اهتمت الصحف الأوروبية الصادرة ، يوم أمس الخميس ، على الخصوص ، بقرار ملك بلجيكا ألبرت الثاني بنقل السلطة يوم 21 يوليوز الجاري لابنه الأمير فيليب، والوضع في مصر بعد الإطاحة بالرئيس محمد مرسي ، والأزمة السياسية "الخطيرة" بالبرتغال بعد استقالة وزيرين رئيسين بالحكومة ، وسفر الرئيس البوليفي ايفو موراليس وعودته إلى بلاده بعد زيارة لموسكو.
ففي بلجيكا، تصدر قرار ملك بلجيكا ألبرت الثاني بنقل السلطة لصالح ابنه الأمير فيليب العناوين الرئيسية للصحف، وتحت عنوان "البلجيكيون في مواجهة مصيرهم"، كتبت صحيفة "لوسوار" أن هذا القرار حديث جدا، مثل ما قررته مؤخرا الملكة بياتريكس وكذا بنديكتوس السادس عشر، مضيفة أنه بعد 80 عاما، فإن الملك اتخذ قرارا حكيما ومسؤولا.
من جانبها ، لاحظت صحيفة "لا يبر بلجيك" أن اختيار الملك ألبرت الثاني صعب بالضرورة بينما بلجيكا تخشى في الأشهر القادمة أن تعرف اضطرابات مع تنظيم انتخابات فدرالية وإقليمية في شهر ماي 2014 .
أما في فرنسا، فاهتمت الصحف بإطاحة الجيش للرئيس المصري محمد مرسي بعد سنة من انتخابه ، فتحت عنوان " الجيش سيد اللعبة" كتبت صحيفة "ليبراسيون" أن الجيش رد على مناهضي محمد مرسي، بإبعاد الرئيس الإسلامي الذي لم يلب المطالب الاقتصادية للشعب.
من جهتها ، كتبت جريدة "ليزيكو" أن الأزمة الاقتصادية هي التي عجلت بفقدان شرعية الرئيس المصري، والتدهور الحاد في الحسابات القومية والتضخم والبطالة.
أما صحيفة "لوفيجارو" فكتبت أن هذا التراجع يعد بمثابة جزاء فشل الإسلاميين، معتبرة أن محمد مرسي أثبت عجزه في تدبير أمور بلاده مما كان عليه الأمر في عهد تولي حسني مبارك مقاليد الحكم في مصر .
وفي اسبانيا ، شكل الوضع في مصر بعد تدخل الجيش لوفق الأزمة والإطاحة بالرئيس المنتخب مرسي أبرز عناوين الصحف الإسبانية، فتحت عنوان "انقلاب في مصر" كتبت يومية (إلباييس)، أن الجيش أعلن تعليق العمل بالدستور مؤقتا، وعزل الرئيس مرسي، مضيفة أن "الجنرالات وبدعم من قوى المعارضة السياسية فرضوا حكومة انتقالية" مطبقين بذلك تهديداتهم بعد إمهالهم مرسي 48 ساعة.
من جهتها قالت يومية (إلموندو) إن "الجيش المصري وضع حدا للمد الإسلامي للربيع العربي" وقام بالانقلاب على الرئيس المنتخب مرسي، مضيفة أنه تم التوصل إلى "خارطة طريق" بين الجيش وقوى المعارضة ورجال الدين تقضي بتنظيم انتخابات مبكرة.
وأضافت اليومية أن تعطيل الدستور وتشكيل حكومة تقنوقراط وتنظيم انتخابات رئاسية بعد فترة انتقالية قصيرة تشكل النقاط الأكثر أهمية في هذه الخطة التي أعلن عنها الجيش المصري بعد عزل مرسي.
وبدورها وصفت صحيفة (أ بي سي) تدخل الجيش المصري بعد رفض مرسي مهلة 48 ساعة التي كان قد أمهله إياها بأنه "انقلاب عسكري".
وفي ايطاليا اهتمت الصحف بالوضع في مصر، فكتبت صحيفة "ميساجر" أن التقديرات تشير إلى أن مستقبل البلاد يعتمد إلى حد كبير على خيارات الجيش. "هل هو حقا البحث عن حل توافقي الذي يبقى صعبا بعد إقالة مرسي أو اغتنام الفرصة لتولي دور سياسي أكثر وضوحا."
وأضافت الصحيفة أن الخروج من الوضع الحالي لن يكون سهلا في الأجل القريب لأن المشكلة لا تكمن فقط في دور الجيش في الحياة العامة في البلد ولكن أيضا في مجموع مكونات المجتمع المصري.
أما جريدة "لا ريبوبليكا" فكتبت أن هدف جنرالات مصر تبين من خلال الانقلاب الأبيض على محمد مرسي .
وفي ألمانيا تركز اهتمام الصحف على نفس الموضوع السابق، وقمة برلين حول بطالة الشباب في أوروبا. وبخصوص مصر ترى صحفية" نوين أوسنابروكر تسايتونغ" أن"تدخل الجيش تبدو مسألة مربكة. ومن وجهة نظر ديمقراطية فإن الجيش ينبغي أن لا تكون له تمثيلية أو قوة سياسية. لذلك، عليه أن يظل وفيا للغرض من هذه العملية، ويساعد البلاد فقط على المحاولة الثانية لإضفاء الطابع الديمقراطي بالبلاد ووضعها على الطريق الصحيح ثم الانسحاب في أقرب وقت ممكن".
أما صحيفة "زود كوريير" فكتبت أن "أتباع مرسي يتحدثون عن انقلاب، وهناك احتمال أن يكون كذلك" لكن تقول الصحفية "مع ذلك، فإنه ساهم في حصول هذه التطورات. فالانتفاضة ضد مبارك مهدت الطريق لخليفة لا يأخذ لا الديمقراطية ولا الحقوق المدنية بعين الاعتبار. فجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها، حاولت بت التعصب في مصر، وتقسيم الأمة، وزعزعة استقرار البلاد وتدمير كل آمال في المستقبل. لذلك فالجيش لديه كل المبررات للتدخل".
ومن جهتها كتبت "زوددويتشن تسايتونغ" أن " الضباط حاليا يشكلون السلطة الوحيدة القادرة على التصرف بشكل معقول في البلاد" لكن" يبقى المهم أن نرى ما إذا كانوا قد تعلموا الدرس من ممارستهم المتلعثمة بعد سقوط مبارك (...) ويأخذوا بعين الاعتبار أن الإسلاميين مازالوا يمثلون جزءا من الشعب المصري ولا يمكن استبعادهم من العملية السياسية، بل الحفاظ وتكريس التعددية في مصر".
من جهة أخرى تناولت الصحف قمة برلين لقادة ووزراء العمل بالاتحاد الأوروبي حول بطالة الشباب ، فكتبت صحيفة "ميتلبايريشه تسايتونغ" بهذا الخصوص "وأخيرا خصص الاتحاد قمة لمعالجة قضية بطالة الشباب المستعجلة ، بمبادرة من المستشارة الألمانية، بعد أن طال انتظارها(...) فما يقرب من ستة ملايين من الشباب في حاجة إلى إنهاء التجربة المريرة مع البطالة بعد إنهاء الدراسة، لأنها مدمرة، ويجب وقفها".
ومن جهتها انتقدت صحيفة "فرانكفورتر روندشاو" الحكومة الاتحادية متسائلة ما إذا كانت"فعلا تكافح من أجل القضاء على البطالة في أوروبا وتأخذها على محمل الجد" معتبرة أن سياسة منطقة الأورو والقرارات المحلية غير السليمة هي التي تسببت في بطالة الكثير من الشباب في اليونان، والبرتغال وإسبانيا، إلى جانب "المحسوبية والفساد" ونتيجة مباشرة لتحولات السياسة، "فرضتها مؤخرا ألمانيا على باقي دول أوروبا التي تعيش في أزمة".
أما "دي فيلت" فارتأت أن المستشارة ميركل، عندما بادرت إلى عقد القمة في برلين فإنها كانت تريد تأكيد أن ألمانيا تهتم كثيرا بالأزمات الاقتصادية التي تمر منها بلدان بأوروبا.
وبموسكو، قالت صحيفة "روسيسكايا غازيتا" إن العسكريين عادوا إلى المؤسسة الحاكمة العليا المصرية بعد عام من انتخابات رئاسة الجمهورية التي صدمت نتائجها المصريين من ذوي الاتجاهات الليبرالية. واحتمل عامة الشعب المصري تلك الصدمة متطلعين إلى الديمقراطية. إلا أن صبرهم نفد أخيرا، فخرجوا ثانية إلى شوارع مدنهم محتجين على أخطاء وقع فيها الرئيس مرسي ومؤيدوه من الإخوان المسلمين، وعاد الجيش إلى الحكم استجابة لطلب نفس "الشارع" الذي طالب منذ عام بحكم الإعدام بحق المشير طنطاوي.
صحيفة "كومسومولسكايا برافدا" قالت إن شابا في الثلاثين من عمره اسمه ادوارد سنودن أصبح في بؤرة اهتمام العالم في الفترة الأخيرة، والذي دفع الجميع إلى تتبع تنقلاته حول العالم والبحث عنه بعد أن توارى عن الأبصار منذ غادرهونغ كونغ واختفت آثاره في أحد مطارات موسكو، هو الضوء الذي قام بتسليطه على من يتجسس على العالم ويتنصت على مكالمات قادة دول العالم وعلم العالم بالتالي مóن يقوم بتشكيل مستقبله.
واعتبرت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" أن قضية ادوارد سنودن، اتخذت منعطفا مفاجئا جديدا، وتهدد بحصول شجار بين امريكا اللاتينية وعدد من البلدان الاوروبية. وكان يعتقد ان سنودن سيغادر مطار شيريميتوفو برفقة الرئيس الفينزويلي نيكولاس مادورو، الذي كان في موسكو للمشاركة في اعمال قمة الدول المصدرة للغاز، إلا ان الفضيحة حصلت مع الرئيس البوليفي ايفو موراليس، الذي شارك هو الآخر باعمال هذه القمة.