تتكرر الممارسات الاستفزازية التي يقوم بها حزب التجمع اليمني للاصلاح وبعض شركائه من حين إلى آخر.. وتهدف في مجملها إلى تهييج الشارع وعودة التأزيم والإضرار بمجمل الإجراءات المعتملة لتنفيذ المرحلة الثانية من المبادرة الخليجية ويأتي الحوار الوطني الشامل في مقدمتها.. هذه الممارسات التي تتنوع بين الميدانية والاعلامية لا تخلق مناخاً مناسباً للسير في تنفيذ المرحلة الثانية من المبادرة الخليجية.. بل تعمل على تأجيج الأوضاع وتأزيمها، وتذهب صوب تغذية الاحقاد والكراهية في النفوس مجدداً لا سيما بعد أن بدأ وهجها يخبو إلى حد ما.. ولا شك أن الممارسات التصعيدية التي حركتها ودعت إليها قيادات حزب التجمع اليمني للاصلاح منذ منتصف الأسبوع الماضي والتي تمثلت في تحريض الشباب على تسيير المظاهرات والمسيرات إلى منزل الزعيم علي عبدالله صالح كما حدث الأربعاء الماضي في أمانة العاصمة ورفع الشعارات البذيئة والمسيئة والتي تنبعث منها رائحة الكراهية المقيتة والمطالبة بإلغاء قانون الحصانة هذه الممارسات في مجملها تدق ناقوس الخطر وتستدعي من رئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي الذي تقع عليه مسؤولية تنفيذ المبادرة والخروج باليمن من أزمته والوصول باليمنيين إلى بر الأمان، ومن المشرفين على تنفيذ المبادرة الخليجية وفي مقدمتهم مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن السيد جمال بن عمر تستدعي منهم جميعاً وقف هذه الممارسات الاستفزازية والتحريضية المقيتة وإلزام حزب التجمع اليمني للاصلاح وشركائه التزام التهدئة والابتعاد عن مثل هذه الممارسات خوفاً من تأجيج الأوضاع وهدم كل ما تم انجازه وبناؤه طيلة الأشهر العشرة الماضية.. ما يقوم به حزب التجمع اليمني للإصلاح من تحريض مباشر وغير مباشر ليس له ما يبرره سوى حنينه إلى عودة الأعمال والممارسات التخريبية والفوضوية والوصول إلى تحقيق سياساته الأحادية المعروفة التي لا تؤمن بشريك ولا بشراكة ولا تسوية والتي لن تتحقق إلا بعد إسقاط المبادرة الخليجية كخطوة أولى للوصول إلى ما يريده الزنداني وصعتر وغيرهما من القيادات الدينية المتشددة داخل حزب التجمع اليمني للإصلاح الرافضين للمدنية ويمثلون أغلبية هذا الحزب.. هو أسلوب الضعفاء والانهزاميين الذين لا يستطيعون مواجهة الآخر الحجة بالحجة فيلجأون إلى مثل هذه الممارسات والأساليب التي لا تكشف عن قوة وإنما عن ضعف وانهزامية!.. انزعج حزب الإصلاح ومن سار على دربه من ظهور الزعيم علي عبدالله صالح في احتفائية حزبه بالذكرى الثلاثين لتأسيسه، كما انزعجوا من تلك الصورة التي عكست وأكدت قوة وتماسك المؤتمر وإعلانه وبصورة واضحة توجهه كحزب سياسي نحو تبني مشروع الدولة المدنية الديمقراطية فذهبوا نحو الدعوة لتسيير المسيرات والمظاهرات المطالبة بإلغاء قانون الحصانة، والعودة إلى صناعة الأزمات وممارسة الفوضى وبشكل علني!.. إن استمرار حزب الإصلاح وبعض شركائه في اعتماد أو السير على هذه الممارسات ستكون لها تداعيات خطيرة إن لم يتم إلزام قياداته الالتزام الكامل بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وضبط سلوكياتها ضماناً لتحقيق التغيير وبناء اليمن الجديد.. إفتتاحية صحيفة تعز