قبل نحو سنتين كنت فيزيارة للعاصمة الإيرانيةطهران ضمن الوفد الإعلامي اليمني المشارك في معرض الصحافةالدولي، كانت الزيارة الأولى وقد تكون الأخيرة!! جناح اليمن في المعرضكان يحتل مساحة ممتازة في الواجهة أمام بوابة الدخول مباشرة، بجانب جناح سوريا،لذا فقد حظي الجناح بزيارات مكثفة من قبل الإيرانيين. المترجم الذي كُلِّفبمهمة الترجمة لنا كان من الواضح جداً أنه يتبع جهازاً أمنياً وكذا بقيةالمترجمين. كان الرجل ينقل لناأسئلة الإيرانيين والتي كانت في معظمها على شاكلة: لماذا وقفتم مع النظام العراقيأثناء الحرب العراقية الإيرانية، وما هو رأيكم في الضغوطات التي تُمارس ضد إيرانلثنيها عن الاستمرار في برنامجها النووي؟ غير أن السؤال الذييتكرر وبصور ملحة كان حول ظروف قتل السيد حسين الحوثي. إجاباتنا أنا وزميلايأحمد سعيد، من الوحدوي، ومنصور الجرادي، من وكالة سبأ، لم تكن تتعدى التوضيحللسائل بأننا لسنا معنيين بالإجابة ولسنا من يجب أن توجه إليهم مثل تلك الأسئلة. ذلك لم يحبط الخُبرة،بل ازدادوا إلحاحاً، وفي إحدى المرات جاءتنى فتاة إيرانية تضج جمالاً وفتنة، قالت:أنا إعلامية ولديَّ سؤال وحيد، من الذي قتل حسين الحوثي، ولماذا؟ حشدت خبرتي الأمنية التياكتسبتها أثناء العمل التنظيمي السري، فهربت من السؤال، وبدأت بدوري أسأل، هل أنتمتزوجة؟ أجابت بالنفي، قلت لماذا وأنت تمتلكين كل هذا الجمال؟ وأسبلت لها عيونيوأطلقت تنهيدة من الأعماق. خافت الفتاة وقامتغاضبة، ولعلها قالت في سرها، هذا الرجل لا يمكنك أن تحصلي منه لا على حق ولا علىباطل، يا الله السلامة. الاهتمام الإيرانيباليمن وشؤونها كان واضحاً ولافتاً، فالعلاقة بين البلدين قديمة، تاريخياً، إضافةإلى البعد المذهبي الذي يدفع إيران لمزيد من الاهتمام بالشأن اليمني. خواطر سريعة، تقافزت إلىذهني عن تلك الزيارة في أعقاب الإعلان عن اكتشاف خلية تجسس إيرانية في اليمن، تضمأكاديميين وبرلمانيين نأمل الكشف عن أسمائهم على سبيل التأكد ليس إلا.