تتواصل دعوات التهدئة الإعلامية والسياسية التي يطلقها رئيس الجمهورية المناضل عبدربه منصور هادي أو السيد جمال بن عمر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة وضرورة التزام الأطراف السياسية بخطاب إعلامي متزن بعيداً عن العنف وتأجيج المشاعر.. وكانت آخر تلك الدعوات ما قاله رئيس الجمهورية أثناء لقائه الخميس الماضي أعضاء اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام.. ومما قاله: »كان التزام التهدئة الإعلامية والسياسية برمتها هي إحدى النقاط المهمة في الآلية التنفيذية المزمنة للمبادرة والتي تنص وتفرض على أن يواكب نجاحات التسوية السياسية ويساندها ويدعمها سواء إعلام المؤتمر أم إعلام المشترك وشركائه وكافة الأطراف السياسية، وذلك حتى لا تتعارض السياسة الإعلامية مع الجهود الحثيثة الهادفة إلى إخراج اليمن من الأزمة والظروف الصعبة إلى بر الأمان«.. هذا ما أكد عليه رئيس الجمهورية الخميس الماضي.. ورغم ذلك ما زالت أحزاب المشترك وفي مقدمتها حزب التجمع اليمني للإصلاح تواصل الإثارة وتعمل على تأجيج الحقد والكراهية بين اليمنيين..، كما تواصل تسيير المظاهرات والمسيرات الاستفزازية مرددة شعارات ترفض المبادرة وتحرض على العنف وإثارة الفوضى.. دعوات التهدئة تستمر فيما حزب الإصلاح يقابلها بقدر كبير من اللامسؤولية وبتأجيج خطير ومتشنج للمشاعر وتحريض لا يتوقف للكراهية والمذهبية والمناطقية!.. لا مجال للحديث عن التهدئة.. هكذا يقول الخطاب الإعلامي لأحزاب المشترك وعلى وجه التحديد حزب التجمع اليمني للإصلاح الذي استمرأ الكذب وجعل من العداء والقطيعة شعاراً وتوجهاً للمرحلة في مواجهة الطرف الأساسي والشريك الرئيسي في التسوية السياسية القائمة وفي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة.. خطاب إعلامي لم يهدأ عن الترويج للأحقاد ومواصلة الإضرار بالوفاق الوطني والتسوية السياسية، ويصر على المضي والاستمرارية في انتهاج العدائية مع الآخر كمبدأ لا يمكن الاستغناء عنه، وكهدف وسبيل للوصول إلى السلطة وهي الغاية التي لن يتنازل عنها حزب التجمع اليمني للإصلاح حتى وإن دفعه ذلك إدخال اليمنيين في حرب طاحنة.. لا ينظر حزب التجمع اليمني للإصلاح إلى تلك الدعوات المستمرة والمتكررة التي يوجهها رئيس الجمهورية أو المبعوث الأممي جمال بن عمر بمسؤولية..، كما أن التهدئة السياسية والإعلامية لا تخدمه أو تخدم أهدافه البعيدة التي يسعى للوصول إليها.. حزب التجمع اليمني للإصلاح لا يريد تهدئة سياسية أو إعلامية.. كون التهدئة ستسهم في إيجاد جو من الطمأنينة والتسامح بين جميع الأطراف ويمهد لحوار وطني جاد ومسؤول يرسم من خلاله جميع أبناء الوطن ملامح الدولة المدنية الحديثة.. لا يريد تهدئة.. لأن التهدئة ستقود إلى شراكة حقيقية في بناء يمن جديد شعارها المدنية وتوجهاتها المساواة والعدالة.. لا يريد تهدئة.. لأنه لا يريد أن يتخلص من مليشياته وسلاحه ولأن الدولة المدنية هي الخطر الحقيقي التي تواجه مشروعه الإقصائي والاجتثاثي للآخر المختلف معه في كل شيء.. افتتاحية صحيفة تعز