اتفق مع الذين قالوا بأن اليمن بدون حكومته أحلى.. جربنا هذا قبل العيد وخلال العيد ونتمنى لو نغني "لو كان ذا حلم ياليته يطول" - والسبب ببساطة أن الحكومة تستنزف الموارد وتكذب.. تضحك وهي تكذب.. تبكي وهي تمساح.. تتحدث عن القانون وعن اليد التي من الحديد وتترك الأمور سداح مداح.. - ولأنها تكذب رأيناها تسوِّف وتماطل حتى أنها احتاجت إلى وقت طويل لتقول لنا بأنها عاجزة عن الوفاء بالاستحقاقات المالية لما سميت بالنقاط العشرين والنقاط الإحدى عشرة.. - ومع عودة الدوام ستعاود الحكومة دوامها في تجريعنا الكذب وهي تتحدث عن صناديق جبر الضرر وإعادة إعمار ما تهدم ومعالجة ملفات المبعدين وملف الأراضي.. - ستقول لنا بأن المشكلة يمنية لكن الحل بيد المانحين.. والمانحون متشككون من أن في اليمن حكومة قادرة على استيعاب الأموال وتحويل التقارير والمصفوفات إلى فعل خارج نفوذ جماعة الفساد التي هي نفسها جماعة إعادة إنتاج كل شيء بائس على إيقاع جماعة التزمير والتطبيل - وليت المنافقين الذين يعمون صواب أي حاكم يقولون أين هي لجان تعويض أصحاب الأملاك المؤممة ؟ وأين استقر الموقف والدور بلجان حصر الأراضي ولجان إعادة المباني التي لم يصرف فيها عقود تمليك، أو كم عدد الجاهزين لرد ما سيطر عليه النافذون في حرب صيف 94وماقبلها وما بعدها؟؟ - اللافت في الشهور القليلة الماضية تكاثر عدد الذين يعتذرون للشعب، حتى صار الجميع يقول "كلنا أخطأنا".. ولكن ليس بين الجميع من يقول ما هي الأخطاء، وكيف سيعمل على تصحيحها ومتى؟ بينما في الدنيا كلها من يعتذرون يقدمون استقالاتهم ولا يتطلعون أكثر إلى مناصب أكبر. - بالمناسبة أجمل ما عند اليابانيين والصينيين في نظري هو أن المسئول الذي يتطلخ بالفساد يسارع إلى صعود "الأسانسير" بعد أن يضغط على الدور رقم 99ثم "ينبع" من هناك ليواري الفضيحة ويترجم الاعتذار..!! - ومن السخريات الكثيرة أن المترهلين على مواقع القرار لا يكتفون بترهلهم وفسادهم، وإنما يستقطبون للوظائف التنفيذية من هو أسوأ منهم ليكتمل الديكور بوساطات وقصاصات من قادة ومشايخ وتجار ومخالب الأحزاب. - وعندما يقول جيرالد فايرستاين قبل أن يغادر سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية عائداً بأن حكومة الوفاق فاشلة وأداءها محبط، فإن الأمر ليس إبراء للذمة، وإنما إشارة إلى المانحين لمناقشة الفشل بدلاً من مناقشة أرقام الدعم.. وهو موقف غاية في الخبث، بدلالة مواقف الأشقاء والأصدقاء المفترضين الذين لا يكفون عن التلميح بأن استيعاب الحكومة اليمنية للدعم صار صعباً ومعقداً وصار الدعم يحتاج من يدعمه..!!