كثف تنظيم القاعدة، خلال اليومين الماضيين، حشد مقاتليه إلى محافظتي البيضاءومأرب، في محاولة الاستعاضة عن خسائر مُنيت بها الجماعة المسلحة التي خاضت مواجهات مع مقاتلي أنصار الله في محافظتي عمران والجوف انتهت بسيطرة أنصار الله (الحوثيين) على العاصمة صنعاء بعد إسقاط معسكر الفرقة الأولى مدرع، الذي شكَّل على مدى سنوات الحصن العسكري لجماعة الإخوان المسلمين. وقال ل"اليمن اليوم" مصدر رفيع في اللجنة الأمنية العليا بمحافظة البيضاء إن قرابة 500 عنصر من القاعدة معززين بأسلحة ثقيلة ومتوسطة انتشروا، اليومين الماضيين، في محيط مدينة رداع التي تعد مركزاً لسبع مديريات، مشيراً إلى أن المعلومات الاستخباراتية تفيد باستعداد العناصر لمهاجمة معسكر الأمن الخاصة مرة أخرى، وكانت قد هاجمته ثالث أيام العيد، ما أسفر عن مقتل وإصابة أكثر من 20 جندياً، إضافة إلى نهب مخازن الأسلحة وتدمير بعضها وإحراق أخرى. وفي السياق قالت مصادر قبلية في محافظة شبوة ل"اليمن اليوم" إن القيادي في تنظيم القاعدة، سعد عاطف، أمير ما تسمى (ولاية شبوة) غادر وادي (يشبم) مديرية الصعيد مسقط رأسه برفقة 11 سيارة في اتجاه محافظة البيضاء عبر مديرية مرخة السفلى الواقعة بين المحافظتين. وكان سعد عاطف قد شارك حزب الإصلاح (الإخوان) في حربه ضد جماعة الحوثيين في محافظتي مأربوالجوف، إلاّ أنه عاد إلى شبوة بعد خسارة (الإخوان) لأهم معاقلهم في المحافظتين والعاصمة صنعاء. وأضاف المصدر أن عدداً من مقاتلي الصف الأول والثاني في التنظيم رافقوا (عاطف) باتجاه البيضاء وتمركزوا في مديرية الزاهر، أحد أهم معاقل تنظيم القاعدة في البيضاء، استعداداً للانضمام مع بقية عناصر القاعدة الذين توافدوا إلى المحافظة قادمين من عدة محافظات، أبرزها أبين، تحت مبرر تطهير محافظة البيضاء من الحوثيين أو ما أسموهم (الروافض). وتعد مناطق مديريات قيفة الثلاث، وعلى رأسها مديرية ولد ربيع مسقط رأس آل الذهب، المعاقل الرئيسية للقاعدة في البيضاء. تعزيزات متأخرة وطالب مدير أمن البيضاء، وفقاً للمصدر الأمني، بإسناد مهمة التصدي لعناصر القاعدة إلى وحدات الجيش المرابطة في المحافظة، احتجاجاً على ضآلة التعزيزات التي وصلت بعد يومين من هجوم إرهابي على معسكر قوات الأمن الخاصة، حيث وصلت مروحيتان عسكريتان تقلان تعزيزات عسكرية لا تتجاوز ال5000 طلقة رصاص آلي ونحو 2000 طلقة رصاص معدل، الأمر الذي أثار استياء واسعاً في صفوف الجنود، ودفعت بمدير أمن البيضاء إلى إبلاغ وزير الداخلية بأن المحافظة على عتبة السقوط وأن القوات الأمنية غير كافية وغير جاهزة في ظل إمكانياتها الحالية. وأشارت المصادر إلى أن وزير الداخلية تجاوب وأبلغ وزير الدفاع على الفور بضرورة توجيه الوحدات العسكرية في البيضاء بالتصدي للعناصر الإرهابية وأن الداخلية غير مسئولة عن سقوط المدينة بأيدي القاعدة، كما ورد في نص مذكرة وزير الداخلية. مكافحة الإرهاب تصل رداع المخاوف المتزايدة من سقوط البيضاء في أيدي عناصر القاعدة دفعت بالسلطات الرسمية إلى إسناد مهمة إنقاذ المدينة إلى وحدة مكافحة الإرهاب. وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن سَريَّة من قوات مكافحة الإرهاب وصلت بصورة سرِّية، اليومين الماضيين، إلى معسكر الأمن الخاصة في رداع، وسط مخاوف من استهداف القاعدة لذلك المعسكر، مشيرة إلى أن وحدة مكافحة الإرهاب سوف تبدأ مهامها في حال تقدمت عناصر القاعدة إلى وسط المدينة. الاختطاف كوسيلة لترويض القبائل مطلع الأسبوع الجاري، أطلقت عناصر القاعدة شيخاً قبلياً من عنس يحمل رتبة عسكرية كبيرة، بعد مفاوضات مع شيوخ القبائل قضت، وفقاً لمسئول محلي، بمنع التواجد الحوثي. دفعت عناصر القاعدة بشيوخ قبائل إلى التوسط بينها وبين قبائل عنس، ذمار، وقدمت تسهيلات لجهود الوساطة التي انبثق عنها اتفاق بين قبائل من محافظاتذمارومأربوالبيضاء، يقضي بمنع أي تواجد لمسلحين من خارج تلك المناطق. كان شيوخ قبائل المحافظات سالفة الذكر، وفقاً لمصادر قبلية، يسعون للحيلولة دون تفجر حرب قبلية بين قبيلتي عنس، التي ينتمي إليها الشيخ سعيد مبخوت الزيادي، وقبيلة قيفة، التي ينتمي إليها الخاطفون ووقعت حادثة الخطف على أراضيها. تطورت الأوضاع بين القبيلتين عقب قيام مسلحين من القبيلتين بنصب قطاعات ومصادرة ممتلكات واحتجاز أي أشخاص من القبيلة الخصم، بينما كانت تسعى عناصر القاعدة، وفقاً لمصادر أمنية، إلى ضمان تأمين حدود معاقلها ومنع تسلل مقاتلي جماعة الحوثي إليها. وقالت المصادر ل"اليمن اليوم" إن الاختطاف كان هدفه ترويض القبائل وتهديدها في الوقت ذاته. فالحوثي يشكل أكبر هواجس عناصر القاعدة وعدوها اللدود منذ سقوط معاقل الإخوان في محافظات شمال الشمال والعاصمة صنعاء. ولا تزال البيضاء تسجل معدلات شبه يومية للقتل لأسباب مذهبية بين القاعدة وأنصار الله (الحوثيين). كما يتبادل الطرفان نسف المقرات والمنازل. ومؤخراً حذر زعيم جماعة أنصار الله، عبدالملك الحوثي، ممَّا وصفها بالمؤامرة التي تسعى إلى تسليم معسكرات الأمن والجيش للقاعدة في البيضاءومأرب. وفي محافظة مأرب أفادت "اليمن اليوم" مصادر أمنية وقبلية متطابقة أن المئات من مقاتلي حزب الإصلاح (الإخوان) وبمشاركة مقاتلين معروفين بانتمائهم لتنظيم القاعدة يعسكرون منذ أيام في منطقة السحيل، الواقعة بعد مديرية مدغل الجدعان باتجاه مدينة مأرب. ووفقاً للمصادر فإن المسلحين يتوافدون بشكل شبه يومي إلى هذه المنطقة بعد خسارتهم لمعاقلهم في مديريتي مجزر ومدغل الجدعان.. وكذلك معاقلهم الواقعة في نطاق مديرية نهم التابعة إدارياً لمحافظة صنعاء، بما فيها موقع الإخوان المعروف في فرضة نهم. يذكر أن مسلحي جماعة الحوثي يفرضون سيطرتهم من خلال النقاط الأمنية التي ينشرونها على الطرقات من العاصمة صنعاء مروراً ببني حشيش ونهم ومفرق الجوف حتى منطقة الجفرة على مدخل الجدعان.