تلتئم المفاوضات السياسية اليوم بإشراف المبعوث الأممي جمال بنعمر بعد تعطلها من قبل تكتل أحزاب اللقاء المشترك ليومين متتاليين بسبب خلافات داخل التكتل. وقال مصدر سياسي ل"اليمن اليوم" إن المفاوضات اليوم ستكون جادة ونهائية لحل أزمة فراغ السلطة التي خلفتها استقالة الرئيس والحكومة، مشيراً إلى أن مختلف القوى السياسية عقدت أمس اجتماعات منفردة ومكثفة لترتيب أوراقها فضلاً عن الاجتماعات الثنائية وهي الأهم -حسب وصف المصدر- لحل الأزمة. وبدون الخوض في التفاصيل، أكد ذات المصدر ل"اليمن اليوم" أن لقاءات ثنائية مثمرة جرت أمس من شأنها وضع حد للأزمة وإخراج البلد من مأزقه، مشيراً إلى أن المشاورات شملت قوى سياسية عدة ولكن بصورة ثنائية. وكانت تعطل أمس ولليوم الثاني على التوالي عقد جلسات المفاوضات في الموفنبيك والتي يرعاها المبعوث الأممي جمال بنعمر بسبب خلافات داخل تكتل أحزاب المشترك منذ أمس الأول، عقدت أمس قيادات أحزاب اللقاء المشترك اجتماعاً لكنها لم تتفق على موقف محدد من الأزمة. وقال ل"اليمن اليوم" قيادي في المجلس الأعلى للمشترك إنه كان مقرراً في الاجتماع إقناع التنظيم الناصري بالعودة إلى طاولة المفاوضات في الموفنبيك من جهة، وتحديد رؤية موحدة للمشترك يتم التفاوض بشأنها مع بقية القوى السياسية. وأضاف المصدر أن اجتماعا أمس أقر تشكيل لجنة لدراسة رؤى المشترك والخروج برؤية موحدة، ومن المقرر تقديمها اليوم إلى طاولة الحوار. وبحسب المصدر فإن كل الخيارات للخروج من أزمة فراغ السلطة لا تزال مطروحة أمام اللقاء المشترك: خيار المجلس الرئاسي، خيار الرجوع للبرلمان كإجراء دستوري، عودة هادي للرئاسة. وكان الناصري انسحب أمس الأول من المفاوضات رافضاً تشكيل مجلس سياسي ومحملاً جماعة أنصار الله كامل المسئولية لما وصل إليه حال البلد.. وأدى انسحاب الناصري إلى تعليق المشترك لمشاركته. وفي اتصال ل"اليمن اليوم" قال عضو الأمانة العامة للتنظيم الناصري حميد عاصم إن المفاوضات الجارية خلال الأيام الماضية في الموفنبيك "عقيمة" ولا جدوى منها سيما في ظل الحصار الذي يفرضه مسلحو الحوثيين على الرئيس ورئيس وأعضاء الحكومة. وعن موقف تكتل المشترك وما إذا كان سيخرج برؤية موحدة للحل قال عاصم: أعتقد أن آلية عمل تكتل المشترك غير مجدية وأنه لا توجد لديه رؤية موحدة تجاه أي قضية، مشيراً إلى أن "كل حزب في المشترك في واد لحاله". وفيما تستمر خلافات المشترك تنتهي اليوم مهلة الثلاثة أيام التي حددها اللقاء القبلي الموسع للقوى السياسية الذي دعا له زعيم أنصار الله عبدالملك الحوثي. وقال ل"اليمن اليوم" مصدر سياسي إن لدى أنصار الله استراتيجية للحل متوقعاً اللجوء إليها مساء اليوم أو مساء الجمعة على الأكثر. من جهته حمل حزب الإصلاح جماعة أنصار الله مسئولية الفراغ السياسي الذي تمر به البلاد. وقال المحرر السياسي للإصلاح إن "الفراغ السياسي الذي تمر به البلاد اليوم هو نتيجة حتمية لما قام به الحوثيون من انقلاب عسكري وخروج عن الاتفاقات الموقعة". وأضاف المحرر في المقال الافتتاحي الذي نشره "الصحوة نت" أن جماعة أنصار الله أعجز من أن تقود عملية سياسية تشاركية وتوافقية. يذكر أن المفاوضات في الموفنبيك كانت قد اتفقت السبت الماضي على تشكيل مجلس رئاسي، وانحصرت الخلافات حول عدد أعضاء المجلس ورئاسة هادي له، وهل يعرض على البرلمان للمصادقة عليه أم لا؟ وكانت رؤية الأحزاب الفعالة أن يتشكل المجلس الرئاسي من 5 أعضاء (2) للمؤتمر وحلفائه، وعضو للمشترك وعضو لأنصار الله، وعضو للحراك الجنوبي المشارك في السلطة. فيما كانت رؤية الأحزاب الصغيرة ومنظمات المجتمع المدني والشباب والمرأة تشكيل مجلس رئاسي من 7 أعضاء على الأقل وتمسك المؤتمر الشعبي العام بضرورة مصادقة البرلمان على أي اتفاق. ومنذ السبت حتى يوم أمس أجرت جماعة أنصار الله مشاورات مكثفة مع سفراء الاتحاد الأوروبي، حيث أكد جميع السفراء تمسك بلدانهم بضرورة اللجوء للبرلمان كإجراء دستوري لحل الأزمة.