عندما يصف كاتب يساري محترم مثل الزميل سامي غالب المبعوث الأممي جمال بنعمر بأنه صار المرشد الأعلى للحوار وبأنه يفتقر للنزاهة واللياقة وبأنه متعجرف يتعاطى مع أشقائه اليمنيين بروحية مندوب سامي فإن سامي لا يكون بمثل هذا الموقف مندوباً لسلطان البركاني أو يحيى الراعي ولا يقبض من علي عبدالله صالح هو فقط ينتصر لعقله ويجسد الانتماء لمهنته كمؤرخ للحظة وشاهد على حال يمني غادرت فيه العقول وترك فيه كبار القادة اليمنيون فراغ هائل وجد من يملأه بدون تحفظ إلى درجة الخوض في أمور هي من اختصاص يمنيين كثر ليس من بينهم السيد جمال بنعمر . وعندما يقول البرلماني المستقل عبده بشر وهو الذي غادر حزب المؤتمر مغاضباً من سياساته : ليس من حق جمال بنعمر الانفراد بتفسير المبادرة الخليجية بل ويطالب باستبداله فإنه لا يشق لنفسه طريقاً للعودة و إنما يعبر عن شيء من المزاج الشعبي تجاه ما وصفه أحد نواب صعده البرلماني المستقل عبدالسلام زابيه بتحول بنعمر إلى طرف سياسي ليس من حقه الحديث عن نظام سابق أو فاسدين كون ذلك شأناً يمنياً خالصاً مهما اتفقت أو اختلفت مع المؤتمر الشعبي العام ومواقفه فإن المفردات التي استخدمها المبعوث الأممي في معرض تصريحات التهديد والوعيد مستفزة وتجعلك تجزم بالاعتقاد انك أمام المندوب السامي البريطاني وليس أمام مسئول أممي يفضل النجاح لمهمته لا التمديد لها ..فيما يدفع الشعب اليمني الفاتورة الباهظة لغياب الموضوعية والحياد من دمائه وأعصابه و مقدراته ويخطئ من يظن أن المتحفظين على خروج السيد جمال على طبيعة دوره ووظيفته ومهمته المؤقتة يعترضون على مساعي التمديد للرئيس هادي .. بينما الحقيقة أن الاعتراض هو على الاستغفال للعقول وهذا التنقل بين "إذا قالت حذام فصدقوها " وبين (ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد) . وافرض مثلا " مثلا يعني " أن السيد جمال بنعمر يحب الرئيس هادي أكثر مني وأنتخبه مثلي ويريد التمديد بنظام المثابرة في الخرق الذي يسير باتجاه الاتساع على الراقع هل يقول لنا المبعوث الأممي متى تنتهي مهمته؟ وهل من سبيل إلى عدم التمديد لنفسه بالرعاية للتمديد لمهمته من خلال الحديث عن مغالطة من يرون فبراير 2014 انتهاء للفترة الانتقالية وللولاية ؟وهل من سبيل يوضح لنا فيه انتهاء ولايته والفترة الانتقالية لمهمته التي بدأت بحثاً عن حل ثم صارت نفخاً في المشكلة..! . أخشى أن يتحول أخونا العزيز بنعمر إلى أحد المستفيدين من هذه الأحداث التي تحول بين اليمنيين والرعاة الاقليميين والدوليين وبين احترام الإطار الزمني لتفاصيل المبادرة الخليجية نحن نحترم جمال بنعمر كشخص .. وما نزال في اليمن مشدودي العواطف إلى لسانه العربي .. غير أن الفأر بدأ يلعب في بنطلوناتنا.. وهذا ما يبرر مخاوفنا وانفعالاتنا بعدما كان من تسبب الفأر بخراب سد وانهيار حضارة ..!!