اهتمت الصحف العربية، الصادرة اليوم الجمعة، بمواضيع منها الأزمة السورية، والوضع الأمني بمصر والعراق، وملف تشكيل الحكومة اللبنانية الذي راوح مكانه منذ عشرة أشهر، والعلاقات الأمريكية السودانية والمصرية السودانية، فضلا عن تطورات المشهد السياسي بليبيا. وهكذا، عادت الصحف المصرية لتركز اهتمامها على تطور الأوضاع في سورية، إضافة إلى الوضع الأمني في مصر. ففي الشأن السوري، أفادت جريدة (الأخبار) بأن الولاياتالمتحدةالأمريكية أقرت بأن نظام الرئيس السوري بشار الأسد يحقق تقدما على الأرض، لكنها نفت أي فشل لسياستها في سورية، مشيرة إلى تصريح جون كيري حيث قال "صحيح أن الأسد تمكن من تحسين وضعه قليلا، لكنه لم ينتصر حتى الآن، إنها حالة جمود"، مبرزا أن "السياسة في سوريا تشكل تحديا كبيرا وتتسم بصعوبة كبيرة". من جهة أخرى، أشارت الصحيفة إلى تقرير المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يفيد بمقتل حوالي 250 شخصا بينهم 73 طفلا قتلوا خلال الأيام الخمسة الماضية في قصف الطيران السوري للأحياء الشرقية في حلب، التي تسيطر عليها المعارضة بالبراميل المتفجرة. من جانبها، نقلت صحيفة (اليوم السابع) عن المتحدث باسم الأممالمتحدة قوله "إن المنظمة الدولية رحبت أمس الخميس، بالأنباء عن التوصل لاتفاق على هدنة إنسانية لمدينة حمص السورية المحاصرة، تتيح إجلاء المدنيين وتوصيل المساعدات وعبرت واشنطن عن تشككها في نوايا الحكومة". وأضافت أن إعلان الحكومة عن اتفاق الهدنة جاء بعد ساعات من إعلان مقاتلي المعارضة عن شن حملة عسكرية جديدة في محافظة حلب بشمال سوريا، ردا على تصعيد القوات الحكومية لهجماتها الجوية، في محاولة لاستعادة مناطق تسيطر عليها المعارضة وطرد السكان منها. وبدورها، أشارت جريدة (الجمهورية) إلى أن قوات الرئيس السوري بشار الأسد استخدمت في الآونة الأخيرة أساليب الحصار لتطويق مقاتلي المعارضة الذين يسيطرون على مناطق إستراتيجية ومحاولة تجويعهم، وهو أسلوب لجأ إليه أيضا مقاتلو المعارضة على نحو متزايد. وفي الشأن المحلي، أشارت صحيفتا (الأخبار) و(الجمهورية) إلى مقتل 34 مسلحا وضبط 44 بحوزتهم متفجرات وملابس عسكرية، وأن طائرات الأباتشي تطارد الإرهابيين في سيناء. وقالت الصحيفتان، في هذا الصدد، إن القوات المسلحة أكدت أن قوات الجيش والشرطة تمكنت من قتل 34 من العناصر المسلحة، وإصابة 25 وإلقاء القبض على 44 من العناصر الخطرة، وضبطت كميات من المتفجرات ودوائر للنسف والتدمير عن بعد بالإضافة إلى عدد من الأسلحة والملابس العسكرية الخاصة بحركة حماس. بلبنان، وتحت عنوان "حكومة اللوتو .. موعدها الاثنين بعد الخميس" كتبت (الأخبار) أنه "مر يوم الخميس ولم تولد الحكومة السلامية فأعطي لها موعد جديد يوم الاثنين. عملية التأليف صارت أشبه بورقة لوتو معروف مسبقا أنها خاسرة، لكن المراهنóين يصران على رهانهما، على الأقل مرتين أسبوعيا ... إذا مش الخميس، الاثنين ... إنها أشبه بسحب (اللوتو)". وعلقت "ضرب الرئيسان ميشال سليمان وتمام سلام موعدا لإعلان التشكيلة الحكومية يوم الخميس، فلم يفوزا بالجائزة الأولى، ولا بجائزة ترضية، فقررا أن يكون الاثنين المقبل موعدهما الجديد مع الحظ ... في الأصل، يبدو الرئيسان متمسكين بÜ+سحب الأرقام+ التي يعرفان أنها خاسرة. يدركان أن حكومتهما ستسقط في امتحان +الميثاقية+، إلا أنهما لا يزالان مصرøين على إصدارها كما هي، أو على الأقل هكذا يشيعان ... ربما يكون في ما يشيعانه مناورة تفاوضية، لكنهما يؤكدان اقتراب موعد ولادة الحكومة الميتة، إذا مش الخميس، الاثنين". وبينما تؤكد (المستقبل) أن "عقبات اللحظة الأخيرة لولادة الحكومية التي كانت متوقعة أمس أرجات إلى وقت لاحق، في ظل معطيات تفيد بأن توزيع الأسماء والحقائب السيادية ما يزال بحاجة إلى مزيد من الوقت لمعالجته"، تلاحظ (السفير) أن المداورة والحقائب والأسماء ليست إلا ذرائع. صار التأليف الحكومي، بتعقيداته المفهومة أو المجهولة، حمال أوجه كثيرة، سواء صدر المرسوم أم لم يصدر"، مضيفة "لكن الأكيد أن إرادات التأليف الإقليمية والداخلية، متضافرة في هذه اللحظة، على تعطيل الفرصة لا بل تبديدها .. ربطا بحسابات كثيرة، أقلها خريطة النفط الجديدة في لبنان والمنطقة". وواصلت الصحف العربية الصادرة من لندن متابعة التطورات الدبلوماسية والميدانية للأزمة السورية. وكتبت صحيفة (القدس العربي) عن اعتراف وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، ب"تزايد قوة الرئيس السوري بشار الأسد منذ توقيع الاتفاق حول تدمير ترسانة سوريا الكيميائية"، ولكنه أكد أن نظام الأسد "عاجز عن الفوز عسكريا، معتبرا أن صموده يعود لدور حزب الله وإيران". وأشارت صحيفة (العرب)، من جهتها، إلى أن النظام السوري يحاول استغلال الارتباك الدولي من خلال توظيف ورقة الإرهاب للضغط على المعارضة وباقي الأطراف الإقليمية والدولية المرتبطة بالملف السوري، غاضا الطرف عن آلاف المقاتلين الأجانب الذين يقاتلون إلى جانب قواته النظامية، بمقابل مادي. وأبرزت وجود عشرات الألوية العراقية التي تقاتل بجانب النظام السوري متذرعة بحماية المزارات والمقدسات والمقامات، فضلا عن مقاتلي حزب الله اللبناني الذي يتولى ضباطه قيادة المعارك في أجزاء واسعة من الأراضي السورية على غرار ما حصل في القصير. ونقلت صحيفة (الحياة) عن منظمة الأممالمتحدة إعلانها التوصل إلى اتفاق مع النظام السوري بخصوص "هدنة إنسانية" في مدينة حمص المحاصرة، ما يسمح بإمكان خروج مدنيين منها ودخول مساعدات إنسانية إليها، في وقت اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة في محيط سجن حلب شمالا، بعد اقتحام المعارضة السجن وتحرير مئات السجناء. وأبرزت صحيفة (الشرق الأوسط) أن الاتفاق يقضي بخروج المدنيين في وقت "قريب جدا" من أحياء حمص القديمة المحاصرة منذ أكثر من 600 يوم، مضيفة أن الأممالمتحدة أعلنت استعدادها للتدخل في حمص لتوزيع المساعدات على الأحياء المحاصرة وإجلاء مدنيين، لكنها لن تعلن تدخلها, لأسباب أمنية, إلا عندما يحصل. وبالسودان انصب اهتمام الصحف، بشكل خاص، حول العلاقات السودانية الأمريكية وعودة الدفئ للعلاقات بين الخرطوم والقاهرة. وهكذا، تطرقت صحيفة (الانتباهة) إلى الزيارة التي يقوم بها وفد أمريكي برئاسة سيناتور في الكونغرس حاليا إلى السودان والمباحثات التي أجرها حتى الآن مع عدد من كبار المسؤولين السودانيين، مبرزة أن السيناتور عبر عن رغبة بلاده في إقامة استثمارات في مجال النفط والغاز والتكرير، وأن الشركات الأمريكية فقدت فرصا واسعة للاستثمار في النفط السوداني بسبب العقوبات الاقتصادية التي تفرضها بلاده على هذا البلد، وأبدى جدية كبيرة في اتجاه العمل على تجاوز الوضع الحالي للعلاقات بين الجانبين بالتعاون مع باقي أعضاء الكونغرس الأمريكي. وقالت صحيفة (الرأي العام)، في معرض تعليقها على تقرير للرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر، أعده عقب زيارة قام بها مؤخرا للخرطوم، اعترف فيه أن العقوبات الأمريكية المفروضة على السودان "غير حكيمة وتضر بالسودان"، إنه "إذا كانت الولاياتالمتحدة تحاول الآن إعادة صياغة إستراتيجيتها العالمية بالانسحاب من الدولة التي غزتها وتسببت لها في كوارث فمن باب أولى أن تعيد النظر في سياسة العقوبات التي تفرضها على الشعوب ولا نقول الحكومات. يا ترى ماذا يستفيد الشعب الأمريكي من منع الدواء والأغذية عن السودانيين". وكتبت صحيفة (الأهرام اليوم)، من جهتها، أن "الفشل ظل يعترض طريق التطبيع مع الولاياتالمتحدةالأمريكية بالنظر إلى أنه كلما سعت الخرطوم إلى معالجة الخلل الذي يعتري العلاقات بين البلدين إلا ورفعت واشنطن من سقف شروطها التي يراها الكثيرون تعجيزية، ذلك أن نظرة كل الحكومات الأمريكية المتعاقبة تجاه الخرطوم ظلت واحدة من دون تغيير يصب في مصلحة البلدين، وظلت هذه العلاقة تراوح مكانها من دون أن تحرز أدنى تقدم وظل السودان يكتوي بنيرانها على الرغم من أن السياسة في كل دول العالم تبنى على تبادل المصالح". وبخصوص العلاقات مع مصر، عبرت صحيفة (التغيير) عن الأمل في أن تكون الزيارة التي قام بها وزير الدفاع السوداني في بحر الأسبوع الجاري وما سيتبعها من زيارات أخرى لمسؤولين في الحكومة كما هو متوقع، في أن "تكون قد نجحت في محو كل لبس أو سوء فهم أحاط بتلك العلاقة في الفترة الماضية، وأن تكون فتحت بابا جديدا يقوم على تجديد الثقة فيها والبناء عليها، على أن يتبع ذلك خطوات عملية وتنفيذية من قبيل تكوين لجنة مشتركة من الدولتين يعهد إليها بإعادة النظر في كيفية تحقيق التكامل السوداني المصري مرحليا". وتحت عنوان "وتنتصر العلاقات المصرية السودانية" كتبت صحيفة (اليوم التالي) أن زيارة وزير الدفاع الأخيرة إلى مصر "حركت مياها كانت راكدة في بحر العلاقات المصرية السودانية"، مضيفة "لا يخفى على أحد الدور السلبي الذي لعبه بعض الإعلاميين في الفترة السابقة والذي نجح بالفعل في تعكير صفو العلاقة وإشاعة البلبلة ... آفة العلاقات بيننا هو هذا الإعلام المغرض الذي يجب محاربته بشتى الطرق، يجب أن نتفق على ثوابت في محددات العلاقة ويجب معاقبة من يخل بهذه الثوابت". وبقطر شكلت التطورات التي تشهدها الأزمة السورية، ومستجدات المشهد السياسي في ليبيا، وتنامي أعمال العنف في العراق، أبرز المحطات في اهتمامات الصحف القطرية. فتعليقا على الاتفاق الذي توصل إليه النظام السوري والأممالمتحدة بخصوص خروج المحاصرين بحمص، طالبت صحيفة ( الراية) بأن يكون ذلك بمثابة "البداية الحقيقية لخارطة طريق دولية تلزم بها الأممالمتحدة نظام الأسد برفع الحصار عن كامل المدن والبلدات السورية وإنشاء ممرات آمنة لنقل المساعدات الإغاثية للمحاصرين"، مؤكدة أنه "بغير ذلك سيظل النظام متحكما في الأوضاع". وشددت الصحيفة على أنه "آن الأوان لكي يتعامل المجتمع الدولي بالجدية اللازمة تجاه قضية المحاصرين بالمدن والمشردين والنازحين بالداخل واللاجئين بالخارج"، مؤكدة أن ذلك رهين بمدى قدرة المجتمع الدولي خاصة دول (أصدقاء سوريا) على انتهاز اتفاق خروج المدنيين من حمص لإرغام النظام بقرار دولي ملزم بوضع حد للمعاناة الإنسانية للشعب السوري مثلما فعلوا مع الأسلحة الكيماوية التي كان يمتلكها. وفي قراءتها لما تشهده ليبيا حاليا من انفلات أمني، ترى صحيفة (الوطن) أن ما تتطلبه البلاد "هو ضرورة جمع السلاح الفالت، وتقوية الأجهزة الأمنية المعنية بإحلال الأمن العام، وبث الطمأنينة بين كل أفراد المجتمع، جنبا إلى جنب، مع تقوية مؤسسة الجيش، وإعادة بناء المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية على أسس جديدة تقوم على مبدأ الكفاءة والنزاهة والوطنية". واعتبرت (الوطن) أن ما يحدث حاليا في ليبيا "لا ينبئ بالخير" إثر دخولها فيما أسمته "بنفق العنف والتفجيرات والسيارات الملغومة"، مرجعة ذلك إلى فوضى السلاح، وتناحر الميليشيات، وتضارب مصالحها، مشددة على "أن مصالح أي وطن ينبغي أن تكون فوق أي مصلحة لكيان أو حزب، أو ميليشيات، أو أي فرد". في الشأن العراقي، انتقدت صحيفة (الشرق) المقاربة الأمنية التي اعتمدها نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي في مواجهة احتجاجات المناطق السنية في الفلوجة والرمادي والأنبار، مسجلة أن "استرضاء حكومة المالكي لهذه المناطق المهمشة سياسيا ببعض التنازلات وعدم المساس بعرض الإنسان العراقي وكرامته أمر لا يمكنها القيام به". وبعد ما سجلت أن "حملة المالكي أوقعت حتى اليوم ألف قتيل منذ اقتحامها لساحة الاعتصام في الرمادي"، توقعت (الشرق) أن أشباح أحداث عام 2005 الدامية "قادمة لا محالة، وعلى ما يبدو فإن المالكي يقرأ الخريطة السياسية للمنطقة بشكل خاطئ ويريد استغلال الوضع في سورية للقضاء على خصومه السياسيين".