وجَّه رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة مذكرة إلى محافظ تعز شوقي هائل برقم: رو/40/650 وتاريخ 23/1/2013م قضت بتشكيل لجنة مؤقتة لإدارة مشروع مياه "القعبة" في منطقة مخلاف شرعب على أن تكون اللجنة من أعضاء لجنة الرقابة والتفتيش وكان رئيس الوزراء قد وجَّه مذكرة سابقة برقم: رو/4/5245 وتاريخ 19/9/2012, حصل المنتصف نت على نسختين منتهما, وقالت المذكرة: مرفق بهذا صورة رسالة، وضع خطوط حمراء تحت كلمة الرسالة المتضمنة طلب اتخاذ الإجراءات القانونية، ضد مدير مشروع مياه القعبة مديرية التعزية نظراً لعدم تقديمه الحسابات للجنة الرقابة في المشروع، وعليه يتم الاطلاع والتوجيه بتشكيل لجنة لإخلاء طرف المذكور من العهدة. تدخُّل سافر.. بملاحظة المذكرتين نلاحظ الصياغة الركيكة وغير القانونية والتجاوز لصلاحيات الجمعية العمومية للمشروع، وهي المعنية باختيار مدير المشروع وليس محمد سالم باسندوة، ومن ناحية أخرى نلاحظ تعصّب رئيس الوزراء في توجيهه وفق ما أراد صاحب الرسالة وليس "الشكوى"، الأمر الآخر يتعلق بالتدخُّل السافر لرئيس الوزراء في اختصاص وعمل السلطة المحلية بمديرية التعزية التي كان من المفترض أن يتّجه إليها صاحب الرسالة لطلب حل الإشكال إن كان هناك مشكلة حقيقية، وإذا لم تتمكن السلطة المحلية بالمديرية من وضع حل فهناك السلطة المحلية بالمحافظة، أما أن يتجاوز صاحب الرسالة كل هذه المستويات الحكومية الرسمية ويتّجه إلى رئيس الوزراء لأنه صديقه أو حصل على توجيه من قوى نافذة حزبية أو قبلية ويتدخل معاليه ويوجّه بتلك الصورة، فإننا نضع تساؤلات عدة حول فساد هذه الحكومة ومحاولاتها المستميتة الاستحواذ على كل المشاريع الناجحة وصولاً إلى مشاريع المياه في الأرياف خصوصاً. ويعد هذا المشروع من أنجح المشاريع في مديرية التعزية وفق ما قاله أبناء المنطقة، عندما خرج المئات منهم في مسيرة من المخلاف إلى أمام مبنى المحافظة يطالبون ببقاء مدير المشروع ورفضهم لأي تغيير يستهدف إدارته.. الموضوع الآخر أن المبرِّر الذي ساقه صاحب الرسالة وهو لا يمتلك أي صفة في توجيه تلك الرسالة؛ لأنه ليس من المستفيدين وليس عضواً في الهيئة الإدارية للمشروع، فالمبرر أن مدير المشروع لم يقدِّم أي حسابات للجنة الرقابة على المشروع، مع العلم أن الحسابات تُقدم للجمعية العمومية وليس للجنة الرقابة التي تعتبر جزءاً من الهيئة الإدارية، ومع ذلك فمدير المشروع كان قانونياً وملتزماً بالقانون وقدَّم الحسابات للجمعية العمومية وعلى ضوئها أصدر المجلس المحلي بمديرية التعزية قرار الهيئة الإدارية للمجلس المحلي للمديرية برقم (35) لسنة2012م والمنعقد بتاريخ 28/5/2012م بالموافقة على ما ورد بشأن نتائج المراجعة للحسابات الختامية لمشروع مياه "القعبة" والمصادقة على الحسابات الختامية للمشروع، وتم تعميد تلك الحسابات، فكيف يوجِّه رئيس الوزراء بما ليس له به علم ولماذا يحشر نفسه في قضايا تدخل ضمن اختصاصات السلطة المحلية بالمديرية في الوقت الذي أكد فيه في مقابلته الشهيرة على قناة "الجزيرة" أنه لا يعلم شيئاً؟! توجيهات رئيس الوزراء تؤكد على توجُّه سياسي خطير في الاستحواذ على كل المشاريع الناجحة ومصادرتها لصالح حزب سياسي بعينه، ومن هذه المشاريع مشروع مياه القبعة الذي أكدت الحسابات الختامية له أنه حقّق أرباحاً مميزة، وهو ما أثار حفيظة عناصر حزب الجمعيات الخيرية وعمل على استصدار قرار من رئيس الوزراء بتسليمهم المشروع بأي طريقة كانت صحيفة المنتصف