أبو بكر.. عمر.. عثمان.. علي.. معاوية: رجاءً خلونا نعيش في حالنا.. يكفينا بلاوي ومصايب وقتل باسم الدين وباسمكم جميعاً.. العالم وصل إلى القمر ونحن لا زلنا نقتتل على يوم السقيفة، ولا زلنا نفكر بنبش قبر سعد بن عبادة لنُخضعه للتشريح كي نتأكد أن الجن قتلته لأنه بال قائماً. رجاءً اتركونا ولا تبرِّروا لنا عدم فهمنا للدين وأننا أسأنا استخدامه.. لم نعد نريد منكم شئياً.. سنتعلم اللغات والحاسوب بدلاً من الرماية وركوب الخيل.. وسنتحدث عن الجينوم وعلم الخلايا والذرة بدلاً من الحديث عن نواقض الوضوء والتلصُّص على النساء باسم تفقّد الرعية.
اتركونا ولا يعنينا أن نعيش بلا ماضٍ.. لأننا نتعصّب للماضي إلى حد عدم الخروج منه.. ولا يعنينا إن كان أصحاب معاوية وعلي في النار أو في الجنة.. لا يعنينا إن كان عمر بن الخطاب أسلم أو مات كافراً.. لا يعنينا إن كان علي أول من أسلم ومعاوية أول من كفر.. نريد أن نعيش بهدوء.. فما زلتم تكدِّرون صفونا رغم كل هذه القرون!! نحن الآن في عصر ال"سيجنال"، وتجد من هو مستعدٌّ لقتالك دفاعاً عن فضائل المسواك.. ونعيش في عصر المركبات الفضائية وهناك من يعلن عن اكتشافه فوائد بول البعير.. نعيش في عصر الطب وهناك قنوات تتحدث عن العلاج بأظافر الجن وشعر الماعز ومنقار الطاووس.. نعيش في عصر الضوء وهناك من يتباهى بأن السلف الصالح كانوا لا يجدون شمعة!! العقل العربي في مأزق، مشدود إلى الماضي، ويخاف اقتحام المستقبل.. كرجل عبَر جسراً فتوقف في منتصفه خشية أن ينقطع، وبقي منتظراً لمن يأتي لإنقاذه.. ولو استغل الوقت الذي انتظر فيه لمن ينقذه لكان وصل، لكن قداسة الماضي معيقة، والخوف من المستقبل معيق أكثر.