، رغم أنها أثبتت منذ اليوم الأم لعمليات التحالف فشلها الذريع، كون الطيران يقصف من علوٍ شاهق، في حين لا تتعدى المضادات الأرضية نصف المسافة التي تقصف منها تلك الطائرات.
ولعل القائمون على تلك المضادات الأرضية، لم تصل إلى مسامعهم التقارير الدولية والمحلية، التي ذكرت أن ضحايا "راجع" المضادات ربما يفوق ضحايا الغارات، لكنهم يعرفون جيدا، أنه كلما أطلقوا نيران تلك المضادات بشكل أكثر، كلما حصلوا على مزيد من الأموال.
وهذا ما أوضحه الناشط السياسي فهد سلطان، حيث أورد قصة نقلها له ضابط شرطة، حول جندي من القوات الموالية لصالح في أحد الجبال المحيطة بالعاصمة صنعاء، والذي يقوم بالضرب على أحد المضادات الأرضية عيار 23.
وبحسب، ما ذكر، فإن الجندي يتقاضى في اليوم 3 ألف ريال، بالإضافة إلى مصاريف "القات" والعشاء، وغيرها، في الوقت الذي يرافقه ابنه الصغير لجمع العبوات الفارغة، أو ما يعرف في الأوساط الشعبية ب"المعابر" التي يطلقها والده في سماء العاصمة، بغرض بيعها في سوق النحاس.
وأوضح الضابط بحسب الناشط سلطان، أن الجندي الذي لم يورد اسمه، كلما أطلق نيران أكثر كلما عاد هو وولده بكمية أكبر من فارغ الرصاص، حيث يقوم ببيعه في سوق النحاس، بسعر 1200 ريال للكيلو الجرام الواحد.
هذا الجندي، يجهل أن النيران التي يطلقها في سماء العاصمة، قد تكون تسببت في سقوط عشرات الضحايا، من المدنيين الأبرياء، بينما لم تصب ولا حتى طائرة واحدة رغم مرور أكثر من 100 يوم على بدء العمليات.
وفي الوقت الذي يحتفل هذا الجندي وولده الصغير ب"فارغ" الرصاص، يحتفل قادته ببيع شحنات المشتقات النفطية التي تصل كمساعدات لليمنيين، إلا أنها تضل طريقها إلى جيوب قيادات ومشائخ موالية لصالح، وكذا قيادات جماعة الحوثي المسلحة.