تشهد مأرب استعدادات مكثفة من قبل جماعة أنصار الله (الحوثيين) من جهة وتنظيم القاعدة وحزب الإصلاح (الإخوان) من جهة، وبما ينذر بقرب اندلاع المواجهات بين الطرفين والتي يصفها مراقبون ب(الحرب المؤجلة). وقال سكان محليون ل"اليمن اليوم" إن الطرفين كثفا أمس وأمس الأول من استعداداتهما وبشكل غير مسبوق، حيث أعلن مقاتلو القاعدة والإصلاح المتمركزين في السحيل ونخلا ومفرق هيلان بمديرية صرواح رفع الجهوزية القتالية، فيما استقبل معسكر تابع لأنصار الله (الحوثيين) في ذات المديرية وتحديداً في منطقة محجزة المئات من المسلحين ومعدات حربية. وربطت المصادر رفع الجهوزية القتالية من قبل الطرفين بسير المعارك في قيفة محافظة البيضاء، وزحف الحوثيين باتجاه سايلة يكلا آخر معاقل ومعسكرات القاعدة والمرتبطة بحدود كبيرة مع قبائل مراد مأرب، وبني ضبيان صنعاء. فيما قال ل"اليمن اليوم" مصدر رفيع موالٍ لحزب الإصلاح إن هذه الاستعدادات من قبل من أسماهم رجال القبائل في السحيل ونخلا وهيلان هي لصد (عدوان حوثي مرتقب على مأرب، بذريعة حماية أنابيب النفط وأبراج الكهرباء)، حد قوله. وأضاف المصدر مشترطاً عدم ذكر اسمه، إن الحوثيين استحدثوا منذ أيام معسكراً لتدريب وتجنيد موالين لهم، واستقدموا المئات من أبناء مأرب وعمران والجوف وصعدة. وتابع: المعلومات لدينا أن الهجوم الحوثي للسيطرة على مأرب بات وشيكاً، معتبراً حديثهم عن ضرورة حماية المنشآت النفطية؛ ذريعة لبدء المعركة. وكانت أطراف قبلية في مأرب قد وقّعت الثلاثاء الماضي، على وثيقة اتفاق تتضمن تجنيد عدد من أبناء قبائل عبيدة والأشراف لحماية المصالح والممتلكات العامة، ورفع المسلحين المتمركزين في منطقتي نخلا والسحيل، إلا أن عدداً من مشايخ عبيدة الموالين لحزب الإصلاح رفضوا التوقيع. ويشترط الحوثيون توقيع جميع مشايخ حزب الإصلاح في عبيدة تحديداً هذه الوثيقة لحماية أنابيب النفط وأبراج الكهرباء، ما لم فإن اللجان الشعبية (الحوثيين) سيقتحمون تلك المناطق التي تكثر فيها الاعتداءات التخريبية. وذكرت ل"اليمن اليوم" مصادر قبلية محايدة أمس إن هناك مساعٍ مبذولة من قبل مشايخ ووجهاء مأرب لإقناع الإصلاح بالتوقيع على الوثيقة، مشيرة إلى أن عدداً كبيراً من مشايخ الإصلاح وعدداً من الوجهاء الموالين للقاعدة يرفضون (شرط رفع المسلحين من السحيل ونخلا) بدعوى أن هؤلاء مسلحين قبليين يتبعون (حلف قبائل مأرب) وأن الإصلاح لا يستطيع إقناعهم بالانسحاب. إلى ذلك نصح وزير الكهرباء والقيادي في حزب الإصلاح المهندس عبدالله الأكوع جماعة أنصار الله (الحوثيين) اقتحام مناطق التخريب في مأرب. جاء ذلك في حديث جانبي مع ممثل الحوثيين أثناء مشاركتهما معاً في ما عرف بمؤتمر بروكسل للمصالحة الوطنية الأسبوع قبل الماضي. وقال ل"اليمن اليوم" أحد الحاضرين في مؤتمر بروكسل إن الأكوع كان يتصل لمسئولين في الكهرباء وطلب الاستعانة بالجيش والأمن لتمكين الفريق الهندسي من إصلاح برجي كهرباء تعرضا لاعتداءات. وأضاف المصدر أن الأكوع أنهى المكالمة وكان غاضباً وإلى جواره كان ممثل الحوثيين علي البخيتي، وسأله على الفور جماعتكم لم تقتحم مأرب، قال البخيتي: نعم، قال الأكوع: المعركة في مأرب أهم بكثير من تمددكم ومعارككم في الحديدة وتعز. وأمس قال القيادي في جماعة أنصار الله (البخيتي) .