دخل اتفاق وقف إطلاق النار في عمران يومه الثالث، إلا أن استعدادات مكثفة من قبل الطرفين، الحوثيين من جهة ولواء القشيبي وحزب الإصلاح (الإخوان المسلمين) من جهة أخرى ، تنذر بجولة جديدة من الحرب، لكنها هذه المرة (حرب شوارع) بعد أن تمكن الحوثيون من السيطرة على كافة مداخل ومخارج المدينة، فيما يتمركز مقاتلو الإخوان في آخر معاقلهم «حي الجنات» في الجهة الشمالية من المدينة لحماية المقر الرئيسي لحزب الإصلاح ومنع الحوثيين من نسفه. وأفاد «اليمن اليوم» مصدر عسكري في اللواء 310 مدرع أن قائد اللواء، حميد القشيبي، استقبل، صباح أمس، قرابة 300 من شباب الإصلاح من محافظتي ذمار وإب. وأضاف المصدر بأن القشيبي اجتمع بهم اجتماعاً مغلقاً لأكثر من ساعة، مشيراً إلى أن هؤلاء الشباب سيخضعون للتدريبات داخل معسكر اللواء. من جهتهم يواصل الحوثيون تعزيز مواقعهم المنتشرة في أطراف المدينة من مختلف الاتجاهات. وقالت مصادر محلية وأمنية متطابقة ل«اليمن اليوم» إن العشرات من مسلحي الحوثيين الذين وصلوا إلى منطقة بير عايض، المدخل الشمالي لمدينة عمران، عشية توقيع اتفاق وقف الحرب، الأربعاء، توزعوا أمس، على عدة مواقع. ويعدُّ ذلك خرقاً واضحاً للاتفاق الذي ينص البند الأول منه على (وقف الحشود والتعزيزات والاستحداثات من كل الأطراف). يأتي ذلك، في حين ينتشر المراقبون العسكريون المشرفون على وقف إطلاق النار في عدة مواقع، أهمها تلك الواقعة على المدخل الجنوبي للمدينة، وتحديداً في نقطة سحب والصلاطة، والسجن المركزي، التي انسحب منها الحوثيون إلى التباب المطلة عليها. أحد المراقبين العسكريين وهو يتحدث لمراسل «اليمن اليوم» أمس في نقطة سحب، أبدى تشاؤمه من الوضع وقال- رافضاً ذكر اسمه كونه غير مخول بالتصريحات الصحفية- «إن الخروقات واضحة من الطرفين، ونحن نرصدها»، ناصحاً الجميع أن يدركوا عواقب أية جولة جديدة من الحرب، «كونها هذه المرة ستكون حرب شوارع داخل المدينة».