شهدت العاصمة صنعاء أعنف مواجهة بين مليشيات الحوثي وعدد من الناشطين والناشطات في أحد مقاهي الإنترنت. وبدأت هذه المواجهة بتوجيه أحد الأشخاص كلامه للفتاة هبة الذبحاني "البسي بالطو ساع الناس" كونها ترتدي جاكت طويل، لتتطور المشكلة إلى مشادة كلامية وتنتهي باعتقال وضرب مليشيات الحوثي لعدد من الشباب المدافعين عن الفتاة هبة الذبحاني. القصة كاملة كما رواها الناشط يحيى السواري: قال لها بوقاحة ما هو هذا؟ البسي بالطو ساع الناس. فالتفت كل من كانوا في محل او مقهى الانترنت ذلك ليكتشفوا ان الأرعن يخاطب هبة الذبحاني التي تزور هذا المحل بشكل يومي تقريباً وبرفقة اصدقائها وصديقاتها لشحن بطاريات هواتفهم ولاستخدام الانترنت. وحينها كانت برفقة صديقتها نورا وبعض الشباب. استاء محمد العبسي صديق هبة من هذا التصرف فقام من امام جهازه وقال لهذا المعتوه "وانت ما دخلك عيب استحي على نفسك" فرد المعتوه بوقاحة. فتوتر الوضع اكثر وسخنت الردود حتى اشتبكا بالايدي. ثم فرع الناس بينهما وهنا بدأت المشكلة.
جاء الحوثيون إلى الأنترنت عَقِبَ الاشتباك مباشرةً. وبدأوا بطرح الأسئلة على الطرفين وعلى شهود العيان بنية حل المشكلة. وبعد سماعهم للقصة قاموا بضرب المتحرش والعبسي ايضاً. ثم قاموا باعتقالهما. واعتبروا الجميع مخطئون. المتحرش لأنه تحرش بهبة. وهبة لأن الجاكت الذي ترتديه لا يداري سيقان بنطلونها ولأنها دخلت الأنترنت. المسكين العبسي مخطئ لأنه كان يجلس في الكرسي المجاور لهبة. وصاحب المحل لأنه سمح للبنات بدخول الأنترنت. وبعد إهانة الجميع وتفتيش هواتفهم قالوا لهم "انتم سبب تأخير النصر" وانصرفوا بالعبسي والمتحرش إلى الأمن المركزي.
عَلِمَ أيمن الشهاري وزوجته مها الشاطر ما حدث فذهبوا مع بعض الشباب الذين حضروا المشكلة إلى الأمن المركزي بحثاً عن صديقهم. لم يسمحوا لهم بتخطي أول حاجز قبل بوابة المعسكر. وبينما كانوا يحاولون إقناع الحراس الحوثيين ان يسمحوا لهم بالوصول إلى المعسكر ليسألوا عن العبسي, وصل العبسي مضروباً مهاناً يعرج ومحلوق الشعر. وحين سأل اصدقائه لماذا هكذا؟ قال الحوثيون أنهم وجدوا على هاتفه مقطع فيديو اباحي (مقطع سكس) وفي الحقيقة كان الفيديو مقطع كوميدي يسخر من الرجل اليمني ليلة الدخلة وانتشر هذا الفيديو كثيراً عبر الوتساب. لكن الحوثيين أصروا على أنه إباحي.
اقتهر اصدقاء العبسي كثيراً واستنكروا ما حدث لصديقهم وهددوا برفع شكوى ضد من قام بهذا. وفي لحظة انفعال قال أيمن الشهاري الذي كان الأكثر استياءً قال للحوثيين "ما يحقش لكم تفتيش تلفون أي حد هذا غير قانوني. وضرب أي مواطن جريمة واحنا ما عنسكتش وعنبلغ بكم". وأثناء المهاترات الكلامية وصلت بعض الأطقم وعليها مسلحين. دخلوا مباشرة في المهاترات وبدأوا بالاعتداء الجسدي على الشباب فهرب بعضهم. وفي نفس الوقت كانت بندقية أحد الحوثيين موجهة إلى صدر أيمن الشهاري بعد أن شحنها صاحبها الذي هدد أيمن باطلاق النار في ما لو تحرك من مكانه. كانت مها تبكي وتتوسل أن لا يقتلوا زوجها. بينما رفع أيمن ايديه استسلاماً لذلك الأرعن. نزلت البندقيه من صدر أيمن بصفعة في وجهة لحقتها سلسلة من الضربات بالأيدي والأرجل واعقاب البنادق. ولكم أن تتخيلوا حالة مها.
إعتقلوا أيمن وانتهى الأمر في ذلك الشارع بمغادرة الجميع. ووصل أيمن إلى قسم 14 اكتوبر بعد اهانته وكسر كرامته ليبدأ التحقيق معه بتهمة التحريض. وبعد ساعتين تم اطلاق سراح أيمن ليس لأن التحقيق انتهى بل لأن زوجته واصدقائه حصلوا على وساطة أحد القيادات الحوثية.
يقول أيمن على صفحته في الفيسبوك (أصدقائي من لم يذق صفع وركل أنصار الله اليوم سيذوقه غدا وليس مهما أن يكون متلبسا بشيء يكفي أن يتواجد أنصار الله لتخسر شرفك وكرامتك).
وتقول زوجته مها (قتلوا فكرة الوطن في قلوبنا .. و قنعنا بترك المكان لهم جاري البحث عن أرضية).
ويقول شهاب احد الشباب الذين شهدوا المشكلة (الحوثي قاعدة بس خازي) وقال الناشط السواري مختتماً القصة (تضامني الكامل معكم يا اصدقائي. وقريباً باذن الله سنتخلص من هؤلاء الهمج الّا مفكّرين وقريباً سيذهبون إلى الجحيم. أنتم المستقبل يا اصدقائي وهم الماضي. انتم الحياة وهم الموت. انتم الجمال وهم كل ما في القبح من قبح. أنتم السلام وهم الحرب. ولا ديمومة إلا للسلام).