عندما تستعيد “حضرموت” تلك الأيام وتقلب صفحات التاريخ مروراً على انتكاسة 2015، ربما تزرف بحوراً من دموع الدم على ما جرى، فذلك الإرهابي الذي سلّمها لزملائه الإرهابيين يتباهى اليوم بإنجازاته المزعومة. تعرف “حضرموت” جيداً عادل محمد باحميد، ذلك المحافظ الإخواني الخائن الذي سلّمها لتنظيم القاعدة الإرهابي في 2015. اليوم تحل ذكرى تحرير المحافظة، لم يتوارَ باحميد بعيداً عن الأنظار، لم يخفِ إطلالته الدموية، لم يهرب من الأعين.. ظهر متباهياً، متحدثاً عن تلك التي يسميها إنجازاته. يشغل “باحميد” منصباً دبلوماسياً منذ أن تم تعيينه سفيراً لليمن في ماليزيا، لكن سجلاته تعج بكثيرٍ من الكوارث التي ارتكبها في حق حضرموت وأبنائها. أولى هذه الكوارث وربما أكثرها فداحةً كان تسليم حضرموت لتنظيم القاعدة في يونيو 2015، وقد أشارت معلومات إلى وزير الداخلية (آنذاك) كان قد أرسل برقية إلى “باحميد” طالبه فيها بإرسال خالد باطرفي العضو في التنظيم فوراً بعدما وصلت معلومات استخباراتيه للوزاره تفيد بنيه تهريبه من السجن، غير أنّ باحميد تجاهل الأمر لمده أسبوعين، ثم سلّم المحافظه ل“القاعدة” قبل ان يفرّ من حضرموت. لم يكتفِ باحميد بهذه الجريمة بل ظهر في لقاء تلفزيوني على قناة “بي بي سي”، شرعن فيها لحكم القاعدة، مضيفاً سطراً جديداً من هذه الخيانة الإخوانية. باحميد عمل كذلك على تمكين “الإخوان” من المؤسسات والمرافق الحكومية بينهم أكثر من 12 شخصاً من عناصر حزب الإصلاح بدرجة مدير عام بوادي حضرموت، كما قام بتعيين ثلاثة وكلاء لوادي حضرموت على وفق توجهات قبلية وحزبية. وعمل باحميد على المحافظة على شركات ومصالح قيادات الإخوان في حضرموت وعلى رأسهم علي محسن الأحمر وعبدالوهاب الآنسي، بالإضافة إلى تفريخ العديد من الجمعيات والمنظمات الإخوانية بمسميات مختلفة. وفي عهد “باحميد”، تمّ تأسيس ما تُعرف بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمكلا والتي كانت تضايق الأسر والعوائل. فَعَلَ القيادي الإخواني كل ذلك متخفياً وراء ستار منصبه الرسمي، وقد سار في ذلك على درب كثيرٍ من العناصر الموالية لحزب الإصلاح الذين يستغلون كراسيهم من أجل تمرير مشروعاتهم الإرهابية وسياساتهم المتطرفة. ويعمل باحميد على غسل الجرائم التي تملأ سجلات تاريخه عبر أنشطة اجتماعية يحاول من من خلالها تبييض سمعته.