ركزت الصحف العربية، الصادرة امس السبت، اهتمامها على تطورات الأوضاع في سورية، والانفلات الأمني في ليبيا، إضافة إلى تناولها لقضايا محلية كما هو الشأن بالنسبة للحوار الوطني في اليمن والوضع الأمني في سيناء ومخاض تشكيل الحكومة اللبنانية. ففي مصر، تناولت صحيفة (الأهرام) الوضع الأمني في سيناء، مشيرة إلى انفجار عبوتين ناسفتين بإحدى مدرعات الأمن بالقرب من منطقة الجندي المجهول برفح، تسببتا في إصابة ضابط وخمسة جنود وإتلاف المدرعة . وأضافت أن الأجهزة الأمنية بشمال سيناء تواصل جهودها في مداهمة معاقل الإرهابيين في المحافظة، وأنها تمكنت من ضبط 11 عنصرا من العناصر الخطيرة، بينهم 7 فلسطينيين، وآخر من منطقة بئر العبد مشتبه به في حادث مهاجمة قوات الأمن . وذكرت صحيفة (الجمهورية) أن الجهود الدبلوماسية، المواكبة للأزمة التي يعيشها القطاع السياحي، نجحت في إقناع العديد من الدول بتخفيف تحذيرات السفر إلى مصر، مشيرة إلى أن هذه الجهود شملت ألمانيا والمجر والدانمارك وهولندا وفنلندا ولوكسمبورغ وسلوفاكيا والنرويج وفرنسا وسلوفينيا وبلجيكا والتشيك وإيرلندا والنمسا وبلغاريا والسويد وليتوانيا وسويسرا. ونقلت الصحيفة عن المتحدث الرسمي باسم الخارجية أن هناك مجموعة أخرى من الدول لم تتخذ قرارات بحظر سفر رعاياها إلى المنتجعات السياحية بالبحر الأحمر وجنوب سيناء والأقصر وأسوان جوا، وتضم بريطانيا ومالطا وقبرص وكرواتيا والبرتغال وتركيا وكندا. وبقطر، أكدت صحيفة (الوطن )، بخصوص الوضع في سورية، أن المطلوب في المرحلة الراهنة هو "تكثيف الضغوط على النظام السوري، في إطار استجابة القوى الإقليمية والدولية لمجموع المطالب التي ترفعها المعارضة السورية لضمان انتقال ديمقراطي في البلاد وإنهاء الأزمة عبر عقد مؤتمر جنيف 2 المرتقب، ضمن صيغة شاملة وعادلة للحل يرتضيها الشعب السوري." وتعليقا على عملية الاختطاف التي تعرض لها رئيس الوزراء الليبي على زيدان، لاحظت صحيفة ( الراية) "أنها سابقة خطيرة ليس على أمن المواطن الليبي فقط وإنما على الاستقرار السياسي بليبيا، وتضع على عاتق الجميع حكومة وأجهزة أمنية مسؤولية كبيرة لمراجعة الأوضاع الهشة والخروج من نفق الاختطافات والتفجيرات واحتلال المقار الحكومية". و بخصوص الوضع في مصر، سجلت صحيفة (الشرق) أن الاوضاع في البلاد "لا تبدو مطمئنة إلى حد الآن في سبيل الخروج من المأزق السياسي (...) مرجعة سبب ذلك إلى تمسك جميع الأطراف بمواقفها، وتصلبها في آرائها، الأمر الذي يعني الاستمرار في إغراق مصر في مستنقع التوتر والعنف، والنكوص عن أهداف ثورة 25 يناير. وبلبنان، استأثر الوضع الداخلي باهتمام الصحف، حيث كتبت صحيفة (الأخبار) تقول إن التعثر الحكومي "لا يزال سيد الموقف داخليا" ، وهذا ما أكده المكلف بتشكيلها تمام سلام بعد لقاء جمعه أمس مع رئيس الدولة ميشال سليمان، حيث "الشروط والعراقيل تزداد"، معبرا عن نيته "عدم التخلي عن الأمانة إلا بعد أن اقتنع بأن السعي لن يجدي نفعا".
ومن جهتها، قالت (السفير) "مع استمرار تحكم الرتابة والتعطيل بملف تأليف الحكومة الجديدة، وانعدام المؤشرات حول إمكان حلحلة التعقيدات الماثلة في طريق التأليف منذ سبعة أشهر، تفجرت العلاقة بين "تيار المستقبل" و رئيس "جبهة النضال الوطني" وليد جنبلاط، على خلفية المواقف التي أطلقها" الأخير عبر الصحافة.
أما يومية (النهار) فأبرزت أن "التطورات والمواقف السياسية عشية عطلة عيد الأضحى التي ستمدد عكست الجمود الذي يحكم مأزق تأليف الحكومة الجديدة"، وهو ما برز بوضوح في المعطيات القاتمة التي اعترف بها تمام بقوله أمس إنه "يشعر في بعض اللحظات كأنه لم يحصل أي تقدم ولا أي تذليل للعقبات والعراقيل".
ولم يغب حدث رحيل الفنان العربي اللبناني الكبير وديع الصافي، الذي وافته المنية أمس ببيروت عن عمر ناهز 92 سنة، عن اهتمامات الصحف اللبنانية، التي أوردت الخبر بعناوين بارزة على صفحاتها الأولى من قبيل،" لبنان من دون وديع الصافي"، و"وداعا أيها الصافي"، و"الجبل الغافي"، و"وديع الصافي يلتحق بالأسطورة" وغيرها من العناوين التي تتحدث عن المسار الفني والحياتي للفنان الراحل .
وفي اليمن، اهتمت الصحف بتطورات الأوضاع الأمنية في البلاد، حيث واصلت التطرق لمسار مؤتمر الحوار الوطني، وما أثاره من جدال بين فرقاء الازمة اليمنية، وحتى من انشقاقات داخل حلفاء الصف الواحد.
وفي هذا الإطار ابرزت صحيفة (الثورة) إشادة الرئيس اليمني، خلال استقباله لرئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي في صنعاء، بجهود الاتحاد في دعم برامج التنمية في اليمن، وأشارت أيضا الى رفض الرئيس هادي استقالة عبد الكريم الارياني النائب الثاني لرئيس حزب المؤتمر، رئيس ممثلي الحزب في مؤتمر الحوار، من جميع هياكل الحزب، على خلفية قبوله بقرار حول مشروع "قانون العزل السياسي" داخل احدى فرق المؤتمر.
ومن جهتها أبرزت (أخبار اليوم) احتفال محافظات الجنوب بذكرى "ثورة أكتوبر" وسط خلافات حادة بين أطراف الحراك الجنوبي، ونقلت تصريحا لقيادي في الحراك الجنوبي المشارك في الحوار، رياض ياسين، يؤكد فيه أن ممثلي الحراك سينتخبون قيادة جماعية بدلا من رئيس فريق القضية الجنوبية محمد علي أحمد (ذو ميول انفصالية).
وتبادلت أسبوعية (الصحوة) المقربة من حزب الإصلاح ذي التوجه الإسلامي، وصحيفة (اليمن اليوم) المقربة من الرئيس السابق علي عبد الله صالح، الاتهامات بÜ "التواطؤ" من كل من الطرفين في موضوع التفجيرات التي تتعرض لها أنابيب نقل النفط، ومحطات وخطوط نقل الكهرباء.
وأشارت صحف (الاولى) و(أخبار اليوم) و(اليمن اليوم) الى اغتيال نائب مدير الكلية الحربية أمس عند وصوله الى حضرموت لقضاء إجازة العيد، في مسلسل متواصل منذ مدة لاغتيال ضباط الجيش والامن.
وبالسودان، اهتمت الصحف بصفة خاصة بالاجتماع الوزاري للاتحاد الافريقي بشأن المحكمة الجنائية الدولية، وبالاستعداد للاحتفال بعيد الاضحى المبارك في ظل ارتفاع مهول لأسعار الأضاحي، إضافة الى الجهود الرامية الى إعفاء الديون الخارجية للسودان.
وتطرقت صحيفة (الخرطوم) إلى قمة الاتحاد الافريقي ومجلس الامن والسلم الافريقي التي ستعقد اليوم السبت بأديس ابابا بشأن المحكمة الجنائية الدولية بمشاركة الرئيس عمر حسن البشير، مبرزة ما جاء على لسان وزير الخارجية الاثيوبي، الذي تتولى بلاده حاليا رئاسة الاتحاد الافريقي لدى افتتاحه أمس للقاء الوزاري التحضيري للقمة، بان معاملة المحكمة لإفريقيا ظالمة وجائرة وغير مقبولة إطلاقا لأنها بدلا من أن تعمل في اتجاه العدالة والمصالحة، تحولت الى اداة سياسية تستهدف افريقيا والافارقة .
ومن جهتها، توقعت صحيفة (لآخر لحظة)، استنادا الى مراقبين، أن يصدر عن هذه القمة قرار موحد بالانسحاب من المحكمة الجنائية الدولية وتوحيد صوت الافارقة لمواجهة التدخلات الخارجية لهذه المحكمة في القارة الافريقية، مشيرة الى أنه من غير المستبعد ان يؤدي توحيد الصوت الافريقي الى تخصيص مقعدين لافريقيا في مجلس الامن الدولي.
وكتبت صحيفة (الاهرام اليوم) أن تصاعد الجدل حول علاقة افريقيا بالمحكمة الجنائية الدولية "يأتي مسنودا هذه المرة بقرار أولى جلسات الاجتماع الافريقي الخاص بمناقشة الانسحاب من هذه المحكمة المنعقد حاليا بالعاصمة الاثيوبية، والذي بدوره اعلن موقفا عدائيا واضحا تجاه المحكمة الجنائية، وتجاه مذكرات التوقيف الحمراء، والتهم الصادرة بحق بعض زعماء القارة الافريقية".
و نقلت صحيفة (المجهر السياسي) عن مقرر المجلس الاستشاري لحقوق الانسان بالسودان قوله إن القادة الأفارقة دعوا الى اتخاذ موقف موحد وحاسم لتعزيز موقفهم السابق الرافض للتعاون مع الجنائية الدولية، مبرزا أن ممارسات الجنائية أقلقت كثيرا من الدول الافريقية.