ما وقع بين يدي أنصار الله من وثائق وأدلة في جامعة الإيمان، ومقرات الإصلاح، وبني الأحمر في عمران، وفي جامعة الإيمان، ومقر الفرقة، ومقرات الإصلاح في العاصمة، وفي إب، وتورط إصلاحيين في اغتيال صادق منصور الأمين العام المساعد لحزبهم في تعز، وأخيرا الصيد الذي وجده أنصار الله في جوف الفراء السمين في الحصبة، سام الأحمر، فضلا عن مشاركة الإصلاحيين لتنظيم القاعدة في الحرب على أنصار الله، ومشاركة إصلاحيين في البيضاء ومأرب في معسكرات تنظيم القاعدة في نخلا وسيلان والسحيل.. كل هذا لم يمكن وفد الإصلاح الذي سافر من صنعاء إلى حضرة السيد عبدالملك الحوثي، لم يمكنه من التفاوض، وأقصى ما يمكن أن يقبل منهم هو الإذعان، لأن الوفد الإصلاحي لا يمكن أن يكون مفاوضا وهو محمل بتلك الأوزار التي تثقل كاهله وكاهل حزبه. لقد قال القياديون الإصلاحيون إن لقاء الخميس "المبارك إن شاء الله"! الذي عقد في صعدة يوم 27 نوفمبر2014 بين عبدالملك بدر الدين الحوثي زعيم أنصار الله، وقيادات من حزب الإصلاح أرسلها الحزب، أسفر عن اتفاق على "طي صفحة الماضي" و"بدء صفحة جديدة" وفي اللقاء "اتفقوا على ضرورة استمرار التواصل فيما بينهم ومعالجة التداعيات التي حدثت خلال الفترة الماضية".. وأيضا اتفقوا على التعايش.. وكل شيء جائز إلا التعايش من جانب الإخوان في الإصلاح، ففكرة التعايش عسيرة الهضم، لم تهضمها جماعتهم الأم في مصر منذ 1928 وإلى اليوم.. كما أن الإخوان لا يفون بعهد ولا وعد ولا ذمة، وقد قال الإخوان في حزب الإصلاح لأنصار الله: "الأيام دول"، كما جاء في بيان الإصلاح الأخير.. مع ذلك ربنا يصلح الأمور، ويصبّر المعارضين الإصلاحيين على الهوان. الإصلاحيون الذين عارضوا سفر وفد حزبهم إلى صعدة، يبدو أنهم لم يتفهموا دوافع حزبهم، الذي باتت قيادته تدرك حجم الأثقال التي يئن الحزب من تحتها.. سيتعين عليهم تقبل عقود الإذعان، ومن يدري فربما بعد هذا الإذعان تكون نهضة أو فرصة، فبين الإصلاح وأنصار الله أشياء مشتركة مثل الولاء والبراء، وتقييد الحريات الشخصية والعامة، وتقييد حرية العقيدة، وحرية التعبير. إصلاحيون وصفوا قيادات حزبهم بأقذع الأوصاف، فقالوا عنها: فاشلون.. عبيد.. أذناب.. حجاج بيت مران!!.. ساجدون راكعون للحوثي.. وهذا ألطف ما قاله الإخوان المسلمون عن قياداتهم عندما اختلفوا حول قضية مثل السفر إلى صعدة، ومقابلة السيد عبدالملك، ولذلك لا تعجبوا من موسوعيتهم في مجال البذاءة.. وللكلام بقية.