يبدو أن المرحلة الانتقالية في اليمن والتسوية السياسية بين أطرافها تسير باتجاه الانحلال والحلحلة، لكن تعقيداتها البارزة بوضوح والتي تزيد من قلق ومخاوف الكثيرين وبالذات المشرفون على تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية »اتفاق التسوية«.. ما يتطلب حسب مراقبين ومهتمين دوراً أكبر وأوسع للأطراف الدولية والإقليمية بما يعيد ضبط إيقاعات الحياة وبالذات الانفلات الأمني الواسع الذي يشهده البلد الفقير اليوم.. ويؤكد المراقبون أن استعادة تنظيم القاعدة لنفسه وترتيب أوراقه وحساباته وأيضاً لاستراتيجيته »القديمة الجديدة« عبر عمليات التفخيخ وزرع العبوات الناسفة واستهداف بعض القيادات العسكرية والأمنية المؤثرة التي كان لها باع طويل في المواجهات والهزائم التي حصدها التنظيم وعناصره القبلية والحزبية المسلحة في أبينوشبوة. كما يستغل التنظيم الإرهابي حالة التضعضع السياسي ومحاولات بعض الأطراف لإفراغ الجهود والإجراءات التوافقية ومحتواها وعرقلة عملية الحوار الوطني الشامل وتعمد توسيع الاضطرابات الأمنية في عموم المحافظات والمديريات لخلط الأوراق السياسية في التسوية وخلق الفوضى في البلاد. أحزمة ناسفة.. نائمة - ويبرز تحذير الخبراء والمراقبين من الخلايا الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة النائمة التي رصدت تحركات العديد منها في شبوةوأبين والبيضاء ومأرب والجوف وحضرموت وإب وتعز إلى جانب أمانة العاصمة صنعاء.. ويقوم أمراء هذه الخلايا الإرهابية بالتقييم والدراسة الجيدة للوضع بهذه المحافظات والمديريات التي تحاول أن تخلق منها بؤرة وأوكاراً سرية لعناصرها وأنصارها.. وشهد الأسبوع الماضي عمليات إرهابية مختلفة بعدد من المحافظات ارتكبها تنظيم القاعدة وخلاياه النائمة.. فيما توقع خبراء أمنيون وعسكريون عمليات أقوى وأشد عمقاً لاستهداف وضعضعة النظام الأمني وحالة الاستقرار والسكينة التي تتلاشى وتختفي عن الأنظار في مصير يحاكي المصير العراقي والوضع الأمني البارز للاقتتال والتناحر الطائفي والمذهبي. خطة احترازية وفي الوقت الذي أكدت وزارة الداخلية وضع خطة أمنية احترازية تم تعميمها على المحافظات والمديريات تتركز على تتبع تحركات وملاحقة عناصر يعتقد أنها من القاعدة أو من يناصرها ويؤيدها ويتستر عليها.. وذلك تحسباً لوقوع هجمات انتحارية »جهادية« وبالذات في شهر رمضان الذي يزيد فيه الأجر وتعتبره معتقداتهم شهر الجهاد.. زادت عملية الاغتيالات لضباط أمنيين واستخباراتيين بعبوات ناسفة تتم عملية زرعها ووضعها بتواطؤ أمني واختراق عسكري الأمر الذي يضعف من استراتيجية التصدي وخطط المواجهة سيما في ظل تعهد رئيس الجمهورية باستمرار الحرب على الإرهاب واستئصال شرهم المستطير.. واستشهد عدد من ضباط الأمن بمحافظات عدن ورداع والضالع وحضرموت وصنعاء وغيرها.. فيما تتجه مجاميع مسلحة ومليشيات حزبية تابع لأحد أطراف العملية السياسية »اللقاء المشترك« أو أجنحة فيه للمساعدة على انفلات الأوضاع الأمنية، حيث شنت مجاميع مسلحة تتبع أحد الفصائل الحراكية في عدن هجوماً على مقر محافظة عدن.. بينما تحاول مليشيات ضابط الفرقة المنشقة صادق سرحان في تعز إلى تعميم حالة الفوضى والفساد الأمني في المحافظة.. فيما تستعد مناطق ومحافظات أخرى لمشاهد وفصول فوضوية أمنية متنوعة.. وهو ما يزيد حالة الخوف والرعب في المجتمع. نقلاً عن صحيفة تعز