تشييع جثمان الشهيد المقدم توفيق العسيقي في التعزية    اغتيال جار الله عمر.. اللحظة التي دخل فيها ملف الإرهاب في اليمن دائرة التوظيف السياسي    وقفة قبلية في جحانة تنديدًا بالإساءة للقرآن وإعلانًا للجهوزية والاستنفار    الأرصاد: سحب منخفضة كثيفة على سقطرى والسواحل والمرتفعات المحاذية    جوائز غلوب سوكر: باريس والبرتغال ويامال الأفضل    مدارس أمانة العاصمة تحتفي بعيد جمعة رجب    مركز البحر الأحمر للدراسات يصدر كتابين جديدين حول الهجرة الأفريقية غير الشرعية إلى اليمن والقضية الفلسطينية    منذ أكثر من شهر.. مليشيا الحوثي تمنع دخول عشرات الشاحنات المحملة بمادة الأخشاب    الشتاء يتحول إلى كارثة إنسانية: 20 وفاة وآلاف النازحين بالعراء في غزة    مجلس الأمن الدولي يعقد جلسة طارئة غدا لبحث الاعتراف الإسرائيلي ب"أرض الصومال"    عاجل: أهم نقاط البيان.. سيئون تجدد العهد لاستعادة دولة الجنوب وتفوض الانتقالي خيارًا نهائيًا بلا تراجع أو مساومة    ميلان يقسو على فيرونا بثلاثية ويعتلي صدارة "الكالتشيو" مؤقتاً    ورشة حول الصحة والسلامة المهنية بصنعاء    أمين العاصمة يتفقد أعمال صيانة شارع سبأ بمشاركة مجتمعية    خفر السواحل تحذر من السباحة قبالة سواحل عدن وأبين وشبوة    المجلس الإسلامي العلوي: سلطة الأمر الواقع كشفت حقيقتها القمعية    المحرّمي يطّلع على سير العمل في المؤسسة العامة للاتصالات وخططها المستقبلية    تحت شعار الهوية والانتماء.. جامعة صنعاء تُحيي ذكرى "جمعة رجب"    صنعاء.. صدور حكم استئنافي في قضية الصحفي محمد المياحي    صنعاء: المكاتب التنفيذية تُحيي ذكرى "جمعة رجب"    الصين: تأسيس أكثر من مليون شركة جديدة في 11 شهرا    هل بات قادة اوروبا يخشون "سلام ترامب" في أوكرانيا؟!    نيجيريا تسقط تونس في مباراة مثيرة وتبلغ ثمن نهائي كأس أمم إفريقيا    اليمن بين ثبات النهج ومنزلق الارتهان: قراءة في ميزان السيادة والهوية    صحيفة فرنسية: غارات جوية وأزمة إنسانية.. لماذا تصاعدت التوترات فجأة في اليمن ؟!    الاعتراف الإسرائيلي بالصومال خطر يهدد الجنوب العربي وخليج عدن    وفاة المخرج المصري الكبير داوود عبد السيد    هروب    هؤلاء هم أبطال حضرموت قيادات صنعت المجد وقهرت الإرهاب    رشاد العليمي يسهل لنجله عبدالحافظ سرقة نفط حضرموت    محمد صلاح يواصل تحطيم الأرقام القياسية في «كأس أمم إفريقيا»    الصحفي المهتم بقضايا الناس وانشطة الصحافة الثقافية عبدالعزيز الويز    في صنعاء.. هل ابتلعنا "الثقب الأسود" جميعًا؟    قراءة تحليلية لنص «صدمة استقبلتها بقهقهة» ل"أحمد سيف حاشد"    دوري روشن السعودي: اتحاد جدة يهزم الشباب بثنائية نظيفة    اكتشاف آثار حضارة متطورة في باكستان    ضبط مصفاة نفط جديدة غير قانونية لمتنفذ يمني في خشعة حضرموت    الافراج عن اكبر دفعة سجناء بالحديدة تنفيذا لتوجيهات قائد الثورة    ضربة بداية منافسات بطولة كأس العالم للشطرنج السريع والخاطف قطر 2025    اتحاد حضرموت بحافظ على صدارة المجموعة الثانية بدوري الدرجة الثانية    مأرب تحتفي بتخريج 1301 حافظًا وحافظة في مهرجان العطاء القرآني    القيادة التنفيذية العُليا تناقش الجهود المبذولة لتأمين الخدمات للمواطنين ومراقبة أسعار الصرف    ما علاقة ضوء الشمس بداء السكري.. نصيحة للمصابين    الدولار الأمريكي يترنح في أسوأ أداء أسبوعي منذ شهور    إنجاز 5 آلاف معاملة في أسبوع.. كيف سهلت شرطة المرور إجراءات المواطنين؟    العطاس: نخب اليمن واللطميات المبالغ فيها بشأن حضرموت"    الكشف عن عدد باصات النساء في صنعاء    الكتابُ.. ذلكَ المجهول    ريال مدريد يدرس طلب تعويضات ضخمة من برشلونة    صدور كتاب جديد يكشف تحولات اليمن الإقليمية بين التكامل والتبعية    الأميّة المرورية.. خطر صامت يفتك بالطرق وأرواح الناس    الصحفي المتخصص بالإعلام الاقتصادي نجيب إسماعيل نجيب العدوفي ..    "أهازيج البراعم".. إصدار شعري جديد للأطفال يصدر في صنعاء    تحذير طبي برودة القدمين المستمرة تنذر بأمراض خطيرة    هيئة المواصفات والمقاييس تحذر من منتج حليب أطفال ملوث ببكتيريا خطرة    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    لملس والعاقل يدشنان مهرجان عدن الدولي للشعوب والتراث    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"الروهجان حسين "فضائح ثورات الربيع العربي
نشر في اليمن السعيد يوم 23 - 12 - 2013

قال الله سبحانه وتعالى في محكم التنزيل بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم ((﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71( صدق الله العظيم .. سورة الأحزاب ..
ومن هذا المنطلق ومن خلال ما عايشناه خلال تلك الفترة المنصرمة والتي ذقنا فيها الأمرين وكان ذلك بسبب ثورات الربيع العربي فأي ربيع وأي خريف حل علينا وما حصل لبلداننا العربية والتي عصفت بها ثورات ذلك الربيع المدمر وبما أن الربيع وهو أحد فصول السنة وعندما يأتي فهو يأتي مبشراً بالخير وتزهر الثمار في الأشجار ونتبشر بذلك خيراً , أما ما جاءنا فهو ليس ربيعاً وإنما دماراً وقتلاً وتشريداً وتدمير مصالح الأوطان العربية والشعوب .. الخ .
وما ذلك الربيع المزعوم لم يأتي من داخل الأوطان العربية وخاصة الدول الخمس التي قامت فيها الفوضى الخلاقة وتمهيداً لشرق أوسط جديد وما جرى من ربيع العربي وهي خمس دول عربية وهي كالتالي :-
سوريا , وليبيا , ومصر , واليمن , وتونس

وما حدث في تلك الدول العربية الخمس لم يحدث عن طريق وقناعة أبناءها وشعوبها أو كان لهم فكرة عن تلك الثورات المزعومة وإنما ما جاءت تلك الثورات إلا بعد أن تم التخطيط لها مسبقاً من قبل اللوبي الصهيوني المدعوم من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ودول الإتحاد الأوروبي وعدداً من الدول العربية وخاصة دول المنطقة والجزيرة العربية مثل دول مجلس التعاون الخليجي والتي تؤدي الولاء والطاعة للولايات المتحدة الأمريكية ودول الإتحاد الأوروبي وحصل ما حصل لجمهورية العراق منذ بداية التسعينيات من مؤامرة خطيرة قضت عليه ودمرت قوته العسكرية وكما تم إسقاط نظامه وإعدام قيادته وعلى رأسهم الزعيم العربي الشهيد صدام حسين وعدداً من قياداته وكما تم تدمير بنيته التحتية عن طريق الحرب الجوية ومن ثم احتلاله والقضاء على ما تبقى فيه .. الخ . وهاهو العراق يعيش في حالة من الفوضى العارمة وقد قام بتلك الحرب ضد العراق الولايات المتحدة الأمريكية وكما شارك معها عدداً كبيراً من الدول الغربية والعربية والتي أحتظنت قوات تلك الدول على أراضيها وكما كانت الطائرات الحربية الأمريكية والغربية تقلع من أراضيها .. الخ .
وبعد القضاء على دولة العراق قيادة ونظام اتجهت السياسات الإسرائيلية والأمريكية والغربية
· إلى تدمير دول عربية أخرى وتحت مسمى شرق أوسط جديد وفوضى خلاقة .. الخ وكان ذلك عن طريق منظمة أوتبور والتي تأسست في صربيا في تشرين الأول عام 1998 وكانت القوة الدافعة خلف إسقاط نظام سلوبودان ميلوسوفيتش المعادي للهيمنة الأوروبية والأمريكية على أوروبا الشرقية ، قامت هذه الحركة بالتعاون مع الإعلام الغربي بشن حملة إعلامية هائلة ومليئة بالأكاذيب عن ميلوسوفيتش، وأثارت ضده الرأي العام في صربيا، وفي حين كان الناتو يقصف صربيا محاولا إسقاط ميلوسوفيتش عسكريا كانت أوتبور تحشد الناس وتستعد لاجتياح الشارع . بعد أن فشلت حملة الناتو العسكرية ، وفي 5 تشرين الأول 2000 نجحت أوتبور بتنظيم مظاهرة كبيرة أمام قصر ميلوسوفيتش، فأعلن تنحيه استجابة لطلبات شعبه ..
· جاء تنحي ميلوسوفيتش مفاجأة لأوت بور، فقد كانت ماكينتهم الإعلامية تزوّر مختلف أنواع الأكاذيب عنه ، وقد لفقوا له تهمة تنظيم مذابح جماعية، وتهمة إطلاق النار على المواطنين، إضافة إلى تهم ارتكاب جرائم حرب مختلفة وتهم تدمير البنية التحتية لبلده، وتهم أخرى. لم يتوقع الأوتبوريون استسلام ميلوسوفيتش بسهولة رغم أنه يعرف أنه مطلوب لمحكمة الجنايات الدولية.
· بعد تنحيه ذهب ميلوسوفيتش إلى منزله، فطارده الأوتبوريون واعتقلوه ثم سلموه لمحكمة الجنايات الدولية ، واستغرقت محاكمته عدة سنوات لم تتم إدانته خلالها بأية تهمة، وقد رفض تعيين محام للدفاع ودافع عن نفسه بنفسه ، وانتهت المحاكمة بموته بنوبة قلبية في سجن المحكمة ..
· بعد إسقاط ميلوسوفيتش أنشأ الأوتبوريون حزباً سياسياً، ودخلوا الانتخابات العامة بقائمة من 250 مرشحاً ، ولم يتمكن أي من مرشحيهم من النجاح وبقيت الحركة بدون تمثيل برلماني. وفي عام 2004 تعرضت قيادة حزبهم لفضيحة كبيرة بسبب اتهامات بالرشوة وتقاضي الأموال من جهات خارجية ، وفي نهاية العام اندمجوا مع حزب آخر، وانتهى نشاطهم السياسي في صربيا.
· في تشرين الثاني 2000 وبعد نجاح تنحي ميلوسوفيتش، نشرت مجلة نيويورك تايمز تحقيقاً للصحفي روجر كوهن حول أوتبور، وفي هذا التحقيق صرح بول مكارتي مدير منظمة المنح الديمقراطية الأمريكية أن منظمته قدمت لأوت بور 3 مليون دولار بين عامي 1998 و 2000. وأقر مكارتي أنه التقى قادة الحركة عدة مرات. الجدير بالذكر أن منظمة المنح الديمقراطية تأسست عام 1989 وتتخصص بتمويل مشاريع الفوضى الخلاقة حول العالم.
· في عام 2003 أسس قائدا أوتبور (سلوبودان جينوفيتش وسيرغي بوبوفيتش) معهد كأنفاس للتدريب على تطبيقات النضال اللاعنفي. يزعم المعهد أنه لا يتلقى تمويلاً أجنبياً ، ولكنه يقر بتدريب آلاف الناشطين حول العالم ، وقد صرح بوبوفيتش في فيلم وثائقي أنهم يتعاملون مع ناشطين في 30 دولة حول العالم . هذا المعهد هو حالياً واجهة التنظيم الأوتبوري العالمي ..
· رغم أن قادة أوتبور يزعمون أنهم لا يقبلون أي دعم من أية حكومة في العالم، فقد حصلوا في عام 2006 على منحة من المعهد الأمريكي للحرية ، وهو مؤسسة تابعة للكونغرس الأمريكي ، لإعادة إنتاج المنهاج المعتمد في إسقاط الأنظمة مع التركيز على الشعوب والثقافة الإسلامية ، ولديهم حاليا منهاج تدريبي لإسقاط الأنظمة باللغة العربية.
ويحصل قادة أوتبور على الدعم الأمريكي بشكل غير مباشر عبر تمويل دراسة الناشطين في معهدهم ، وقد مولت مؤسسات أمريكية وأوروبية متعددة دراسة عدد كبير من الناشطين التونسيين والمصريين في المعهد ، ولم يعرف بعد من هم الناشطون السوريون الذين درسوا فيه ومن الذي دفع كلفة سفرهم ودراستهم .. والأوتبوريون هم أداة تنفيذ الفوضى الخلاقة، يتبعون
سياسيا لوزارة الخارجية الأمريكية، ويتكامل عملهم مع عمل تنظيم القاعدة الذي يتبع وزارة الدفاع الأمريكية. يشرف الصربي سيرغي بوبوفيتش على عمليات الأوتبوريين في البلدان العربية، وهو من أشرف على ثورة الأرز في لبنان، إضافة إلى ثورات مصر وتونس وبورما وغيرها، ويعمل حاليا على تجنيد المزيد من الأتباع لخلق المزيد من الفوضى في بلادنا.
· يغطي الأوتبوريون نشاطاتهم بغطاء اجتماعي في مرحلة التجنيد، وما يبدو نشاطاً اجتماعياً بريئاً قد يكون مقدمة لتوريط من يشاركون به في نشاطات تخرق القانون تبدأ عادة بتعاطي المخدرات وقد تصل إلى ارتكاب المذابح .. وفي 5 تشرين الأول 2011 ألقى سيرغي بوبوفيتش وسلوبودان جينوفيتش محاضرة في كلية كينيدي بجامعة هارفارد الأمريكية، وفيها أعلنا صراحة أن منظمة أوتبور تستهدف سوريا منذ عام 2003. لم تكن المعلومة جديدة على متابعي أوتبور، ولكن الجديد كان الإعلان الصريح لأول مرة عن خطة أوتبور طويلة الأمد لاستهداف سوريا من قبل قادة الحركة ...
سيرغي بوبوفيتش وسلوبودان جينوفيتش هما من مؤسسي حركة أوتبور الصربية ، ويملكان حاليا معهد كأنفاس لتدريس طرق النضال السلمي . ويزعم هذان الشخصان أنهما يدعمان حركات التحرر السلمي في العالم ، وينقلان تجربتهما في إسقاط الأنظمة للشعوب الراغبة بالتحرر .. ويقول بوبوفيتش أن المظاهرات وحدها لا تسقط نظاما، ولا بد من خطة مرافقة لها لإسقاط النظام عمليا. ويبدو من تجارب التاريخ أن بوبوفيتش على حق، فكل من نظموا مظاهرات واعتصامات كبيرة بهدف إسقاط النظام قد فشلوا، في حين نجحت المظاهرات والاعتصامات في الضغط على الحكومات لتحقيق مطالب شعبية في أوروبا وأمريكا.
ورغم ذلك، يصر المنهاج الأتبوري للثورات على ضرورة حشد الجماهير لإطلاق مظاهرات ضخمة يشارك فيها 10% من المجتمع المستهدف في كل ثورة أتبورية، ويتم إقناع الجماهير أن تظاهرهم في الشارع أو احتلالهم للساحات هو ما يسقط النظام. وبذلك يصبح كل من يشارك في هذه المظاهرات مجرد إكسسوار، أو مساعد، للأتبوريين في خطتهم المرافقة والهادفة لإسقاط النظام.
ولفهم الدور الحقيقي للمظاهرات لابد من الانتباه إلى أن خطة إسقاط النظام الأتبورية تتألف من خطوات ومراحل محددة لتدمير "الأعمدة التي تستند إليها الدولة" وفق مصطلحا تهم، والتي قد تشمل الاقتصاد والجيش والسلم الأهلي والنظام البرلماني والسمعة الدولية، إضافة إلى أعمدة أخرى تتعلق بكل دولة على حدة.
ولكي تعمل هذه الخطة ، لابد من منظومة من الخدع المرافقة لها ، ولا بد أن تنطلي هذه الخدع على النظام المستهدف، وعلى المجتمع الذي يستهدف الأتبوريون تفكيكه ..
المظاهرات الكبيرة هي أحد هذه الخدع ، وأول دور للمظاهرات الكبيرة هو التغطية على الأهداف والنشاطات الحقيقية للثورة الأتبورية ، ففي حين يركز الإعلام المحلي والدولي على المظاهرات وشعاراتها، يتجاهل النشاطات الأتبورية الحقيقية التي تستهدف المجتمع والاقتصاد والجيش والسلم الأهلي . إضافة لذلك، تضطر الدولة لاستنفار قواتها لحماية المظاهرات ومنع أعمال الشغب داخلها ، ولحماية المنشآت العامة والخاصة في مناطق المظاهرات، مما قد يترك نقاطا مهمة ضعيفة الحماية ومعرضة لهجمات الأتبوريين.
تعتبر المظاهرات الكبيرة أيضا أحد أدوات الفوضى الخلاقة، فالفوضى المرافقة للمظاهرات تفتح المجال للأتبوريين لاستغلال كمية كبيرة من الفرص الإعلامية والاقتصادية والسياسية، وتتيح لقياداتهم عقد صفقات مع أركان النظام لتدميره من الداخل.
لذلك ، المظاهرات أداة مهمة لدعم نشاطات الأتبوريين الحقيقية ، وكل ما يقوله الأتبوريون عن أن المظاهرات هي وسيلتهم الوحيدة لإسقاط النظام هو مجرد تنفيذاً لمخطط لعملائهم ولمن يصدقهم. ومواجهة الأتبوريين يجب أن تركز على مواجهة نشاطاتهم التخريبية الأساسية إضافة إلى النشاطات الداعمة لها كالمظاهرات ..
وفد تم استخدام الأكاذيب من قبل أساطير الربيع العربي واستخدمت مصطلحات عدة مرات في سلسلة القنوات الإعلامية في التأثير على معتقدات البشر , وتحميلهم نفس الأكاذيب لنشرها في أماكن أخرى . ومن خلال ملاحظاتي أن عمليات تلك الفوضى تركزت على إقناع الناس بوقائع مزيفة مما يدفعهم لتبني رد فعل محسوب مسبقا. وأغلب حملات تلك الفوضى التي لاحظتها تعتمد عاملين أساسيين في صياغة الوقائع المزيفة ، عامل نفسي عاطفي وعامل عقلي . العامل النفسي يعتمد على استثارة العواطف عبر تقديم قصص مفبركة لهذا الغرض ، مثل قصص الاعتداء على السكان الآمنين ، أو قصص إطلاق النار على المتظاهرين السلميين ، أو قصص الاعتداء على الشباب اليافعين أو اغتصاب البنات . أما العامل العقلي ، فيعتمد على تحميل محاكمات خاطئة عقليا ، ومستندة على أدلة مفبركة لغرض محدد ، لصياغة القناعات الزائفة ، مثل قصص روايات الشهود المفبركين ، وقصص اعترافات الجنود المفترضين بأنهم تلقوا أوامر بإطلاق النار على المتظاهرين .. الخ .
وكل ما حدث في تلك الدول العربية من جرائم وقتل وسحل باسم الحرية والعدالة والخزعبلات التي جاءت كشعارات لتنفيذ ذلك المخطط .. الخ . ومازالت الجرائم والقتل والفوضى العارمة التي تحصل في تلك البلدان العربية الخمسة وهي سوريا وليبيا ومصر واليمن وتونس وما نراه كل يوماً من اعتداءات على القوات المسلحة وقوات الأمن وكذلك التعدي على المنشأة العسكرية وكذلك استخدام الطائرات بدون طيار لقتل الأبرياء .. ونحن نعرف أين تقوم الطائرات بدون طيار ضرباتها .. وبمعنى وبدليل قاطع أن هناك تنفيذ مخطط إرهابي كبير والغرض منه القضاء على المؤسستين العسكرية والأمنية وإنهاء كل عتادها العسكري وقتل عناصرها البشرية لكي تبقى تلك الدول ضعيفة عسكرياً .. وأما في الجانب الاقتصادي فهناك أكبر الفضائح التي نراها ونسمعها كل يوماً وعلى مدار الساعة وهي تدمير البنية الاقتصادية وعلى سبيل المثال نجد من يقومون بتفجير أنابيب النفط ونراهم يسرحون ويمرحون ولم نسمع أو قد سمعنا أن طائرة بدون طيار قامت بأي مهمة تجاه هؤلاء المخربين وكذلك نجد ونسمع ونراء أيضاً كل يوماً من يقوم بالاعتداء على خطوط نقل الكهرباء في المحطة الغازية من منطقة صافر محافظة مأرب ونراهم يمرحون ويسرحون يمين وشمال وما سمعنا أو رأينا أن طائرة بدون طيار قامت بمهمة ضد هؤلاء .. فإيش معنى ذلك يا خلق الله ... ؟

وكان السبب في حدوث تلك المصائب والأحداث التي حدثت ولا زالت تحدث في تلك الدول العربية هو مخالفة أمر وقول الله سبحانه وتعالى :-
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تأويلا. صدق الله العظيم ..
(( اللهم إنا نستودعك اليمن أرضها وإنسانها ونستودعك أمنها وأمانها واستقرارها وبرها وجوها وبحرها وأحفظها يا عالم الغيب الشهادة وأحفظ أهلها من كل شر ومن كل سوء ومكروه اللهم يا منزل الكتاب و يا مجري السحاب و يا هازم الأحزاب نسألك اللهم باسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت أن تهزم أعداء هذا الوطن ونسألك اللهم أن تزلزل الأرض من تحت أقدامهم وان ترينا فيهم عجائب قدرتك وأرنا فيهم اليوم الأسود اللهم مزقهم شر ممزق اللهم أحصهم عدداً واقتلهم بدداً ولا تغادر منهم أحداً فإنهم لا يعجزونك يا رب العالمين , اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم يا ذو الجلال والإكرام والعزة التي لا ترام أنقذ البلاد والعباد من شرور هؤلاء الإرهابيين المعتدين ، اللهم من أرادنا وأراد بلادنا بخير فوفقه إلى كل خير , اللهم من أرادنا وأراد بلادنا بسوء أو شرٍ فأشغله في نفسه ورد كيده إلى نحره , اللهم اكفنا شرهم يا ذو الجلال والإكرام ، اللهم إن العصابات الإجرامية والإرهابية التي في اليمن وفي كل سائر بلاد المسلمين قد بغت وطغت وأسرفت في الطغيان , اللهم عليك بهم فأنهم لا يعجزونك اللهم إنا ندرأ بك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم )) آمين اللهم آمين وبحق لا إله إلا الله وحده لا شريك له , له الملك وله الحمد وهو على كل شي قدير ثم بحق محمد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين آمين اللهم آمين يارب العالمين .. و حسبنا الله ونعم الوكيل .. والله من وراء القصد ..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.