عاد الحراك الجنوبي لتنظيم فعالياته الجماهيرية التي يطلق عليها (المليونية) وذلك بعد انقطاع دام طيلة شهور العام الجاري وتحديداً منذ الانتهاء من مؤتمر الحوار الوطني واستقطاب الرئيس عبدربه منصور هادي عدداً من رموز الحراك أبرزهم العميد ناصر النوبة. وتتزامن عودة الحراك إلى حشوده مع استمرار أزمة رئيس الحكومة وما شهدته صنعاء مؤخراً من أحداث فضلاً عن تبني الحراك المشارك في الحوار والمقرب من السلطة لهذه الفعالية المرتقب تنظيمها في عدن احتفالاً بذكرى ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة. فبعد أن كان هذا الفصيل يتهم قيادات الفصائل الأخرى غير المشاركة في الحوار بأنها أداة لتنفيذ أجندة خارجية مشبوهة، وأنها تستغل المناسبات لحشد الجماهير والمتاجرة بقضيتهم دعا أحد أبرز من مثلوا الحراك في الحوار والمقرب من السلطة في صنعاء اللواء خالد باراس، أنصار الحراك الجنوبي للزحف إلى عدن. وقال باراس في تصريحات صحفية نشرتها أمس مواقع إلكترونية تابعة للحراك الجنوبي وأخرى تابعة لحزب الإصلاح (الإخوان): إنني أتابع الآن الاستعدادات الجارية للاحتفال بالذكرى ال51 لثورة 14 أكتوبر في العاصمة الحبيبة، (مدينة عدن). داعياً (أبناء الجنوب إلى الاحتشاد فيها من كل أرض الجنوب لإيصال رسالة للعالم أن شعب الجنوب شعب جبار لا يمكن لأي قوة على الأرض أن تطمس تاريخه أو تحاول إخفاءه من على وجه الأرض، فهو شعب حي ينبض بالحيوية والإبداع، وسيظل كذلك حتى يرث الأرض ومن عليها، رغم كل المؤامرات التي تحاك ضده). وفي سياق تفعيل ورقة الحراك الجنوبي ربط مستشار رئيس الجمهورية ورئيس ما يسمى الهيئة السياسية بالحراك الجنوبي ياسين مكاوي، هذا التصعيد برفض بعض القوى السياسية في صنعاء لقرار رئيس الجمهورية الذي قضى بتعيين مدير مكتبه أحمد بن مبارك رئيساً للحكومة. وقال مكاوي: إن العملية السياسية في اليمن انتهت ووصلت إلى طريق مسدود في ظل الاستقواء بالسلاح لفرض أطروحاتهم. ونقلت صحيفة عكاظ السعودية عن مكاوي القول: "لا أعتقد أن أحدا سيطرح مرشحا بعد الآن، وقد كان الدكتور أحمد بن مبارك مرشحنا ونفخر بأننا رشحنا أحد الكوادر والشباب ذو الكفاءة والقادر على العطاء المتميز ولكن للأسف الشديد جرى ما جرى بالاستقواء بالسلاح". واعتبر مكاوي رفض بن مبارك رئيساً للحكومة "تنصلاً عن تنفيذ مخرجات الحوار واتفاق السلم والشراكة الوطنية بما ينذر بعواقب وخيمة على العملية السياسية والبلاد برمتها، لذلك يجب أن نعي أن التصعيد يجر البلاد إلى المجهول"، على حد تعبيره. وأفادت "اليمن اليوم" مصادر في الحراك الجنوبي بوجود مساعٍ من قبل بعض القيادات التي مثلت الحراك في الحوار والمقربة من الرئيس هادي، لتشكيل "جبهة موحدة" تخول "التمثيل والتحدث مع الخارج والفعاليات الدولية"، مشيراً إلى عدم تجاوب قيادات الحراك المعروفة ب(قوى التحرر والاستقلال). من جهته رحب رئيس اللجنة التحضيرية للفعالية المرتقبة أمين عام المجلس الأعلى للثورة الجنوبية العميد حسن اليزيدي، رحب بالقيادات القادمة من صنعاء للمشاركة في الفعالية. وقال اليزيدي في اتصال أجرته معه "اليمن اليوم": "لن ننكر على هؤلاء جنوبيتهم ونحن في الحراك الجنوبي نرحب بكل أبناء الجنوب ويهمنا مشاركتهم في التحضير لهذه الفعالية، غير أننا لا ولن نقبل على من شاركوا في حوار صنعاء أن يتحدثوا اليوم باسم الحراك الجنوبي". وعن تحمس فصيل الحراك المقرب من السلطة هذه المرة لإقامة الفعالية، قال اليزيدي وهو من جناح البيض: "لاشك أن لديهم أهدافهم ودوافعهم وهي معروفة ولا حاجة للإفصاح عنها". وكانت مواقع إلكترونية تابعة وأخرى مقربة من حزب الإصلاح نشرت خلال اليومين الماضيين تقارير محفزة أبناء الجنوب على المضي نحو الانفصال وأن الأوضاع مهيأة لذلك أكثر من أي وقت مضى. وأورد موقع (حضارم نت) تحت عنوان (هل يستغل الحراك الجنوبي أحداث صنعاء ويعلن الانفصال). حيث قال "ترددت في الشارع اليمني مؤخراً أخبار تؤكد نية الحراك الجنوبي الاستفادة من تأزم الأوضاع في العاصمة صنعاء وإعلان الانفصال، أو إسقاط المناطق الجنوبية والمقار الرسمية للدولة عسكرياً، وتأسيس مخيمات اعتصام دائمة بغية إسقاط سلطة الدولة في الجنوب. وأضاف: ورغم تكذيب بعض فصائل الحراك للأخبار التي تتحدث عن نية إعلان الانفصال، فإنها أكدت سعيها للاستفادة من تداعيات الأحداث بصنعاء بما يخدم مصلحة الشعب في الجنوب، واعتبر مراقبون أن التصعيد من الحراك في الوقت الحالي يعد أمرا خطيرا لكونه يتزامن مع مرحلة حرجة تمر بها البلاد". نجل السلطان العفريري يدعو مجدداً لإقليم (سقطرى والمهرة) وفي سياق تفعيل ورقة الحراك الجنوبي، جدد نجل آخر سلاطين السلطنة العفريرية، أمس، مطالبه بإعلان محافظتي سقطرى والمهرة إقليما مستقلا عن حضرموت. وطالب السلطان، عبد الله بن عيسى بن عفرير، أبناء المحافظتين إلى التمسك بخيار فك الارتباط عن الإقليم الشرقي الذي يضم أيضا محافظة شبوة. وقالت مصادر محلية في المهرة ل(اليمن اليوم) إن بن عفرير، المغترب في الإمارات، عاد أمس وافتتح قصر السلطان بن عفرير في مديرية قشن، وسط حضور جماهيري غير مسبوق. كما أشارت إلى التقاء بن عفرير بقيادات في السلطة المحلية وشخصيات اجتماعية وسياسية بمدينة الغيظة، مشيرة إلى أنه أبدى استعداده دعم استقلالية المحافظتين على حدود 1967 . وكان بن عفرير عاد إلى المهرة مطلع العام الجاري عقب الانتهاء من مؤتمر الحوار الوطني وإعلان الأقاليم، وبعد تنفيذه عدة فعاليات جماهيرية في المهرة وسقطرى التقى بممثلين عن الرئاسة ليعود بعدها إلى الإمارات وأمس عاد ليبدأ فعالياته.