أجرت قناة (روسيا اليوم) حواراً ضافياً مع عضو اللجنة العامة لحزب المؤتمر الشعبي العام عضو الحوار الوطني الأستاذ ياسر العواضي، أبان من خلاله عن آخر المستجدات فيما يتعلق بمسار الحوار الوطني وموقف المؤتمر الشعبي العام وحلفائه، وتحديداً موقفه ذاك الرافض لوثيقة (8+8) والذي بسببه أخرجت بعض القوى السياسية مظاهرات ضاغطة لثنيه عن موقفه المتمسك بالوحدة.. وقضايا أخرى لا تقل أهمية، شملها الحوار مع الأستاذ ياسر العواضي، تعيد (اليمن اليوم) نشره.. رصد- محمد لطف النقيب
*بداية لو تحدثونا عن آخر تطورات مؤتمر الحوار الوطني، خصوصاً في ضوء الجلسة الأخيرة التي شهدت اعتصاماً أو مقاطعة من قبل الحوثيين والحراك الجنوبي ما أوحى للشارع اليمني بأن المؤتمر يتجه إلى طريق مسدود؟ -بداية أرحب بقناة روسيا اليوم، هذه القناة التي نحبها جميعاً، ثانياً الشعب اليمني ربما ليس مخطئاً عندما يقول إن الحوار الوطني أصبح في مرحلة تسمى طبياً بالميت سريرياً، وفعلاً المسألة في حالة انسداد شديدة، أيضاً كانت الجلسة الختامية أو الجلسة الثالثة كما أسموها الأخيرة مؤامرة، لأنه ليس بوسعك أن تعقد هذه الجلسة من جلسات الحوار الختامية وأنت لم تنجز إلا ثلاثة تقارير لفرق ليست هي الفرق الهامة أو ذات المشاكل المعقدة، ولذلك أهم ست فرق لم تنجز تقاريرها، فريق القضية الجنوبية اللتي هي أكثر تعقيداً داخل الحوار، إضافة إلى قضية صعدة وبناء الدولة والحكم الرشيد والعدالة الانتقالية.. كل هذه الفرق أيضاً ما زالت فيها وحتى تقرير فريق الجيش والأمن لم تنجز تقاريرها، فكان انعقاد الجلسة أشبه بمؤامرة، لا أدري ما هي الأسباب، ربما كانت هناك أسباب لدى رئيس الجمهورية بإصراره وهيئة رئاسة مؤتمر الحوار على عقد الجلسة الختامية، ربما كان الغرض طمأنة المانحين أو الداعمين الإقليميين أن الأمور تمشي كما هي ولكنها لم تكن خطوة مدروسة، وهذا ما أوصلنا إلى ذلك المشهد الذي شهدناه من تعقيبات، وأصبحت الجلسة الأخيرة التي رفعت جلسة بروتوكولية فقط للحفاظ على الشكل ولم تأت بجديد.. وأعتقد أيضاً أنه بعد إجازة العيد سيستمر هذا الوضع إلى أن يتم الاتفاق على رؤية واضحة حول القضية الجنوبية، إضافة إلى اتفاق حول ما يتعلق بشكل بناء الدولة وقضية صعدة.. إضافة إلى الحكم الرشيد والعدالة الانتقالية، وما يحاول البعض إدخاله فيها من القضايا المخالفة لمبادرة الخليجية، هذه الملفات الساخنة كلها إذا لم تحل فلن يكتب النجاح لأية جلسة ختامية، سواء بعد يوم، بعد شهر، بعد سنة.
الفيدرالية *أثير الكثير بشأن موقف المؤتمر الشعبي العام من مسألة الفدرالية.. هو يصر على الوحدة الاندماجية والبعض يقول إن المؤتمر الشعبي العام هو من أوصل البلد أو أطرافاً كثيرة خصوصاً الجنوبيين إلى الكفر بالوحدة والمطالبة بالفيدرالية، ما هو موقف المؤتمر الشعبي العام وكيف تفسرون الموقف الذي اتخذه؟ -تمزيق البلاد أمر غير مقبول، ونحن نشعر أنه لا يخدم لا إخواننا في الجنوب ولا إخواننا في الشمال.. موضوع القضايا المفخخة التي كانت مطروحة في لجنة ال16 وكانت وثائقه غامضة وقابلة للتفسير من كل طرف، المؤتمر وحلفاؤه كان لهم موقف محدد منها، طالبنا بالوضوح باعتبار أننا قد وصلنا إلى مرحلة يجب أن نخرج فيها بنصوص واضحة وباتفاق واضح، حتى الذي يريد إقليمين يجب أن يخرج بنص واضح حول هذا الموضوع بغض النظر عن التحفظات الأخرى حولها، أما أن تظل المسألة غامضة ونتركها للاجتهادات وترحيل الأزمات من أجل إيجاد كيانات سلطوية جديدة سواء لأشخاص أو لأحزاب لمغانم على حساب قضايا جوهرية تمس البلد هذا أمر مرفوض.. نحن متمسكون بدستور الجمهورية اليمنية ولن نتخلى عنه إلا بدستور جديد يستفتي عليه شعبنا، ونحن نطرح أنه كل ما هو في الحوار ويتم الاتفاق عليه يجب أن يذهب في شكل التعديلات الدستورية ويعرض للشعب، وعند الاستفتاء عليه يصبح هو الملزم لنا جميعاً.. المؤتمر الشعبي العام ومعه كثير من القوى الوطنية يعتقد أنه شريك أساسي أو كان رائد صناعة الوحدة اليمنية في 22 مايو عام 90م مع الحزب الاشتراكي اليمني، مع أن فيه قوى كانت ضد الوحدة في عام 90م صراحة.. هذا أهم منجز حقق في تاريخ المؤتمر الشعبي العام خلال فترة نضاله الكبيرة، إضافة إلى منجزات كثيرة.. وبالتالي صعب جداً أن تقنع أي عضو من المؤتمر الشعبي العام حتى العاديين أن يتخلى بسهولة عن هذا المكسب، ليس لقداسته فقط لكن نحن مؤمنون ومقتنعون أنه لا خيار لليمنيين إلا في التعايش ضمن وحدة واحدة، أن يعيشوا ضمن كيان واحد، بغض النظر عن شكل هذا الكيان.. تكون أنظمة اتحادية، أقاليم، محافظات، هذه قضايا قابلة للحوار حولها.
*يعني لا مانع من أن يكون هناك فيدرالية؟ -لا، الفيدرالية موضوع مختلف، نحن نتكلم عن جمهورية يمنية، ورؤيتنا تتكلم أنه ممكن البحث عن عدة أقاليم متداخلة بين الشمال والجنوب لا تقام على أساس شطري ولا تقام أيضاً على أساس طائفي.. موضوع الفيدرالية هذا موضوع آخر، الفيدرالية تذهب إلى برلمانات محلية وسلطة تشريع محلي، وهذا فيه خطورة من وجهة نظرنا في اليمن.. على سبيل المثال فيما يتعلق بالتعليم في ظل وجود الطوائف وضعف الدولة نخشى أنه ممكن أن تسيطر طائفة على إقليم معين وتغير مناهج التعليم إذا كان عندها سلطة تشريع، وتغير منهج التعليم بما يتوافق معها.. قد تكفر حتى الآخرين وتطلع جيلاً جديداً يدرس في مدارس حكومية على هذا المنهج وتبني فرقة وأحقاداً، فبالتالي نحن نقول أنه يجب أن يظل التشريع موحداً أو سلطة التشريع موحدة، أقل شيء لمدة عشر أو خمس عشرة سنة قادمة.
الوضع الأمني *قراءتكم للوضع الأمني المتدهور حالياً في البلد؟ -المؤشرات وفقاً لأداء الحكومة المركزية للأسف الشديد تبعث على التشاؤم وأن التدهور الأمني سيتفاقم أكثر وأكثر لأنه لا يوجد أي جهد ملموس لإعادة هيبة الدولة أو استتباب الأمن أو بناء المؤسسات الأمنية.. كانت عندك بعض المؤسسات، القوات المحترفة، الحرس الجمهوري والأمن المركزي على سبيل المثال وألوية حتى الفرقة أولى مدرع كانت فيها بعض الألوية المنظمة وبعض الألوية في الجيش التي لم تكن ضمن الفرقة أو الحرس، كنا نريد أن يتم تغيير قادتها.. يعني أنت كحكومة جديدة ولسلطة الجديدة، غيِّر أحمد علي عبدالله صالح، غيِّر عمار، غيِّر يحيى، غيِّر علي محسن غيِّر من تريد لكن حافظ على القوة.. ما حدث الآن أنه غيَّر القاعدة وبعدين تم إحلال القوة.. الآن القوة تحولت إلى مليشيات أغلبها في البيوت سرحت.
الطائرات بدون طيار *هناك سخط في الشارع اليمني في مسألة التعاون الأمني بين اليمن والولايات المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب وخصوصاً من الضربات الطائرات الأمريكية بدون طيار والتي أصبحت تصيب كثيراً من اليمنيين.. أنتم قراءتكم لهذا الموضوع التعاون فيه؟ -ليس هناك تعاون أمني بين اليمن وبين الأمريكان، هو تصرف أمريكي بحت داخل الأجواء اليمنية والأراضي اليمنية، اليمن ليست طرفاً مطلقاً حتى في الإذن، حتى ولو بعض المسئولين يقول لك أن هناك إذناً، هذا كلام يحاول أن يخادع به نفسه أو يقنع به الإعلام.. اليمن أصبحت ساحة للطائرات الأمريكية تستخدم متى ما شاءت وتقلع متى شاءت وتهبط متى ما شاءت.. ليست أمريكا فقط، أمريكا دولة عظمى، المشكلة في غيرها، دول صغيرة تدخل إلى مطار صنعاء وبدون جوازات ويدخلونهم في طائرات خاصة ويدخلون المطار، لا ضباط الجوازات يشوفوهم ولا ضباط الأمن القومي ولا ضباط الأمن السياسي، وحتى رهائن القاعدة الأخيرة التي تدخلت فيهم بعض الدول الصديقة أو الشقيقة الإقليمية أرسلت طائرة خاصة وأخذتهم، لا علم لا لسلطة المطار ولا وزارة الداخلية ولا وزارة الدفاع ولا أمن قومي ولا أمن سياسي ولا حتى رئيس الجمهورية، هذا هو الحال مع الدول الصغيرة.. أما أمريكا قد نقول أنها دولة كبيرة لكن ليس هناك شيء اسمه تعاون أمني يمني أمريكي.. يعني من سنتين هو تصرف أمريكي بحت، طبعاً بيستغلوا الوضع السياسي والمماحكات السياسية بين الأطراف السياسية.. أمريكا لن تجد وضعاً أفضل من الوضع هذا، ولذلك ربما هم يحاولون أن يحافظوا على حالة الانقسام الموجودة.
وضع المؤتمر *بالنسبة للمؤتمر الشعبي العام والانقسام الحاصل أو ما يشاع في وسائل الإعلام وما يثار كثيراً بين جناح الرئيس صالح رئيس المؤتمر وجناح الرئيس هادي رئيس الجمهورية نائب رئيس المؤتمر.. ي إلى أي مدى هذا الصراع وخصوصاً وأنتم كشفتم في هذه التصريحات أن هناك رسالة من هادي إلى صالح؟ - أنا في المؤتمر الشعبي العام منذ 23 سنة كعضو، وقيادي فيه من عام 97م، ومن خلال تجربتي في القيادة لا أعرف أن في المؤتمر سوى جناح واحد هو جناح الرئيس علي عبدالله صالح، وعبدربه منصور هو من ضمن هذا الجناح، لما أصبح رئيساً لم يتغير الوضع نهائياً، ما زال الوضع كما هو، حتى وأن بدت بعض التباينات في الرؤى مثلاً أو نزعات شخصية، لكن عندما تتمهر في قيادات المؤتمر الشعبي العام سواء في اللجنة العامة أو اللجنة الدائمة أو المؤتمر العام أو قواعده تجد أنه لا يوجد إلا جناح واحد، معروف مع من هذا الجناح.. إذا تكلمنا عن الجناح المتعلق بمراكز القوى الداخلة في المؤتمر الشعبي العام طبعاً الرئيس عبد ربه منصور هادي هو من أبناء المؤتمر الشعبي العام، ويمثل المؤتمر الشعبي في موقعه عموماً.. المؤتمر الشعبي العام لماذا قبل في المبادرة الخليجية أن تكون رئاسة الحكومة للمشترك ، إلا لأن رئيس الجمهورية مؤتمر، وإلا لما كنا نقبل هذا الوضع، وما زال في هذه الحصة يوم يقرر أن يترك المؤتمر الشعبي العام هو يعرف أنه سيكون قراره ترك السلطة أيضاً لأنه لن يكون منصباً مستقراً، لأنه أيضاً نحن لن نقبل أن يكون رئيس الوزراء إلا إنساناً مستقلاً لا يكون محسوباً على طرف سياسي معين.. هناك تواصلات أخيرة.. صراحة كل رؤى المؤتمر الشعبي العام التي قدمت في مؤتمر الحوار الوطني كلها موافق عليها رئيس الجمهورية بما فيها الرؤية الخاصة بحل القضية الجنوبية، ورؤيتنا ناقشناها معه أخيراً قبل شهر، وكان موافقاً عليها تماما، يعني أخيراً كان هناك رسالة من الرئيس عبد ربه منصور هادي قبل العيد بثلاثة أيام نقلها الأستاذ يحيى الراعي والأستاذ يحيى الشعيبي، وكان فيها أنه يسلِّم عليه بمناسبة العيد وأيضاً أننا في خندق واحد لن نفرط في الوحدة، لن نفرط في المبادرة الخليجية، ولن أقبل أيضاً موضوع العزل السياسي وسأسحبها بعد العيد، لأنهم- القوى التي خلف هذه المادة- خائفون من المبادرة الخليجية، وهذا يشملنا كلنا، وهذا ليس موضوعاً يدعم الوفاق، ويطلب في الرسالة اللقاء باللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام بعد العيد، وآخرها أننا رفاق سلاح ويكفي إلى هنا وبس.. هذا هو فحوى الرسالة.