يوماً بعد يوم نثبت نحن العرب أننا من فصيلة الزواحف مع الفارق . .وهو أن الزواحف تقودها غريزتها إلى الأهداف التي تريد أن تصل إليها.. أما نحن فنزحف ونزحف ولا نصل . ولأننا من فصيلة الزواحف نكره الدخول في أي سباق، ونفتي بتحريم السباق والمسابقات .. وحتى إذا شاركنا بسباقٍ رياضي خرجنا مضروبين ومهزومين.. وبدلا من أن نحصد الميداليات نحصد الضربات واللكمات واللعنات. لكننا في سباق الموالد والموائد والولائم نعدو بسرعة العداء الأسطوري (آخيل) ونفوز باللحمات الذهبية والفضية.أما في سباق التسلح بالجهل فننطلق بسرعة الصاروخ ونجهل فوق جهل الجاهلينا. ولأن ثقافتنا ثقافة الزحف ..ثقافة الركب ..صار من الصعب علينا أن نلحق بركب التقدم العلمي ،الاقتصادي ،الثقافي ،الخ. لكن بمقدورنا أن نلحق بأي رُكْبَةٍ نتوق لتقبيلها .. ذلك لان الرُّكبة أحب إلينا من رَكْب التطور ومن رَكْب التقدم ومن أي رَكْبٍ حضاري. ثم إننا شعب يعبد الرُّكَبْ ، ويموت عشقاً في الركبة ،ويذوب كالشمعة بين الركبة والركبة . بركبنا نفكر، وبركبنا نتقرّب ونتزلّف ونتطلّع لتحقيق أهدافنا ،وعلى ركبنا نزحف لتقبيل رُكب أولياء أمورنا . وهي – أي الركبة - نقطة ضعفنا وفي الوقت نفسه نقطة قوتنا .كما أن تاريخنا الممتد من ركبة معاوية إلى رُكَب أحفاده المعاصرين هو تاريخ صراع من أجل إعلاء شأن هذه الركبة أو تلك. وحتى ثورتنا.. حتى عندما نثور ويسيل الدم إلى الركب لا نثور من أجل الحرية ومن أجل الكرامة ومن أجل مستقبل أفضل ،وإنما نثور من أجل أن نستبدل ركبةً مللنا تقبيلها بركبةٍ أخرى.. ونثور من أجل تغيير الركب القديمة برُكَبٍ جديدة لا من أجل اللحاق بالرَّكْب . وإذا صح بأن ثقافتنا هي ثقافة الزحف ..ثقافة الرُّكَبْ..فالصحيح أيضا أن ثورتنا العربية الربيعية هي ثورة الرُّكَبْ..بدليل أن أولئك الذين كانوا يتمسحون برُكَب سلاطين العهد البائد ويقبلون ركبهم يزحفون اليوم لتقبيل ركب سلاطين العهد الثوري..الركب الثورية . *صحيفة اليمن اليوم