اهتمت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الخميس، بالمواجهات العنيفة التي تشهدها أوكرانيا في إطار لعبة شد الحبل بين المعارضة والنظام، وبمشاورات رئيس الوزراء الايطالي لتشكيل الحكومة الجديدة، وبتقرير صندوق النقد الدولي في تقييمه لحسابات البرتغال. ففي بلجيكا، كتبت صحيفة (ايكو) أن تفاقم الوضع في أوكرانيا لا يمكن السكوت عنه، وأنه قد حان الوقت لكي تتحرك أوروبا عمليا بدل اكتفائها بالتصريحات غير المجدية، مضيفة أنها قد تكون فرصة أوروبا الأخيرة لكي تثبت للأمريكيين أنها قادرة على معالجة ما يجري قريبا من حدودها.
وفي سياق متصل، شككت صحيفة ( لوسوار) في فعالية ما سيسفر عنه، بهذا الخصوص، اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اليوم في بروكسيل.
وفي ايطاليا، شكلت الأحداث الدامية في أوكرانيا إلى جانب مشاورات رئيس الوزراء لتشكيل الحكومة الجديدة محور اهتمام الصحف.
فتحت عنوان "أوكرانيا تحترق والولايات المتحدة والاتحاد الأوربي على استعداد لفرض عقوبات"، كتبت صحيفة (الميساجرو) أنه ليس من السهل فهم طبيعة المواجهات في كييف، فهي معركة مفتوحة في "الميدان'' بين المجموعات والشرطة والمعارضة، مضيفة أن خطر قيام حرب أهلية في هذا البلد أمر قائم، خاصة في ظل سماح الحكومة باستخدام السلاح.
ومع تتبعها للتطور الدراماتيكي للوضع في هذا البلد، تطرقت صحيفة (كورييري ديلا سيرا) للمشاورات الجارية بين رئيس الوزراء، ماتيو رينزي، وباقي الفرقاء السياسيين لتشكيل الحكومة الايطالية الجديدة.
وفي بريطانيا، دعت صحيفة (التايمز)، بدورها، الطبقة السياسية البريطانية إلى الخروج عن صمتها بخصوص تصاعد وتيرة العنف في أوكرانيا والتي أسفرت خلال اليومين الماضيين عن مصرع 28 شخصا ومئات الجرحى خلال مواجهات بين قوات الأمن ونحو 20 ألفا من المحتجين على النظام الموالي لروسيا، مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي يتحمل مسؤولية أخلاقية ومعنوية في الدفاع عن الشباب الأوكراني الذي اختار التقارب مع الاتحاد وضحى في سبيل ذلك بأرواحه ودمائه.
ومن جهتها، كتبت صحيفة (الديلي تلغراف) عن المواجهات العنيفة التي اندلعت في كييف في ظل الأجواء المشحونة والمتوترة التي تسود العاصمة، مشيرة إلى تأهب قوات مكافحة الشغب للانقضاض على المتظاهرين، فيما يواصل هؤلاء حشد صفوفهم في ساحة الاستقلال في انتظار أسوء الاحتمالات.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بالرغم من التدخل المفرط لقوات الأمن من أجل إجبار المتظاهرين المطالبين بالرحيل عن وسط العاصمة، فإن حالة التعبئة ضد الرئيس الأوكراني تزداد توسعا في ظل إصرار الآلاف من المحتجين على الثبات على مواقفهم ومواصلة الاعتصام في مواقعهم إلى حين تقديم الرئيس استقالته أو الإعلان عن إجراء انتخابات رئاسية سابقة لأوانها.
ومن جانبها، تطرقت صحيفة (الغارديان) إلى الهدنة التي أعلنها الرئيس فيكتور إيانوكوفيتش من أجل تجنب إراقة المزيد من الدماء وتهديد استقرار البلاد.
وأضافت أن زعماء المعارضة الأوكرانية لم يوافقوا بعد على هذه الهدنة، في وقت أعربت فيه العديد من البلدان الأوروبية عن استعدادها لفرض عقوبات ضد حكومة كييف.
وفي بولونيا، اهتمت الصحف المحلية بالوضع في أوكرانيا الذي أصبح يقلق الجيران. وفي هذا الصدد، أشارت صحيفة (لاريبوبليكا) إلى أن العديد من مدن بولونيا والجمهورية التشيكية الواقعة على الحدود الأوكرانية عاشت أمس الأربعاء يوما أسودا على وقع ما يجري بكييف من اشتباكات بين المتظاهرين والقوات العمومية.
وفي البرتغال، ركزت الصحف المحلية على تقرير صندوق النقد الدولي في تقييمه لحسابات البلاد، وعلى زيارة خبراء الترويكا (الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي والبنك المركزي الأوروبي) اليوم الخميس للشبونة لفحص متعلقات برنامج المساعدات الدولية.
وكتبت صحيفة (نيكوس) أن صندوق النقد الدولي قيم نتائج مخطط المساعدات للبرتغال بالايجابية لكنه حذر من التفاؤل المفرط حول الوضع الهيكلي للاقتصاد.
ومن جهتها، أشارت صحيفة ( بوبليكو) أن حماسة الحكومة على الانتعاشة الاقتصادية والنتائج الجيدة لا يتقاسمها المسؤولون بصندوق النقد الدولي .
وفي إسبانيا، واصلت الصحف اهتمامها بتطورات الوضع بأوكرانيا، إلى جانب المواضيع الوطنية.
و كتبت صحيفة (إلموندو)، على صفحتها الأولى تحت عنوان "الرئيس يانوكوفيتش يعلن هدنة لكنه حشد الجيش بكييف"، أن المعارضة أبقت، في المقابل، على الاحتجاجات.
وأضافت اليومية أن المعارضين حملوا السلاح بأوكرانيا، فيما تستعد قوات الأمن لدخول الساحة التي يحتلها المحتجون في كييف، مشيرة إلى أن "دور الجيش سيكون المفتاح في الهجوم النهائي".
أما صحيفة (ألباييس) فتحدثت عن تعبئة الرئيس فيكتور يانوكوفيتش، أمس الأربعاء، للجيش إلى جانب الشرطة من أجل وضع حد لاحتجاجات كييف، مضيفة أن الرئيس "تذرع بخطر الانقلاب" للجوء إلى الجيش، في وقت حذر فيه الرئيس الأمريكي باراك أوباما حكومة يانوكوفيتش من "عواقب" تدخل الجيش واستمرار العنف في البلاد.
ومن جانبها، تطرقت صحيفة (أ بي سي) لردود الفعل المتعددة الصادرة عن المجتمع الدولي حول القمع "الوحشي" الذي أمر به الرئيس فيكتور يانوكوفيتش ضد احتجاجات مساء الأحد بكييف.
وتطرقت الصحف الإسبانية، من جهة أخرى، إلى قرار المحكمة الوطنية بمدريد للتحقيق في جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبتها منظمة "إيتا" الباسكية الانفصالية.
وأوردت صحيفة (لا راثون)، في هذا السياق، أن محكمة مدريد قضت بقبول شكاية تقدمت بها عائلة أحد الضحايا حول الإبادة الجماعية، وتهم خمسة من قادة هذه المجموعة الإرهابية ثلاثة منهم في حالة سراح، وآخر مبحوث عنه.
وفي روسيا، ذكرت صحيفة (كوميرسانت) أن أوكرانيا باتت تحتاج لوساطة دولية لكي تتمكن من الخروج من الأزمة السياسية الخانقة، التي تعصف بها حاليا.
ولاحظت الصحيفة أن الوضع في هذه الدولة أخذ يخرج عن سيطرة السلطة والمعارضة، مشيرة الى أن بعض المناطق تتعرض لنهب مستودعات الأسلحة ، فيما تتم مهاجمة المباني الحكومية والإدارية بكييف.
ولفتت صحف (روسيسكايا غازيتا) و(نيزافيسيمايا غازيتا) و(كومسومولسكايا برافدا) الانتباه إلى وجود خطر حقيقي بحدوث انقسام في أوكرانيا.
وفي سياق متصل، اعتبرت صحيفة (نيزافيسيمايا غازيتا) أن ألمانيا لا تريد القيام بدور طرف رئيسي في تسوية الأزمة الأوكرانية، وأن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل لا تبدي رغبة واضحة في الوقوف إلى جانب المعارضة، في إشارة إلى رفض ميركل مطالب فيتالي كليتشكو، زعيم المعارضة، بفرض حظر على زيارة الاتحاد الأوروبي وتجميد الحسابات المالية لأعضاء الحكومة الأوكرانية.
