يرفع الدكتور ياسينسعيد نعمان في كل مواقفه السياسية شعار "قلايتي وإلا الديك"..ودونما شعور بالحاجة حتى إلىالتدرج هو جاهز دائماً لأن يقول الديك وإلا سلمتموني الثور الكبير.. بدون حاجة لمناقشة النواياهناك جانبان يقفان وراء مواقف أمين عام الاشتراكي.. الأول طبيعته التي تدفعه للاعتقادبأن أي رؤية يقدمها أو كلام ينطق به هو أمر غير قابل للمراجعة والمناقشة والجانب الثانيأن لياسين مريدين في حالة جاهزية دائمة للصراخ "إلا ياسين" رغم أن ياسينليس السيسي فلا هو يذكر بالزعيم الخالد جمال عبد الناصر ولا هو نسخة من عبد الفتاحإسماعيل أو من سالم ربيع علي. وأعترف أنني كدت أكونأحد فرقة ياسين لولا أنه خذلني كما خذل ناس كثر, أولهم الوحدويون في جنوباليمن وشمالهوآخرهم مجاميع الحراك الانفصالي نفسه.. وفي ذلك ما يفتح نافذة كبيرة للقراءة والتأمل.. كنت أعتقد أن أمين عامالاشتراكي رجل دولة لكن رفضه لمنصب رئيس الحكومة أكد أن الكلام والتنظير شيء وتحملالمسئولية شيء آخر.. وكنت أظن أنه سيكون داخل المشترك وداخل مؤتمر الحوار ولجنة التوفيقولجنة الضمانات صاحب حكمة ودهاء سياسي في مغادرة شرانق الخلاف والتوتر فإذا الحكايةغير وحسب تعبيرات الاشتراكي الجميل زميلنا فكري قاسم "كظااااااك". على مدار الأزمة كانالدكتور ياسين سعيد نعمان يلفت نظري وهو يهز رأسه أمام وجاهات بعمر أولاده وكأنه يتلقىالحكمة رغم أن ما كان يسبق الهزوز مجرد شطط نافذين .. وكان يمكن اعتبار ذلك شيء منتواضع العلماء لولا أن ذلك لم يعكس نفسه فائدة في الليالي الظلماء حيث يفتقد البدرعندما بدأ مؤتمر الحوار مرحلة رفع "القلافد" وإعلان المخرجات الناتجة عنالمدخلات. اكتشف أمين عام الاشتراكيأن مواقفه خلال الأزمات والهبات أهدرت أرصدته عند الوحدويين وحتى عند الحراكيين فبحثعن أضعف "عصا" وحاول أن يمسك بها من المنتصف وبطريقة لم تقنع كل من يقرءونالسطور وما بينها في الشمال وفي الجنوب. تحت قيادة ياسين سعيدنعمان فشل الحزب الاشتراكي في أن يكون الحامل السياسي للحراك الجنوبي وبالنتيجة أضاععلى الاشتراكي قواعده هنا وهناك .. بدلاً من أن يتراجع الدكتورياسين إلى أصل المواقف الاشتراكية لحزبه الذي طالما تغنى بأنه أممي الفكر وحدوي التوجهوقف ياسين في منتصف السلم واختلط عليه الأمر فلم يعرف هل يكون حراكياً انفصالياً أموحدوياً, فلا هو كان هذا ولا كان ذاك. اعتبروني معرقلاً للمبادرة.. هكذا قال أمين عام الاشتراكي للرئيس هادي وهو يكشف عن نيته في إعلان شكل للدولةينقل اليمن إلى اتحاد فيدرالي يغادر المركزية ويتجنب المسحة الانفصالية لإتحاد من شطرينوفقاً لرؤية ياسين.. والآن.. الآن فقط اكتشفأمين عام الاشتراكي أن المؤتمر والإصلاح شركاء في حرب صيف 94 دونما اعتراف بدوره فيإعلان الانفصال, طالباً منهم القبول برؤية تشطير الوحدة ليستيقظ على سكين التقاء الإصلاحوالحوثي عند وثيقة جمال بنعمر سيئة السمعة!!