السمة التي تصلح عنواناً لأوضاع اليمن الحالية هي الهشاشة..وعندما يكون الوضع هشاً والبلد على قرن ثور مصاب بجنون البقر فليس أمام كل يمني غيور إلا أن يسير على منهج أبو طالب وينتبه لإبله دون أن يسمح لفيلة الصراعات الإقليمية أن تسحق كل شيء.. - ولعل من دواعي الكآبة في شيطان التفاصيل أننا لم نعد نخاف فقط من فشل المتحاورين في منتجع 565 فحسب وإنما صرنا نخشى من أطماع بعضهم ممن أعجبهم الفندق والبدل اليومي فاستدعوا القول "فليمدد أبا حنيفة رجليه ولا يبالي". - لقد رضي الشعب ببعض التمديد لفترة الحوار كفاتورة لسياسة ترحيل أهم القضايا إلى الأخير فإذا بالأخير مدعاة للتأسيس لمرحلة أخرى من التسويف والضحك على ذقون الشعب.. وها نحن نرى الجلسة الأخيرة تتحول إلى جلسة ثالثة مفتوحة ليس بحثاً عن حل للشائك فحسب وإنما لإطلاق تشاعيب النفس الأمارة بالسوء واختراع فترة انتقالية من خمس سنوات يتم خلالها إنتاج مبررات صراع جديد يفضي إلى مبادرة وحوار ووصاية من جديد. - الآن..الآن.. وليس غداً كفوا عن هذا التسويف وهذا التخريف وهذا التجنيح خارج الإطار الزمني للمبادرة الخليجية.. سارعوا إلى استكمال عبور سفينة الحوار والمبادرة إلى مرافئ انتخابات يختار فيها الشعب برلماناً جديداً.. وبعدها لا بأس من وضع أي تصورات حول المرشح للرئاسة. - إن الشعب يعرف كيف تم اختيار أعضاء مؤتمر الحوار وكيف تمت المحاصصة بصورة غلب البعد السياسي فيها على ما سواه ليكون أهل الكفاءة وأهل الاختصاص خارج ملعب الحوار.. وليس القضاة إلا نموذجاً لطغيان الحالة السياسية.. ثم كيف لمجموعة الاختيار بالمحاصصة والتوصيات الجهوية أن تكون جمعية تأسيسية بديلاً عن برلمان يختاره الشعب ويمثل الخارطة السكانية على قدم المساواة. - ومع الاحترام لجهود هؤلاء الذين عملوا في مؤتمر الحوار الوطني إلا أن نبرة التمديد لأنفسهم وتعالي الأصوات التي تطالب بتحويلهم إلى جمعية تأسيسية لا يخالف نصوص المبادرة الخليجية ويلتف على مضامينها وإطارها الزمني فحسب وإنما يصادر حق الشعب اليمني في برلمان منتخب يعبر عنه دونما اختطاف لإرادته في مجاميع المحاصصة. - لقد فشل مؤتمر الحوار في الوفاء بمهمته بالحسبة الزمنية ومستوى الإنجاز وما يزال..ولم يقدم لنا سوى هذا التناغم المريب بين حوار الكلمة داخل الموفنبيك وحوار المواجهات بالقذائف خارجه.. والحل ليس بتمديد الفشل بثنائية الحوار والدمار وإنما بحسن الاستفادة مما تبقى من الفترة الانتقالية فبراير 2012 - فبراير 2014بعيداً عن خيبة اختطاف إرادة الشعب بلسان حال المثل الشعبي (من طعم الحالي مد مزقره).