أعلنت بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا، في بيان، أنها حددت التاسع والعشرين من أيلول/سبتمبر موعداً لانطلاق الحوار بين الأطراف الليبية لإنهاء الفوضى في هذا البلد الذي يشهد انقساماً حاداً. وقالت البعثة في البيان إن "الأممالمتحدة ستقدم عمَّا قريب مقترحاً للقاء الوفود التي تمثل الأطراف المختلفة في الصراع الليبي يوم الاثنين 29 أيلول/سبتمبر في جولة أولية للحوار". ولم يحدد البيان مكاناً لهذا اللقاء، لكن مصدراً في البعثة قال إنه سيُجرى في ليبيا، بدون أن يذكر أي تفاصيل. وفي هذا البلد الذي يشهد حالة من الفوضى، يتنازع الشرعية السياسية حكومتان وبرلمانان متنافسان. وقال بيان بعثة الأممالمتحدة إن "الحوار سيعقد على أساس مجموعة من المبادئ، متمثلة في الاعتراف بشرعية المؤسسات المنتخبة"، أي مجلس النواب المنتخب في 25 حزيران/يونيو و"احترام الإعلان الدستوري" الذي يحكم البلاد منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011. وسيُجرى أيضاً "على مبدأ أن يكون شاملاً وعلى احترام حقوق الإنسان والقانون الدولي والنبذ الصريح للإرهاب". وقالت بعثة الأممالمتحدة في بيانها إن "المناقشات ستتركز في البداية على التوصل إلى اتفاق حول النظام الداخلي لمجلس النواب، إلى جانب الاتفاق على القضايا الملحة المتعلقة بالحوكمة في البلاد". من جهتها قالت مصادر صحفية إن مجلس النواب الليبي رفض، مساء الأحد، التصويت لصالح القائمة الجديدة للحكومة الانتقالية التي قدمها عبدالله الثني، رئيس الوزراء المكلف، للمرة الثانية على التوالي، فيما أعلنت بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا عن إجراء حوار بين الأطراف المختلفة في الصراع الليبي يبدأ في 29 سبتمبر/أيلول. وقال أعضاء في المجلس إن الثني لم يلتزم بالملاحظات السابقة التي أبداها أعضاء المجلس، عندما رفضوا الأسبوع الماضي تمرير حكومة قدمها وتتكوَّن من 18 حقيبة وزارية، وطالبوه بإعادة تشكيلها. لكن الثني قدم في المقابل قائمة تضم 12 حقيبة وزارية، لم تشمل أسماء من سيشغل منصبي وزيري الداخلية والخارجية، بينما كان أعضاء المجلس يشددون على حكومة أزمة مصغرة مكونة من عشرة وزراء فقط بشكل مجمل. وتصاعدت حدة الأزمة في ليبيا بعدما رفض المؤتمر الوطني العام (البرلمان) السابق والمنتهية فترة ولايته، الاعتراف بشرعية البرلمان الجديد وطالبه بالعودة من مقره المؤقت بمدينة طبرق إلى العاصمة الليبية طرابلس، لممارسة مهام عمله وعقد جلسة مراسم لتسليم وتسلم السلطة. كما سيطرت جماعات متطرفة تضم ميلشيات من مصراتة وحلفائها من التيارات الإسلامية على العاصمة طرابلس، بعد معارك طاحنة ضد ميلشيات الزنتان وجيش القبائل المتحالف معها تزايدت بعدها الدعوات إلى تدخل أممي لإيجاد حلول توافقية بين الطرفين.