الصحافة في اليمن والفيس بوك تتحدث عن تجميد 70 مليار دولار أموال صالح، حسب عقوبات مجلس الأمن الدولي، الجمعة والسبت واليوم الأحد في الغرب.. أولاً يجب أن تكون الصحافة واقعية. فمثلاً لو قالت 7 مليارات دولار بعد أسبوع من القرار كان الناس ممكن تصدق. طبعاً المعاملات القانونية تحتاج لأسابيع وشهور في التجميد المالي. وإذا صدقنا ذلك بمزاجنا بخصوص ال70 مليار دولار فقط أموال صالح المجمدة في الخارج حسب عقوبات مجلس الأمن الدولي، فذلك يجعل صالح منافساً لبيل جيتس، لاسيما وهذه التي في الخارج فقط، وفي نفس الوقت، تجعل صالح أقل ذكاءً في العالم، لأنه لم يستغلها في تغيير الواقع لصالحه، خاصة والبلد تستجدي 3 مليارات دولار. الغريب أن نصدق مثل هذه الترهات، متناسين أن صالح أدهى من خصومه، وهو ما جعله يحكم 33 عاماً كل اليمن، وأن ثروة أكثر واحد عربي هي ثروة الوليد بن طلال تقريباً 20 مليار دولار، ثم العمودي 15 مليار دولار، أما من اليمن فحسب المعلومات لا يوجد شخص يمتلك أكثر من ملياري دولار في الخارج تحت اسمه، وإنما أُسر.. فمن هذا المحور الموضوع كلام للاستهلاك الشعبي وليس علمياً، وبالذات إذا حسبنا الدخل القومي لليمن في 33 سنة ونصيب صالح والآخرين من الصف الأول في النظام السابق والشيوخ من ذلك، فلا تبيعوا الوهم للناس، وهذه المعلومات موجودة في البنك المركزي. ولو أخذنا ذلك بمحمل الجد، مرة أخرى وبمزاجنا، أي 70 ملياراً، فالذي يعرف النظام المصرفي الغربي وعمله ويعرف التاريخ المالي لقيادات العالم الثالث، وبذات بعد إفلاس بنك الاعتماد ودخول المصادرات حيز التنفيذ بعد حرب الخليج، يعلم أن هذا الكلام غير واقعي وسخيف، وأصلاً لا يوجد شخص سوف يترك أمواله تحت اسمه وهو خارج السلطة. والذي يعرف قانون التشهير وعقوبات ذلك في الغرب يعلم أنه يُمنع التعاطي مع معلومات خاصة بين الإدارات، حتى على المستوى الأمني في الصحافة أو المنظمات. وفي الأخير لو كان صالح عنده 70 مليار دولار كان حَكَم اليمن والقرن الإفريقي إلى الأبد، لذلك نقول اكبروا قليل في الصحافة وعرض المعلومات حتى مع من لا نحب، واطرحوا الأمور بعقلانية أكثر، لاسيما إذا أردتم المواجهة وإقناع الشعب، وحتى لا ينقلب السحر على الساحر.