اهتمت الصحف الأمريكية الصادرة، اليوم الأربعاء، بالتقاطب الذي أضحى يميز الحياة السياسية بواشنطن، والذي يعرقل العديد من الملفات ذات الأولوية بالنسبة للبيت الأبيض، على غرار إصلاح قانون الهجرة والمفاوضات حول الميزانية، إضافة إلى الانسحاب الأمريكي من أفغانستان ونقل المحطات السرية لوكالة الاستخبارات الأمريكية (سي أي إي) نحو مسارح أخرى للعمليات. وهكذا، كتبت صحيفة (نيويورك تايمز) أن المنتخبين الجمهوريين بالكونغرس يستعدون لإفراغ العديد من المبادرات ذات الأولوية بالنسبة للرئيس باراك أوباما من مضمونها، مع اعتماد التخفيضات المالية من الميزانية، والتهديد برهن المالية العامة للحكومة الفيدرالية إذا لم يتم تعديل منظومة التأمين الصحي، التي شكلت أبرز إصلاح خلال الولاية الرئاسية الأولى لأوباما.
وأبرزت اليومية، في هذا الصدد، أنه في الوقت الذي يستعد فيه أوباما لإلقاء سلسلة من الخطابات حول وضعية الاقتصاد الأمريكي، فإن الجمهوريين بصدد نسف البرامج التي يعتزم الرئيس تقديمها على أنها أساسية لتحقيق انتعاش اقتصادي قوي ومستقبل اقتصادي أكثر استقرارا.
ومن جهتها، لاحظت صحيفة (دو هيل) أن هناك مصدرا آخر للتوتر يتفاقم حاليا بين البيت الأبيض والجمهوريين بالكونغرس، يتمثل في إصلاح القانون الأمريكي حول الهجرة، حيث أن الجمهوريين تراجعوا خطوة إلى الوراء بشأن هذا الملف الأساسي بالنسبة للولاية الثانية للرئيس أوباما.
وسجلت الصحيفة أن التوتر بلغ أوجه أمس الثلاثاء بعد تبادل الانتقادات بشكل علني بين البيت الأبيض وزعيم الجمهوريين بالكونغرس حول ملف الهجرة، حيث ألقى كل طرف على الآخر مسؤولية عدم تحقيق تقدم في هذا الملف خلال المفاوضات الجارية بمجلس النواب.
من جانب آخر، اهتمت يومية (واشنطن بوست) بالانسحاب الأمريكي من أفغانستان ونقل المحطات السرية لوكالة الاستخبارات الأمريكية (سي أي إي) نحو مسارح أخرى للعمليات، مشيرة إلى أن الوكالة الأمريكية للاستخبارات تعمل حاليا على إغلاق قواعدها السرية بهذه المنطقة، التي حولت (سي أي إي) من وكالة للاستخبارات إلى بنية لمكافحة الإرهاب تتوفر على سجونها الخاصة، وتجهيزاتها العسكرية، بما في ذلك الطائرات بدون طيار.
وذكرت الصحيفة، نقلا عن مسؤولين سامين بالاستخبارات الأمريكية، أن تقليص تواجد (سي أي إي) بأفغانستان أضحى ضروريا، بالنظر إلى أن انتشارها المكثف بالمنطقة أصبح اليوم غير مناسب مع انخفاض التهديدات الإرهابية لتنظيم القاعدة بهذه المنطقة.