حسن زيد كنت قد كتبت توضيحاً مطولا لحقيقة ما قيل, وخلفيته؛ إلا أن الجهاز أقفل, فضاعت المسودة, وبقي جزء منها كنت قد نسخته, وهو مجرد مقدمة لا يجب الاستنتاج منها أو البناء عليها, حتى تكتمل الصورة, وها هو الجزء عن الحديث الذي تم بيني وبين الأخ الشيخ حميد بن عبدالله الأحمر. أولاً: لقد كنت أتمنى ألا ينشر الحديث كي أتمكن من الاستمرار في لعب دور الوسيط بين الإخوة "أنصار الله" الذين قتل 6 من المحسوبين عليهم في مدينة حوث, بينهم امرأة, وأصيب طفلان بجروح, في جريمة قبيحة انتهكت فيها كل المحرمات والأعراف والقيم, من قبل عصابة خلت الرحمة المروءة والدين والأخلاق من نفسوهم وعقولهم وقلوبهم.. وبين الشيخ حميد بن عبدالله الأحمر, الذي أتهم بأنه من يقف خلف الحادث, وحمل مسؤوليته من قبل "أنصار الله" كما جاء في التصريحات والبيانات الصادرة عن جهات مسؤولة مخولة تمثل "الأنصار" ونتيجة للحادث أقدم مواطنون من أبناء محافظة صعدة, من أقارب وأحباء المغرورين, بحسب كلام "الأنصار" على إيقاف خدمة شركة "سبأفون" في المحافظة. وكان الشيخ حميد قد اتصل بي, بعد عشاء يوم السبت, مستنكراً ورافضاً توجيه الاتهام إليه بالوقوف خلف جريمة حوث, مديناً تحميله مسؤولية ما يصدر عن غيرة ممن لا تربطه به أي علاقة إلا علاقة الانتماء القبلي, الذي لم يعد كما كان موحداً لتعدد الانتماءات والولاءات, مؤكداً أنه لا يمكن أن يقدم أو يشجع جريمة كتلك؛ لعدم وجود المصلحة, ولغياب الخصومة بينه وبين المغدورين. وقال أنه حتى لو افترض أن هناك خصومة وعداوة وحرباً بينهم وبين "الحوثة" فلا يمكن أن يستهدف من لا يؤثر استهدافهم في موازين الصراع, وطلب مني (بما أمثله) أن نتحرك لاحتواء وإدانة الموقف العنصري تجاه "آل الأحمر" و"العصيمات" لآن رد الفعل سيطالنا نحن "الهاشميين" وبالذات الرموز. وبخصوص قطع خدمة "سبأفون" قال إنه قد اتصل بالمسؤولين في الحكومة لقطع الاتصالات عن صعدة, أو أتخاذ إجراء لضمان بسط سيطرة الدولة على صعدة وتحريرها من سيطرة "الحوثي". وعصر يوم الأحد, اتصل بي وكان منزعجا جدا من استمرار قطع خدمة "سبأفون" عن مناطق صعدة, رافضاً ذلك بشدة, متوعداً بأنه لم يقف مكتوف اليدين, ولا يمكن أن يسمح "للحوثي بالتحكم في صعدة" والتواجد الآمن في صنعاء, ولهذا إذا لم تعاد الخدمة سيقبض على صالح هبرة حتى لو وصل إليه في "موفنبيك" وطلب مني إبلاغ الأخ صالح هبرة بأن "الوجه من الوجه أبيض" لأنه لا يريد أن يقدم على شيء دون إنذار, وتفاعل غضبه, ووسع من تهديده ليشمل كل قيادات "أنصار الله" المشاركين في الحوار, الذين قال إنه لن يسمح لهم بالتحكم به في صعدة ويظلون أمنين مستقرين في صنعاء. وواصل بأن قال إنه لن يسمح للهاشميين بالبقاء في صنعاء, وسيعمل على إخراجهم من صنعاء, فسألته: كل الهاشميين, بمن فيهم الوالد محمد المنصور, والدكتور محمد عبد الملك المتوكل, وأنا؟! فرد بنعم, بل ووصل الى أقرب المقربين إليه (وذكر أحد الإخوة الذين يقدرهم كثيراً ويعزهم وله مكانة خاصة عنده, وعند إخوانه), فسألته: "الى أين ستخرجنا؟! رد: الى صعدة. قلت: هذه عنصرية يا شيخ! قال إنه (سيعاملنا) كما يعامل من خلال انتمائه. وطلب مني, مؤكداً علي إبلاغ رسالته, أو إنذاره, للأخ صالح هبرة, وانقطع الاتصال, لأنه دخل قاعة عرس. كنت في أثناء الحديث, وقبل أن يتصاعد الغضب والحدة, قد اقترحت عليه أن نلتقي بحثاً عن حل لمشكلة قطع خدمة "سبأفون" والمشكلة, وعرضت عليه أن "نخزن" معاً, ورد علي بأنه سيتصل بي بعد أن ينتهي من حضور العرس. وفعلاً اتصل بي بعد ساعة, أو أكثر, وقال إنه "مخزن" في البيت؛ ولكني كنت قد انتقلت للمقيل عند بعض الإخوة. استعجلت خروجي من المقيل, واتصلت به, وكان منتظراً لمجيئي, إلا إنه كان في "حدة" وكنت اعتقد أنه في "النهضة" فاعتذرت, واتفقنا على اللقاء اليوم (الاثنين)؛ إلا أن انتشار جزء من مضمون المكالمة (الرسالة) منسوباً إلي جعل التواصل واللقاء محرجاً, بل أني اعتقدت أن التسريب القصد منعي من أي تدخل. لم أتمكن, حتى مغرب اليوم, من معرفة تفاصيل ما نشر؛ لأني كنت بعيداً عن الإنترنت, ولم آخذ أي صحيفة, ولهذا اكتفيت بالتصريح أني لم أصرح لأي وسيلة إعلامية, أو صحيفة: كنت قد صرحت لصحفي في "الجمهورية" أني لم أتواصل مع الأخ محمد علي العماد؛ لأنه نسب إليه القول بأني صرحت أن الشيخ حميد قال إنه سيطرد الهاشميين من صنعاء. في المساء أبلغت أن الأخ الأستاذ علي البخيتي أنزل الخبر بتفاصيل جديدة, ونسب إلي كتصريح خصصت وكالته به, مع أني أكدت عليه أن ما قلته لأنه كان قد سبق أن نشر الخبر, ونسبه لقيادي في اللقاء المشترك, وشكك في صدق الخبر فأراد أن يتأكد من صدق من أخبره, وقلت له, وهو أحد القيادات في "الأنصار": لا يمكن أن يكذب علي, وأنا لا يمكن أن أكذب. فقال: هل سجلت الحديث ؟ فرددت عليه بأني لا أسجل مكالماتي, ولا يمكن أن يكذبني الشيخ حميد؛ لأنها رسالة اراد وصولها, وقد كان جواري, عندما تلقيت مكالمته, الشيخ حسين, والأخ لي اسماعيل المتوكل, وخالد السودي. طبعاً كان الإخوة "الأنصار" قد ردوا على رسالة الشيخ حميد برسالة, وكنت أرى أن فيها مخرجاً, إلا أني فضلت ألا أبلغه بها إلا عند اللقاء به وهذا ما لم يتم؛ لأن الجو تكهرب بالنشر. خلاصة ما أريد أن أقوله أن التهديد للهاشميين, أو لغيرهم بالطرد, أو النفي, مرفوض ومدان وغير مقبول, وضد على التعايش وانتهاك للحقوق وعنصرية .. أقول هذا ليس لأنه وجه إلي بل لأنه مدان, ويسبب فتنة, وعنصري, حتى لو قيل في حق أشد خصومي, مع أنه لا يوجد لي خصومة مع أحد في اليمن, فكلنا شركاء وإخوة مهما كانت حدة التنافس فيما بيننا. ومع رفضي لذلك, ورغم أن الشيخ حميد كان صارماً وجازماً وحازماً في تهديده, إلا أني لم احمله على محمل الجد, لاستحالته ولعدم جدواه, ولأنه يضر بالشيخ حميد شخصياً بدرجة واضحة, وقد فهمت, كما حاول هو أن يقول إنه سيعامل الهاشميين كما يُعامل هو, وأسرته, لمجرد أنه من "آل الأحمر" من قبل شباب "الأنصار" والهاشميين في مجملهم, واتهامه بالجريمة مبني على أساس انتمائه القبلي والأسري, مع معرفة الجميع ألا علاقة له مباشرة بالقبيلة, لانشغاله بالعمل السياسي والتجاري. وقد صرح (الشيخ حميد) أن المطلوب من الهاشميين أن يمارسوا الضغط على حركة "الأنصار" يتعاملون معه بنفس المنطق. أنا لا أريد أن يفهم من هذا أني أبرر له, أو أتفهم دوافعه؛ لأنها غير مقبولة وغير مبررة؛ ولكني أيضاً أريد أن ألمح الى أن التعميم المقابل وإصدار الأحكام على أسرة "آل الأحمر" و"آل عفاش" أو "سنحان" أو "حاشد" أو "عبيدة" أو "خولان" أو تعز, أو جزء من قبيلة, أو منطقة, أو أتباع مذهب, أو دين,.. بتعميم حكم على المجموع من خلال سلوك فرد أو عصابة أو جماعة منهم سلوكاً معيناً (بالإيجاب أو السلب), هو نفسه منطق تحميل عرق, أسرة, المسؤولية عن فعل صدر من أحدهم, أو من بعضهم. لنحاكم مواقف وسلوكيات, ملتزمين "ولا تزر وزارة وزر أخرى" ولنرفض العنصرية والعرقية الطائفية عندما تصدر ممن يحسبون علينا, قبل أن ندينها ونرفضها عندما تصدر في حقنا, ولنبحث عن حلول لمشاكلنا, لا أن نستغل المشاكل والجرائم لنحولها الى وقود للكراهية. أنا لا أقبل أن يهددني أحد, كما لا أقبل أن يتهمني أحد بدون دليل أو قرينة وشواهد. وكما لا أطيق أن أدان لأن أحد من تربطهم بي تربطني بهك قرابة, أو علاقة تنظيمية, أو انتماء مذهبي أو عرقي أو مناطقي, ارتكب فعلاً غير مقبول ومدانا ومجرما. لنحاسب بعضنا على مواقفنا وأفعالنا وسلوكنا الفيزيائي والفكري والنظري, سلباً وإيجاباً, ولنتوقف عن التعميم والإطلاق والتهم الجاهزة. لنعمل جميعاً على تقديم المجرمين للعدالة في جريمة حوث المنكرة, ولنطالب جميعاً بالتحقيق الشفاف لكشف من يقف وراءهم ومن يمولهم ويحرضهم, وكذلك كل جريمة, ما لم فإننا نحول الجريمة الى وقود وطاقة وفتيل لتفجير سلسلة من الجرائم. والله من وراء القصد الأثنين 21 سبتمبر 2013م