نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية مقالا ل"ستيفن داي" أستاذ الشؤون الدولية بجامعة "رولينز" ومؤلف كتاب عن الحالة اليمنية صدر في 2012م، تحدث فيه عن السبب الحقيقي وراء فشل محادثات السلام اليمنية. وأشار إلى أن محادثات السلام للتوصل إلى حل في الحرب بين التحالف الذي تقوده السعودية والمتمردين الحوثيين انتهت بالفشل في 19 يونيو في جنيف.
واعتبر أن هذا الفشل لم يكن مفاجئا، فالمحاولة الأولى لعقد محادثات سلام في مايو انهارت قبل بدء المحادثات.
وأضاف أنه في مناسبات منفصلة في مايو وأبريل رفض المتحاربون وقف إطلاق النار للسماح بتسليم الإغاثة الإنسانية لليمنيين، وحتى بعد وصول الوفود اليمنية إلى جنيف منتصف يونيو الماضي، رفضوا اللقاء وجها لوجه، مما دفع مسؤولي الأممالمتحدة للتشتت بين الغرف.
وتحدث عن أن الحرب في اليمن تثبت أنها من الصعب إنهائها بسبب الانقسامات التاريخية في بلد خبرته في الوحدة قصيرة.
وذكر أن الصراع الممتد من المرجح أن يوسع من المعاناة الإنسانية في اليمن، حيث يحتاج 21 مليون يمني إلى المساعدة الإنسانية، كما أن الصراع يخلق فراغا سياسيا خطيرا يخدم تنظيمي القاعدة وداعش.
وأضاف أن كثير من المحللين يصفون الصراع بأنه حرب بالوكالة بين السعودية وإيران، والبعض الآخر يصفه بالصراع الطائفي بين المسلمين والشيعة المتأثرين بالوتر بين السعودية وإيران.
واعتبر أن بعض ما سبق حقيقي إلا أن السبب الحقيقي لاستحالة إنهاء الحرب مع الحفاظ على سلامة الأراضي اليمنية يتعلق بافتقار البلاد إلى التماسك الوطني، فاليمن يفتقر إلى التماسك منذ بداية توحيده تاريخيا في 1990م، حيث اندلعت الحرب الأهلية بعد ذلك التاريخ بأربع سنوات.
وأكد على أن الوحدة في اليمن تم الحفاظ عليها فقط بالقوة المسلحة بعد الانتصارات التي حققها الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح في ساحة المعركة على حساب الحقوق المدنية والسياسية للسكان.
وأضاف أن اليمن له تاريخ طويل في الحرب والاغتيالات ولم تتمتع البلاد بفترة طويلة من الاستقرار الحكومي تحت حكم سلطة وطنية واحدة.
وتحدث عن أن حقيقة افتقار اليمن إلى التماسك تم تجاهلها بشكل كبير من قبل السعودية والولايات المتحدة الذين يخشون من عدم استقرار وفوضى أمنية كبيرة إذا انقسمت البلاد. * شؤون خليجية