لو لم تتضمنوثيقة (بنعمر2) سوى التأصيل لكيانين في الدولة الاتحادية (شمالي وجنوبي) وتأجيلحسم عدد الأقاليم إلى ما بعد الحوار، وتوكيل الرئيس هادي منفرداً لإنجازها، وضمانبقاء المبعوث الدولي جمال بنعمر وصياً لسنوات مرتبطة بزوال الأزمات، لكان ذلككافياً لرفضها، أو كما يرى مراقبو المشهد السياسي اليمني الذين تحدثوال"اليمن اليوم". أستاذ علمالاجتماع السياسي الدكتور فؤاد الصلاحي يفند الوثيقة ويستعرض الأسباب التي تجعلها مرفوضة. قائلاًل"اليمن اليوم" : أولاً هذه الوثيقة لا تمثل إلا الأطراف الموقعة عليها،وهي وثيقة لا تعكس الحل الذي كان يطمح إليه اليمنيون.. وثيقة قاصرة واستُعجل فيكتابتها لأن المبعوث الدولي بنعمر أراد أن يعلن أنه نجح في الحوار، وهذا على حسابالمضمون الرئيس للوثيقة. ثانياً، أنالوثيقة لم تحصل على إجماع من مكونات الحوار نفسها، ناهيك عن الشعب اليمني. ثالثاً،أن الوثيقة لا تستند على أساس علمي في أي بند من بنودها لا في مجال الأقاليم ولافي مجال توزيع الحصص السياسية. رابعاً هذه الوثيقة تعبر عن واقع الأزمة وتعيدإنتاجها بشكل مستمر. من المراقبينمن ذهب للقول إنه يكفي لرفض الوثيقة الرفض القاطع أن التوقيع عليها جاء بحماسةملفتة من قبل جماعة الإخوان (الإصلاح) وأنصار الله (الحوثيين) في آن.. والدكتورعبدالكريم الإرياني أصالة عن نفسه وسط ابتسامة عريضة للمبعوث الدولي بنعمر، فيماجاء تحفظ أمين عام الحزب الاشتراكي اليمني الدكتور ياسين سعيد نعمان لكونها –الوثيقة-احتوت على بعض مفردات قابلة للتأويلات والاجتهادات، ولم تنص صراحة على تثبيتالانفصال.. كل هذه القوىلديها مشاريعها لما بعد الحوار، والتي ليس من بينها بقاء اليمن موحداً أو وجوددولة قوية في مركز دولة اتحادية. وإذا كان(الإصلاح والاشتراكي والحوثي) قد أفصحوا عن مشاريعهم من خلال رؤاهم المقدمةللحوار، وزاد أن خرجوا أكثر لما يقربهم من مبتغاهم من خلال الوثيقة المشار إليها،فما إصرار بنعمر في وثيقته بنسختيها الأولى والثانية على استجداء المجتمع الدولي باسماليمنيين الإبقاء عليه (مشرفاً) دليل حرصه على يمن غير آمن ومستقر تتناسل فيهالأزمات كالفطر، وهذا ما حذّر منه العضو المستقيل حديثاً من مجلس شورى حزب الإصلاح(فئة تيار الشخصيات الاجتماعية) عبدالسلام البحري. وزاد البحريفي تصريح ل"اليمن اليوم": الوحدة ووثيقة بنعمر، نقيضان لا يمكنهما أنيريا النور مرة واحدة، فإما بقاء الوحدة بأية صيغة (اندماجية أو اتحادية) أو نفاذوثيقة بنعمر، وفي حال هذه الأخيرة سيحفظ التاريخ أن الرئيس السابق علي عبداللهصالح حقق الوحدة، في حين كان رموز القوى الموقعة اليوم على وثيقة بنعمر يرفضونالمنجز التاريخي، واليوم وبعد مغادرته السلطة يرفض علي عبدالله صالح ومن موقعه رئيساًلحزبه (المؤتمر الشعبي العام) المشاركة في التفريط بالوحدة تحت أي مسمى كان، فيحين يتولى هؤلاء مهمة النيل منها.. وسيلعنهم التاريخ. أما عضوالهيئة التنفيذية لأحزاب المشترك نائف القانص فقال إن التوقيع على وثيقة بنعمر يعني التوقيععلى الانفصال البطيء، والقبول بمستقبل مجهول لبلد تتبدى ملامحه في دويلات هي أشبهبكانتونات متحاربة. وأضاف القانصل"اليمن اليوم": مؤتمر الحوار مبني على أساس المبادرة الخليجية التيتنص على الحفاظ على وحدة وأمن واستقرار اليمن، وكذا قراري مجلس الأمن الدولي(2014-2051) اللذين أكدا على ذات الهدف، وبالتالي فإن الذهاب إلى ما يتنافى مع ذلككمخرجات للحوار الوطني هو الانقضاض على المبادرة والتسوية السياسية والعودة ليس إلىالمربع الأول للأزمة (2011) وإنما إلى ما كانت ستذهب إليه الأزمة، فيما لو لم تكنالمبادرة هي المخرج الآمن للبلاد؛ فوضى وحروب أهلية لا تتوقف إلا لتبدأ صانعة معهاأمراء حرب لكانتونات تشكل في مجموعها دولة كانت تسمى (الجمهورية اليمنية).