رد الشيخ حميد الأحمر، اول أمس الثلاثاء، على إغلاق مكتب شركة "سبأفون" في صعدة، بقطع كابلات الاتصالات والألياف والضوئية عن المحافظة، ما أدى إلى انقطاع خدمات التلفون الأرضي و"يمن موبايل" والإنترنت عن المحافظة بالكامل. يأتي رد الأحمر في سياق تصاعد التوتر بينه وبين تيار الحوثيين، الذي اندلع إثر مجزرة "حوث" التي اتهم الحوثيون "مليشيات الأحمر" -حد قولهم- بارتكابها، وراح ضحيتها 7 أشخاص، بينهم امرأة. وفي اليوم التالي للمجزرة، أقدم مواطنون قال الحوثيون إنهم من أهالي الضحايا، على إغلاق مكتب شركة اتصالات "سبأفون" المملوكة لحميد، في مدينة صعدة، وإغلاق هوائيات الشبكة، ما تسبب في قطع خدمة الشركة هناك. وجاء رد حميد الأحمر على الإغلاق عبر رسالة تهديد شفهية أبلغها إلى حسن زيد، أمين عام حزب الحق، قال فيها إنه سيستهدف ممثلي الحوثيين في "مؤتمر الحوار الوطني"، واستهداف كل "هاشمي في صنعاء" إن لم تتم إعادة فتح مكتب "سبأفون"، وذلك قبل أن يقوم مسلحون محسوبون عليه بقطع شبكة الاتصالات الحكومية عن صعدة، أمس الثلاثاء. واتهمت السلطات المحلية في صعدة مسلحين تابعين لحميد الأحمر، بقطع كابل الألياف الضوئية الذي يعبر من مدينة "حوث"، مشيرة إلى أن خدمة الاتصالات والإنترنت انقطعت منذ صباح أمس وحتى لحظة كتابة الخبر، عن عموم المديريات. مصدر في مؤسسة الاتصالات بمحافظة عمران أفاد "الأولى" أن مسلحين يتزعمهم أحد أقارب حميد الأحمر، ويدعى "ي.م.أ"، ومعه مسلحون آخرون، قاموا بقطع كابل الألياف الضوئية في "خيوان" ومدينة "حوث"، والذي يربط محافظة صعدة بالاتصالات والإنترنت، كما اقتحموا مكتب الاتصالات في "حوث"، وقاموا بتخريب السنترال المركزي، وتقطيع الكابلات بين الموحد والبطارية، بسبب إغلاق مكاتب "سبأفون" في صعدة، حسب قوله. وقال المصدر ل"الأولى" إنه أثناء تهجم المسلحين على موظفي الاتصالات بالسنترال في "حوث"، حاول الموظفون منعهم، إلا أن المسلحين هددوهم بالسلاح، وقالوا "الحوثي قطع سبأفون واحنا بنقطع عليهم الاتصالات كلها"، وقاموا بإطفاء السنترال المركزي. مشيرا إلى أن المسلحين عادوا مرة أخرى إلى المكتب بعد العصر، واقتحموه، وقاموا بتقطيع الكابلات وتخريب المعدات. وأضاف أن المسلحين منعوا الفرق الهندسية من إصلاح الكابلات والألياف الضوئية، كما هددوا المهندسين بالسلاح إذا قاموا بعملية الإصلاح والصيانة. وأوضح المصدر أن الأعمال التخريبية تسببت أيضا بقطع الاتصالات بشكل كامل عن مدينة "حوث" و"صعدة"، مشيرا إلى أنه تم إبلاغ السلطات المحلية والأمنية، لكنها تجاهلت الأمر حتى الآن. إلى ذلك، قال مدير عام المؤسسة العامة للاتصالات السلكية واللاسلكية بصعدة، عصام الحملي، إن الاتصالات في عموم مديريات المحافظة تشهد اختناقاً شديداً، بالإضافة إلى انقطاع الإنترنت بشكل كامل منذ صباح أمس، بسبب تخريب وقطع كابل الألياف الضوئية التي تزود المدينة بالخدمة، مضيفا أن هناك ضغطاً شديداً على شبكة الاتصالات، وأنهم يعملون حاليا بالمايكروويف، على الرغم من بطء الحركة إثر خروج الألياف الضوئية عن الخدمة. وأضاف الحملي أن التخريب يتسبب في خسائر فادحة تتكبدها مؤسسة الاتصالات وشركة "يمن موبايل"، وتصل إلى مبلغ 15 مليون ريال يوميا. وأوضح أنهم تلقوا بلاغات بقيام مجموعة مسلحة من آل الأحمر، بقطع كابل الألياف الضوئية بين "خيوان" و"حوث"، وقاموا بدورهم في المؤسسة بإبلاغ رئاسة الجمهورية ووزارة الداخلية ووزارة الدفاع ووزارة الاتصالات، "ووعدوا بإرجاع الخدمة، إلا أنه إلى الآن لم نشهد أي شيء، ووصلتنا بلاغات بأن المسلحين منعوا الفرق الهندسية من القيام بإصلاح وإعادة الاتصالات للمحافظة". وأشار إلى أن الدولة لم تدن عملية التخريب التي استهدفت المنشآت الخدمية التي تمتلكها الدولة، والتي تعد ملكا للشعب في الأساس "ومن الواجب على الأجهزة الأمنية أن تحميها وتؤمن الفرق الهندسية التابعة للمؤسسة العامة للاتصالات -الإنشاءات لتصليح الكابل وإعادة الخدمة للمواطنين". جماعة الحوثي اتهمت من سمتهم "مليشيات تابعة لعصابة آل الأحمر"، باقتحام مبنى المؤسسة العامة للاتصالات، وتعطيل الخدمة عن محافظة صعدة. وقالت الجماعة في موقعها "أنصار الله": "قامت مليشيات تابعة لعصابة آل الأحمر بعمران، بتعطيل خدمة الإنترنت على محافظة صعدة، وقطعت الألياف الضوئية، وتوعدت بإحراق المؤسسة إن هي قامت بإصلاح الكابل، بالإضافة إلى استحداثات للعديد من النقاط والتقطعات تنفذها المليشيات على طريق صنعاء -صعدة"، حسب قولها. في السياق القريب، أكد حسن زيد تهديدات حميد الأحمر باستهداف ممثلي الحوثيين في مؤتمر الحوار الوطني في صنعاء. وكتب زيد توضيحا مطولا في صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، حول ما دار بينه وبين حميد في المكالمة، في ما يلي نص توضيح زيد: كنت قد كتبت توضيحاً مطولاً لحقيقة ما قيل وخلفيته، إلا أن الجهاز أقفل فضاعت المسودة، وبقي جزء منه كنت قد عملت له نسخاً، وهو مجرد مقدمة لا يجب الاستنتاج منها أو البناء عليها حتى تكتمل الصورة. وها هو الجزء من الحديث الذي تم بيني وبين الأخ الشيخ حميد بن عبدالله الأحمر. "أولاً لقد كنت أتمنى ألا ينشر الحديث كي أتمكن من الاستمرار في لعب دور الوسيط بين الأخوة أنصار الله الذين قتل 6 من المحسوبين عليهم في مدينة حوث، بينهم امرأة، وأصيب طفلان بجروح في جريمة قبيحة انتهكت فيها كل الحرمات والأعراف والقيم من قبل عصابة خلت الرحمة والمروءة والدين والأخلاق من نفوسهم وعقولهم وقلوبهم. وبين الشيخ حميد بن عبدالله الأحمر الذي اتهم بأنه من يقف خلف الحادث وحمل مسؤوليتها من قبل أنصار الله كما جاء في التصريحات والبيانات الصادرة عن جهات مسؤولة مخولة تمثل الأنصار. ونتيجة للحادث أقدم المواطنون من أبناء محافظة صعدة من أقارب وأحباء المغدورين بحسب كلام الأنصار، على وقف خدمة سبأفون في المحافظة. وكان الشيخ حميد بعد عشاء السبت، اتصل مستنكراً ورافضاً توجيه الاتهام إليه، مديناً تحميله مسؤولية ما يصدر عن غيره ممن لا تربطه به أي علاقة إلا علاقة الانتماء القبلي الذي لم يعد كما كان موحداً لتعدد الانتماءات والولاءات. مؤكداً أنه لا يمكن أن يقدم أو يشجع جريمة كتلك لعدم وجود المصلحة ولغياب الخصومة بينه وبين المغدورين، وحتى لو افترض أن هناك خصومة وعداوة وحرباً بينهم وبين "الحوثة"، فلا يمكن أن يستهدف من لا يؤثر استهدافهم في موازين الصراع. وطلب مني (بما أمثله) أن نتحرك لاحتواء وإدانة الموقف العنصري تجاه آل الأحمر والعصيمات، لأن رد الفعل سيطالنا نحن (الهاشميين)، وبالذات الرموز، وبخصوص قطع خدمة سبأفون، قال إنه قد اتصل بالمسؤولين في الحكومة لقطع الاتصالات عن صعدة أو اتخاذ إجراء لضمان بسط سيطرة الدولة على صعدة وتحريرها من سيطرة "الحوثي". وعصر يوم الأحد اتصل بي وهو منزعج جداً من استمرار قطع خدمة سبأفون عن مناطق صعدة، رافضاً ذلك وبشدة، متوعداً بأنه لن يقف مكتوف اليدين، ولا يمكن أن يسمح "للحوثي بالتحكم في صعدة"، والتواجد الآمن في صنعاء، ولهذا إذا لم تعد الخدمة سيلقي القبض على صالح هبرة حتى لو وصل إليه في الموفنبيك، وطلب مني إبلاغ الأخ صالح هبرة بأن الوجه من الوجه أبيض، لأنه لا يريد أن يقدم على شيء دون إنذار. وتفاعل غضبه ووسع من تهديده ليشمل كل قيادات أنصار الله المشاركين في الحوار، ولن يسمح لهم بالتحكم به في صعدة، ويظلوا آمنين مستقرين بصنعاء. وواصل بأنه لن يسمح للهاشميين بالبقاء في صنعاء، وسيعمل على إخراجهم من صنعاء. فسألته كل الهاشميين، بما فيهم الوالد محمد المنصور والدكتور محمد عبدالملك المتوكل وأنا، فرد بنعم، بل وأقرب المقربين إليه (وذكر أحد الإخوة الذين يقدرهم كثيراً ويعزهم وله مكانة خاصة عنده وعند إخوانه). فسألته إلى أين ستخرجنا؟ رد إلى صعدة. قلت هذه عنصرية يا شيخ؟ قال كما يعامل من خلال انتمائه. وطلب مني مؤكداً علي إبلاغ رسالته أو إنذاره للأخ صالح. وانقطع الاتصال لأنه دخل قاعة عرس. (كنت في أثناء الحديث وقبل أن يتصاعد الغضب والحدة قد اقترحت عليه أن نلتقي بحثاً عن حل لمشكلة قطع خدمة سبأفون، والمشكلة، وعرضت عليه أن نخزن معاً، ورد علي بأنه سيتصل بي بعد أن ينتهي من حضور العرس). وفعلاً اتصل بعد ساعة أو أكثر، وقال بأنه مخزن في البيت، ولكني كنت قد انتقلت للمقيل عند بعض الإخوة. استعجلت خروجي من المقيل، واتصلت به، وكان منتظراً لمجيئي، إلا أنه كان في حدة، وكنت أعتقد أنه في النهضة، فاعتذرت، واتفقنا على اللقاء اليوم (الاثنين)، إلا أن انتشار جزء من مضمون المكالمة (الرسالة) منسوباً إلي، جعل التواصل واللقاء محرجاً، بل إني اعتقدت أن التسريب القصد منه منعي من أي تدخل. لم أتمكن حتى مغرب اليوم من معرفة تفاصيل ما نشر لأني كنت بعيدا عن الإنترنت، ولم آخذ أي صحيفة، ولهذا اكتفيت بالتصريح أني لم أصرح لأي وسيلة إعلام أو صحيفة، وكنت قد صرحت لصحفي بالجمهورية أني لم أتواصل مع الأخ محمد علي العماد لأنه نسب إليه القول بأني صرحت أن الشيخ حميد قال بأنه سيطرد الهاشميين من صنعاء. وفي المساء أبلغت أن الأخ الأستاذ علي البخيتي أنزل الخبر بتفاصيل جديدة، ونسبه إلي كتصريح خصصت وكالته به. مع أني أكدت عليه أن ما قلته ليس للنشر، وقد قلته لأنه كان قد سبق أن نشر الخبر ونسبه لقيادي في اللقاء المشترك، وشكك في صدق الخبر، فأراد أن يتأكد من صدق من أخبره، وقلت له وهو أحد القيادات في الأنصار لا يمكن أن يكذب علي وأنا لا يمكن أن أكذب، فقال هل سجلت الحديث فرددت عليه بأني لا أسجل مكالماتي، ولا يمكن أن يكذبني الشيخ حميد، لأنها رسالة أراد وصولها، وقد كان جواري الشيخ حسين والأخ علي إسماعيل المتوكل وخالد السودي. طبعاً كان الإخوة الأنصار قد ردوا على رسالة الشيخ حميد برسالة، وكنت أرى أن فيها مخرجاً، إلا أني فضلت ألا أبلغه بها إلا عند اللقاء به. وهذا ما لم يتم لأن الجو تكهرب بالنشر. خلاصة ما أريد أن أقوله أن التهديد للهاشميين أو لغيرهم بالطرد أو النفي مرفوض ومدان وغير مقبول، وضداً على التعايش، وانتهاك للحقوق، وعنصرية. أقول هذا ليس لأنه وجه إلي، بل لأنه مدان، ويسبب فتنة، وعنصري، حتى لو قيل في حق أشد خصومي (مع أنه لا يوجد لي خصومة مع أحد في اليمن)، فكلنا شركاء وإخوة مهما كانت حدة التنافس في ما بيننا. ومع رفضي لذلك، ورغم أن الشيخ حميد كان صارماً وجازماً وحاسماً في تهديده، إلا أني لم أحمله على محمل الجد لاستحالته ولعدم جدواه، ولأنه يضر بالشيخ حميد بدرجة واضحة له شخصياً، وقد فهمت كما حاول هو أن يقول بأنه سيعامل الهاشميين كما يعامل هو وأسرته لمجرد أنه (من آل الأحمر) من قبل شباب الأنصار والهاشميين في مجملهم، واتهامه بالجريمة مبني على أساس انتمائه القبلي والأسري، مع معرفة الجميع أن لا علاقة له مباشرة بالقبيلة لانشغاله بالعمل السياسي والتجاري. وقد صرح أن المطلوب من الهاشميين أن يمارسوا الضغط على حركة الأنصار، أو يميزوا أنفسهم عن مواقفهم العدائية، وأنه سيعاملنا كقبيلة مادام الأنصار يتعاملون معه بنفس المنطق. أنا لا أريد أن يفهم أني أبرر له، أو أتفهم دوافعه لأنها غير مقبولة وغير مبررة، ولكني أيضاً أريد أن ألمح إلى أن التعميم المقابل وإصدار الأحكام على أسرة "آل الأحمر" أو آل عفاش أو سنحان أو حاشد أو عبيده أو خولان أو تعز أو جزء من قبيلة أو منطقة أو أتباع مذهب أو دين بتعميم حكم على المجموع من خلال سلوك فرد أو عصبة أو جماعة منهم، سلوكاً معيناً (بالإيجاب أو السلب)، هو نفس منطق تحميل عرق أو أسرة المسؤولية عن فعل صدر من أحدهم أو من بعضهم. لنحاكم مواقف وسلوكيات ملتزمين "ولاتزر وازرة وزر أخرى". ولنرفض العنصرية والعرقية والطائفية عندما تصدر ممن يحسبون علينا، قبل أن ندينها ونرفضها عندما تصدر في حقنا ولنبحث عن حلول لمشاكلنا، لا أن نستغل المشاكل والجرائم لنحولها الى وقود للكراهية. أنا لا أقبل أن يهددني أحد، كما لا أقبل أن يتهمني أحد بدون دليل أو قرائن، وفي نفس الوقت لا أجيز لنفسي أن أهدد أو أتهم المنافسين والخصوم بدون دليل أو قرينة وشواهد. وكما لا أطيق أن أدان لأن أحد من تربطهم بي وتربطني بهم قرابة أو علاقة تنظيمية أو انتماء مذهبي أو عرقي أو مناطقي، ارتكب فعلاً غير مقبول ومداناً ومجرماً. لنحاسب بعضنا على مواقفنا وأفعالنا وسلوكنا الفيزيائي والفكري والنظري سلباً وإيجاباً. ولنتوقف عن التعميم والإطلاق والتهم الجاهزة. لنعمل جميعاً على تقديم المجرمين للعدالة في جريمة حوث المنكرة، ولنطالب جميعاً بالتحقيق الشفاف لكشف من يقف وراءهم ومن يمولهم ويحرضهم. وكذلك كل جريمة.. ما لم فإننا نحول الجريمة الى وقود وطاقة وفتيل لتفجير سلسلة من الجرائم. والله من وراء القصد.