* عندي سؤال لفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي: ما الذي يمنعك من تغيير الحكومة أو على الأقلّ استبدال مَنْ ثبت فشلهم طولاً وعرضاً وعمقاً؟ * الذي أفهمه أن الحكومة حتى ونحن في زمن التسوية ليست بالمطلق بقرة مقدَّسة ممنوع الاقتراب منها.. وإنَّما يمكن استبدال الفاسد والمترهِّل منها بما هو صالح للاستخدام.. ولا بأس من الحفاظ على قانون الجاذبية الحزبية وحصص الأطراف. * حكومة باسندوة يا فخامة الرئيس مكتفية بالعجز.. حكومة بكَّاءة.. عاجزة عن إدارة ملفي الاقتصاد والأمن وتتمسَّك بهذا العجز من منطلق الإدراك الغريب بأن لا مساس متوقَّع بأحد عناصرها حتى لو بلغ فشله أي مبلغ. * حطِّم هذا الطوق يا فخامة الرئيس.. وستجد أنك خلَّصت الشعب من حكومة عاجزة بكل المقاييس. لا محافظات مدنية حافظت عليها. ولا تهريب أوقفته. لا اقتصاد أنعشته. لا قتل حدَّت منه. لا تفجير ألجمته. لا توتُّر بين قبائل ومعسكرات خفَّفت منه. لا مخرِّبين قبضت عليهم. لا حرائق أطفأتها. ولا فساد صرخ من الوجع. * هذه الحكومة مشدودة إلى أجندة حزبية وتليفونات جهوية ومشايخية.. ومن السهل أن ترى فيها اجتماع ثلاثية ضيق الأفق والتمترس الضيّق والتمسُّك بالكرسي بقوَّة أطماع عبادة الذات.. فكيف تنتظر من هذه المواصفات تقديم المفيد؟ * والمثير للاستغراب أن هذه الحكومة بما يحيط بها من الفشل ما تزال راكبة الحمار و(مدندلة) رجليها وسط دهشة السؤال حول الصبر على حكومة لا تأخذ بملاحظات ولا تلتفت إلى شكاوى.. شعارها: الحكومة المشلولة مشغولة. * وكان يمكن يا فخامة الرئيس الانتظار حتى انتهاء مؤتمر الحوار ومغادرة الزمن الانتقالي.. لكن الفساد الحكومي أهدر ما تبقَّى من التوازن الاجتماعي.. الأمر الذي يتقاطع مع ألف باء الظروف الموضوعية التي تساعد على الاستقرار ويشجِّع على المزيد من متواليات الخروج على القانون. * الناس لا يحتاجون إلى حكومة بكَّاءة ولا إلى وزراء لا يهتمُّون حتى بتبرير الفشل والأداء السيِّئ وغير المبرَّر.. وكل ما يهمّها إرضاء بعض الأطراف السياسية على حساب الشعب الذي لم يعد قادراً على أن يتغدَّى بكذبة ويتعشَّى بأخرى. * أحد شروط صندوق النقد الدولي والمانحين هو الشفافية ولجم الفساد واستيعاب الأموال.. فأين هؤلاء من هذه الشروط؟ وأين هم من أبجديات تسيير الأعمال بالحدّ المعقول من مواصفات وشروط الحكم الرشيد؟ * هل ننتظر يا فخامة الرئيس تغييراً أو تعديلاً؟ أم نواصل غسل أيدينا بالماء والصابون؟