عادت السعودية خلال الأيام القليلة الماضية إلى نشاطها الدبلوماسي الكثيف الذي عاشته الرياض عقب تولي الملك سلمان لسدة الحكم في السعودية في يناير/كانون الثاني الماضي، فيما يُعتقد أنه محاولة ضم حلفاء جدد للمملكة التي بدأت تتدخل بشكل مباشر في دول الجوار المضطربة لحماية مصالحها. وتقود السعودية تحالفاً خليجياً وعربياً مدعوماً من المجتمع الدولي، يستهدف إعادة الشرعية في اليمن للرئيس عبدربه منصور هادي، بالقوة، من جماعة الحوثيين الذين يسيطرون على مؤسسات الدولة في العاصمة صنعاء ومناطق واسعة أخرى من البلاد مدعومين بفصائل من الجيش اليمني مازالت موالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح. إرم الاخبارية واستقبل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، الأحد، رئيس جمهورية أذربيجان، الهام علييف، الذي وصل الرياض في زيارة لم يتم الكشف عن أسبابها بدقة، ماعدا البيانات الرسمية لوكالة الأنباء السعودية التي تقول إنها لبحث آفاق التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين، وسبل دعمها وتعزيزها في مختلف المجالات. وجاءت زيارة الرئيس الأذربيجاني بعد خمسة أيام من زيارة الرئيس السنغالي،ماكي سال، الذي زار الرياض يوم الأربعاء الماضي، وكشفت وكالة الأنباء السعودية الرسمية حينها أن قادة المملكة بحثوا معه مشاركة بلاده في عملية عاصفة الحزم العسكرية التي تقودها الرياض في اليمن. ويقول محللون إن الرياض بدأت تعود لنشاطها الدبلوماسي السابق بعد أن تجاوزت مرحلة الاختبار لعملية عاصفة الحزم العسكرية بنجاح، وهي تحقق نتائج ملموسة على الأرض بعد نحو عشرة أيام على قيادتها للعملية العسكرية غير المسبوقة للقوات السعودية التي اكتفت في مراحل سابقة بمشاركة قوات من الدول الكبرى في حروب المنطقة. ويعيد النشاط الدبلوماسي الذي تعيشه الرياض حالياً، للأذهان، كيف ازدحمت العاصمة السعودية بقادة وزعماء من عدة دول عربية وإسلامية في شهري فبراير/شباط ومارس/آذار الماضيين، والتي وصلت حد وجود الرئيسين المصري عبدالفتاح السيسي والتركي رجب طيب أردوغان في المملكة بالوقت ذاته. وتوجت السعودية ذلك النشاط الدبلوماسي المكثف، بإعلان بدء عملية عاصفة الحزم فجر ال 26 من مارس/آذار الماضي، بمشاركة تحالف يضم عشر دول عربية فعلياً، ومساندة دول إسلامية أخرى، بعد أن ساد اعتقاد في الفترة الماضية أن السعودية لا تمتلك جرأة التدخل من دون حليفتها واشنطن التي لم تعد متحمسة كما في الماضي. وقال دبلوماسي خليجي سابق لشبكة “إرم” إن زيارة الرئيس الأذربيجاني للرياض، تندرج ضمن سياسة الرياض في جمع أكبر عدد من الدول العربية والإسلامية خلف سياسة المبادرة التي تتبعها حالياً حتى لو كانت عسكرية، بهدف وقف التهديد المحتمل لمصالحها ومصالح حلفاءها، بما في ذلك التدخل في دول غير اليمن إذا استدعت الحاجة. وأضاف مشترطاً عدم ذكر اسمه، أن الوفد المرافق للرئيس الأذربيجاني، والخالي من مسؤولين عسكريين، يعد مؤشراً على أن الرياض تعمل على كسب حلفاء جدد حالياً لعمليات قادمة قد تضطر لخوضها في المستقبل دفاعاً عن مصالحها، وحينها سيكون التنسيق العسكري مع هؤلاء الحلفاء يسيراً. وتقول تقارير غربية إن الرياض ذات النفوذ السياسي والاقتصادي الكبير في المنطقة، لن تتوانى عن التدخل العسكري في دول أخرى، لحماية التهديد القادم من المنافس القديم، طهران، التي تتهمها الرياض بدعم وإمداد الحوثيين في اليمن، بينما تشارك علناً في عمليات عسكرية في العراق وسورية.