قال سمير الوسيمي، المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، إن السلطات القطرية طالبت بعض قيادات الجماعة ومؤيديها بمغادرة أراضيها، خلال أسبوع. وتسبَّبت استضافة قطر لعدد من رموز الإخوان على أراضيها منذ نحو عام في توتر واضح بينها وبين دول الجوار، ومنها المملكة العربية السعودية، وهو ما وصل إلى سحب سفراء السعودية والإمارات العربية المتحدة من الدوحة، في خطوة غير مسبوقة. وتعتبر المملكة العربية السعودية والإمارات ومصر جماعة الإخوان تنظيماً "إرهابياً" ويشكل خطراً على استقرار الأنظمة الحاكمة. ويُلاحظ أن قائمة الأشخاص الذين طلب إليهم المغادرة لا تشمل الداعية المصري الأصل (القطري الجنسية) يوسف القرضاوي، الذي كانت خطبه يوم الجمعة التي أساء فيها مباشرة للعلاقات مع الجوار الخليجي ومصر سبباً في سحب سفراء الدول الثلاث من الدوحة. وأوضح الوسيمي في تصريحات من العاصمة القطريةالدوحة ل (لبي بي سي)، أن القائمة شملت كلاً من عمرو دراج وزير التخطيط المصري السابق، والقيادي بحزب الحرية والعدالة، ومحمود حسين، أمين عام جماعة الإخوان المسلمين، وجمال عبدالستار القيادي بالجماعة، وحمزة زوبع المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة، وعصام تليمة القيادي بتحالف "دعم الشرعية"، بالإضافة إلى الداعية وجدي غنيم. وأشار إلى أنه من المرجح أن تشمل القائمة أسماءً أخرى لن تقتصر على قيادات جماعة الإخوان المسلمين فقط، وإنما ستتضمن أيضاً قيادات بالتحالف الوطني لدعم الشرعية المؤيد للجماعة. وحول أسباب ذلك الطلب أكد الوسيمي في تصريحاته ل بي بي سي، أن السلطات القطرية لم توضح أسباباً لذلك، لافتاً إلى أنه ربما يكون استجابة لضغوط إقليمية تعرضت لها الدوحة بعد أن دعمت الجماعة خلال العام الماضي. من جانبه أكد الشيخ وجدي غنيمأ الداعية الإسلامي المقيم في قطرأ الخطوة نفسها وقال "لقد قررت مغادرة قطر العزيزة دون ضغوط أو مضايقات أو صعوبات". وقالت الصحف المصرية، الصادرة صباح أمس السبت، إن قطر أمهلت هؤلاء الأشخاص أسبوعاً واحداً لمغادرة أراضيها. مصر ترحب من جانبه رحَّب مسؤول حكومي مصري بقرار قطر إبعاد عدد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين في مصر والمقربين من الجماعة. وقال عادل فهمي، مساعد وزير العدل المصري للتعاون الدولي، لوكالة "الأناضول" إن "مصر تثمِّن دور قطر في إبعاد قيادات الإخوان المطلوبين للعدالة في القاهرة". وأضاف: "قرار قطر بطرد عدد من قيادات الإخوان هو قرار جريء يدخل في إطار تحسين العلاقات مع مصر ومع دول الخليج في محيطها"، مشيراً إلى أن "هذا القرار جاء ليثمِّن مجهود سياسي دولي وعربي قامت به مصر والأشقاء العرب من أجل ملاحقة قيادات جماعة الإخوان الإرهابية". بكري: قرار الترحيل "إلزام من واشنطن" من جهته قال الكاتب الصحفي مصطفى بكري، إن طلب قطر من 7 قيادات إخوانية الرحيل من أراضيها، هو أحد قرارات مؤتمر جدة الأخير الذي شارك فيه عدد من وزراء الخارجية، على رأسهم جون كيري وزير الخارجية الأمريكي، موضحاً أن من القرارات التي اتخذت في هذا المؤتمر هو تجفيف منابع الإرهاب. وأوضح خلال مداخلة هاتفية في برنامج "الحياة الآن" المذاع على فضائية "الحياة"، كان هناك مطالب خاصة لقطر بضرورة إبعاد كل من يدعو إلى التحريض والإرهاب من أراضيها. واعتقد بكري أن هذا القرار يأتي ضمن سلسلة توصيات شدَّد عليها وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في أوقات سابقة، معتبراً أنه من الطبيعي أن تلزم واشنطنقطر تنفيذ هذه القرارات والتوصيات. وأضاف أن قطر أصبحت بؤرة للإرهاب والإخوان؛ لأن لديها آليات التحريض والأموال التي تكفي لتنفذ ما تهدف إليه من مخططات، على رأسها ما تبثه فضائية "الجزيرة مباشر مصر".