عادت المفاوضات أمس إلى صعدة برعاية أممية ومشاركة رئاسية، فيما تواصلت المواجهات على مداخل العاصمة، وتحديداً في المدخلين الشمالي والجنوبي وسط تقدم ميداني للحوثيين وسقوط معاقل جديدة لجماعة الإخوان (الإصلاح). وأعلنت جماعة الحوثي في وسائلها الإعلامية وصول المبعوث الأممي جمال بنعمر ورئيس جهاز الأمن السياسي جلال الرويشان ومدير مكتب رئيس الجمهورية أحمد بن مبارك، وبرفقة مسئول العلاقات السياسية لأنصار الله (حسين العزي) إلى صعدة للقاء زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي. وأوضحت أن الغرض من ذلك استئناف المفاوضات التي تعثرت في صنعاء بعد أن كانت لجنة عبدالكريم الإرياني وعبدالقادر هلال قد قطعت فيها شوطاً كبيراً. وقالت مصادر "اليمن اليوم" إن اللجنة التقت فور وصولها صعدة رئيس المجلس السياسي لأنصار الله (الحوثيين) صالح هبرة وعدداً من القيادات، وذلك في القصر الجمهوري، ومن المقرر أن تلتقي اليوم زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي. وتوقعت المصادر التوصل إلى اتفاق لإنهاء الأزمة وبما يضمن تنفيذ المطالب المعلنة (تخفيض الجرعة، إسقاط الحكومة، وبدء تنفيذ مخرجات الحوار) وكذلك المطالب غير المعلنة والمتمثلة في إشراك الحوثيين في صنع القرار كمركز قوة وبذات الحجم الذي كان يمثله حزب الإصلاح بتحالفاته القبلية والدينية والعسكرية، وتحديداً أولاد الأحمر وعلي محسن قبل سقوطهما. إلى ذلك قال ل"اليمن اليوم" سياسي مطلع إن قيادات حزب الإصلاح وحليفهم العسكري اللواء علي محسن الأحمر أبلغوا بنعمر أن أي اتفاقات بعيداً عن المبادرة الخليجية تعد انقلاباً على المبادرة، محذرين من فتح المجال لتنظيمات مسلحة أخرى في إشارة إلى تنظيم القاعدة. إلى ذلك أسفر تجدد المواجهات أمس في المدخل الشمالي الغربي للعاصمة صنعاء وتحديداً في منطقة شملان التابعة لمديرية همدان عن سيطرة الحوثيين على معاقل تابعة لجماعة الإخوان (الإصلاح). وقالت مصادر محلية وأمنية ل"اليمن اليوم" إن المواجهات تجددت فجراً في قرية المحجر واستمرت حتى بعد الظهر بين مسلحين من حزب الإصلاح يقودهم (علي عبدالفار) ومسلحي جماعة الحوثي. وأكدت المصادر أن الحوثيين نسفوا منزل القيادي في الإصلاح (صادق المخلافي) وهو من أبناء وادي ظهر، كما سيطروا على مقر دار القرآن (المعهد العلمي سابقاً) التابع لحزب الإصلاح، وأسفرت المواجهات أيضاً عن إصابة العشرات من الطرفين إصابة معظمهم خطيرة. ورغم تمكن وساطة قبلية من وقف القتال فلا يزال التوتر سيد الموقف وينذر بانفجار أكبر. وقالت مصادر قبلية ل"اليمن اليوم" إن قرابة 50 سيارة محملة بالمسلحين التابعين للإخوان بقيادة عضو الكتلة البرلمانية لحزب الإصلاح الشيخ منصور الحنق، وصلت منطقة شملان قادمة من أرحب. وأشارت المصادر إلى أن مسلحي الإخوان انتشروا في منازل وتمركزوا في مواقع تابعة للفرقة الأولى مدرع المنحلة ابتداء من نقطة الفرقة أمام مصنع مياه شملان وصولا إلى مذبح. كما نشرت 3 دبابات في تبة صادق الأحمر . في المقابل وصل عشرات المقاتلين من جماعة أنصار الله (الحوثيين) إلى ذات المنطقة على متن قرابة 20 سيارة. وأشارت المصادر إلى أن مسلحي الحوثي القادمين من عمران وهمدان انتشروا على نقاط ومواقع ينصبها أنصار الجماعة منذ أسبوع ابتداء من جولة ضلاع همدان وصولا إلى وادي ظهر. وشهدت منطقة شملان أمس الأول مواجهات واشتباكات بين حملة عسكرية ومسلحين موالين للحوثيين منعوها من المرور إلى قرية القابل في وادي ظهر، حيث دارت مواجهات بين مسلحي الإخوان والحوثيين هناك خلفت أكثر من 25 قتيلا وجريحا. وكشفت إحصائية أمنية عن مقتل وإصابة أكثر من 20 جنديا في المواجهات التي استمرت حتى وقت مبكر من فجر الأربعاء. ونقل نحو 14 جندياً من أفراد الحملة إلى مستشفى العلوم والتكنولوجيا لتلقي العلاج. من جانبها كشفت مصادر قبلية ل"اليمن اليوم" عن أسماء 25 قتيلا وجريحا سقطوا، ظهر الثلاثاء، في مواجهات الحوثيين والإصلاحيين في قرية القابل وادي ظهر. ووفقا للمصادر فقد قتل في تلك المواجهات التي تفجرت إثر نصب نجل مدير مكتب علي محسن، صالح عامر، قطاعاً في قرية القابل ومنع مرور مسلحين حوثيين من المنطقة، 12 شخصا (عبدالله صالح عامر- ملازم في الداخلية، عبدالله أحمد غراب- جندي في الفرقة، محمد زاهر – عاقل حارة بيت الدور، مصطفى الشبامي- جندي، علي صالح بكير، عبدالله علي الرجامي، وحيد الوعاني، مدين جراد، إبراهيم البوعاني، عبدالله يحيى الرجامي، محمد قنة، محمد صالح عامر). وجميع القتلى من مسلحي حزب الإصلاح (الإخوان). كما أصيب في تلك المواجهات (عبدالله قيس، سمير الحداد، أحمد الشامي، فؤاد المسوري، أحمد المسوري، عبدالله العدلة، يحيى لطف زاهر، أنور الزوقري، يحيى معوضة، يحيى محمد المسوري، عبدالله قيني، زايد عبدالله طامش، وهيب الباعون). وقالت المصادر إن الحوثيين استحدثوا نقطتين في القرية إحداهما في مفرق علمان والأخرى جوار جامع سيف الإسلام.