اندلعت في مدينة إب جولة جديدة من المواجهات بين مسلحي حزب الإصلاح (الإخوان) ومسلحي جماعة أنصار الله (الحوثيين) أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين وسيطرة الحوثيين على مقرين لحزب الإصلاح واعتقال عدد من مسلحيه. وقالت مصادر محلية وأمنية ل"اليمن اليوم" إن مسلحين على متن باص رفضوا التوقف الساعة التاسعة من مساء الجمعة عند نقطة للجان الشعبية قرب مقر أنصار الله (الحوثيين) وسط مدينة إب، وأطلقوا النار على أفراد النقطة ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة آخر، فيما تمكن المسلحون من الفرار إلى أحد مقرات حزب الإصلاح. وأضافت المصادر أن مواجهات عنيفة متفرقة استمرت حتى الفجر في عدد من أحياء المدينة وتحديداً المحاذية لمقر حزب الإصلاح بالقرب من سوق الوحدة للقات بالجهة الخلفية من شارع تعز، قتل خلالها مواطن يدعى محمد عبده الناهي وإصابة 2 آخرين كانا مارين بالقرب من مكان المواجهات التي أسفرت أيضا عن مقتل 2 من اللجان الشعبية (الحوثيين) و5 من مسلحي حزب الإصلاح وإصابة 3 من اللجان الشعبية إلى جانب أسر 43 إصلاحيا كانوا يتولون حراسة المقر الرئيس لحزب الإصلاح في المحافظة بينهم 2 من قيادات الحزب هما أمين الشفق، ونبيل الصلاحي رئيس المجلس المحلي بمديرية بعدان. وبحسب المصادر فإن المواجهات بين مسلحي الحوثيين ومسلحي الإصلاح امتدت حتى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، لتصل إلى المقر الثاني لحزب الإصلاح جوار مكتب التربية والتعليم وسط مدينة إب قبل أن يتمكن مسلحو جماعة الحوثي من فرض سيطرتهم على المقر، بينما هاجم مسلحون مجهولون المسئول الاجتماعي لجماعة أنصار الله الشيخ عبد الواحد المروعي، أمام منزله في شارع الأدوية جوار شركة التبغ والكبريت وأطلقوا عليه وابلا من الرصاص الحي ، غير أنه لم يصب بأذى في الحادث ، فيما قام 15 مسلحاً من اللجان الشعبية (الحوثيين) ظهر أمس بإغلاق مبنى فرع جامعة العلوم والتكنولوجيا في إب وحذروا الموظفين من إعادة فتحه. وتمكنت اللجان الشعبية التابعة لأنصار الله من السيطرة على مقرين تابعين لحزب الإصلاح في المدينة، وقالت اللجان الشعبية إنها عثرت فيهما على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر المختلفة والمتفجرات، وحال تدخل قيادات في جماعة أنصار الله دون استكمال فرقة التفجيرات التابعة للجان الشعبية نسف المقر الرئيس لحزب الإصلاح بالمحافظة بعد أن علمت تلك القيادات أن المبنى مُستَأجر من أحد المواطنين ، وقت كانت فرقة المتفجرات قد شرعت بعملية تفخيخ المبنى لنسفه. وكانت الجولة الأولى من المواجهات بين مسلحي اللجان الشعبية التابعة لجماعة أنصار الله ومسلحي حزب الإصلاح المسنودة بعناصر تنظيم القاعدة اندلعت منتصف أكتوبر الماضي وسط المدينة وراح ضحيتها نحو 18 قتيلا وجريحا من الطرفين قبل أن تدخل لجنة وساطة شكلها محافظ إب القاضي يحيى الإرياني من جميع الأطراف السياسية والسلطة المحلية والمتصارعين برئاسة رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام في المحافظة الشيخ عبد الواحد صلاح، وعقدت تلك اللجنة العديد من اللقاءات دون أن تتوصل إلى حل نهائي يمنع تكرار المواجهات بين الطرفين " الإصلاح " وأنصار الله "، كما رفض الطرفان مقترحا بتسليم كافة النقاط وحراسة المؤسسات الحيوية في إب لوحدات من قوات الحرس الجمهوري سابقا، وأصر حزب الإصلاح على ضرورة مشاركة مسلحيه في جميع النقاط الأمنية التي تقيمها اللجان الشعبية التابعة لجماعة أنصار الله ، وعوضا عن ذلك تم التوافق بين جميع الأطراف مبدئيا على التحقيق في الأحداث التي شهدتها إب بشكل عام، وعدم السماح بدخول المسلحين القادمين من خارج المحافظة من الإصلاح أو أنصار الله إلى المدينة، ومواصلة اجتماعات اللجنة للتوصل إلى حل نهائي يوقف الصراع بين الطرفين.