احتشد المئات من المناهضين لجماعة أنصار الله (الحوثيين) من أبناء قبائل بني هلال بمحافظة شبوة، صباح أمس، في عرض عسكري غرب مدينة عتق عاصمة المحافظة، وذلك بعد 4 أيام من عرض مماثل لعدد من أبناء قبائل العوالق، وبدعم وإشراف من محافظ المحافظة والقيادي في حزب الإصلاح أحمد باحاج. وقالت مصادر قبلية ل"اليمن اليوم" إن عدداً من مشايخ ووجهاء من قبائل بني هلال المنتشرة في مديريات (عتق، جردان، مرخة السفلى، ومرخة العليا) عقدوا اجتماعاً موسعاً في عتق للنظر في الأوضاع التي تشهدها المحافظة بعد سيطرة الحوثيين على مديريات محافظة البيضاء المحادة لشبوة، وبعد الاجتماع توجهوا للمشاركة في العرض العسكري، والذي ضم المئات من مقاتليهم. ووفقاً للمصادر فإن معظم المشاركين في العرض العسكري، سواء في العوالق أو بني هلال، من مسلحي حزب الإصلاح وحلفائهم المتشددين دينياً، وآخرين قبائل مستقلة تأتي مشاركتها احتجاجاً على حصار الحوثيين للواء علي حسن الأحمدي. وفي بيان أعلن المشاركون في العرض رفضهم القاطع لإعلان أنصار الله المسمى (الإعلان الدستوري)، مؤيدين شرعية الرئيس المستقيل هادي. وتتواجد عدد من الشركات العاملة في مناطق القفلة والعياض، والذين يقوم عدد من أبناء قبائل بني هلال بحمايتها، منذ يناير الفائت، بالإضافة إلى المشروع الاستراتيجي المتمثل بخط أنبوب الغاز الذي يمتد من مأرب إلى بلحاف بطول 3500 كم، حيث أنه يمر من خلال وسط أراضي بني هلال، الأمر الذي يجعل هذا المشروع تحت رحمة هؤلاء المسلحين والقوى التي تقف وراءهم. إلى ذلك، أبدت مصادر قبلية وسياسية وعسكرية وأمنية في شبوة وعلى مستوى الجمهورية، قلقها من أن تمثل تلك الحشود القبلية المسلحة غطاء شعبياً لمسلحي تنظيم القاعدة، مستغلين وحدة الهدف (مواجهة جماعة أنصار الله)، سيما وأن القاعدة تنتشر بشكل كبير في معظم مناطق شبوة، وأسقطت معسكرات للجيش ونهبت كامل آلياتها، كما حصل مؤخراً للواء 19 مشاة في بيحان، وكتيبة الدفاع الجوي في عتق. يذكر أن أول عرض عسكري لمسلحين قبليين أقامه مسلحو الإخوان (الإصلاح) في الجوف أواخر 2012م، تلا ذلك ثلاثة عروض عسكرية لمسلحي الإصلاح وبمشاركة لعناصر من تنظيم القاعدة، وآخرين قبليين مناهضين للحوثيين، في مناطق السحيل ونخلا ووشحة بمحافظة مأرب، نهاية العام الماضي، وفي يناير الشهر الفائت. وكان تنظيم القاعدة قد أعلن رسمياً عبر موقعه في (تويتر) مشاركته إلى جانب المعسكرين من مسلحي الإصلاح والقبائل في السحيل ونخلا. ويسعى الإصلاح وحلفاؤه إلى السيطرة بالقوة على أكبر قدر ممكن من المساحة الجغرافية. ومن مديرية خب والشعف في الجوف شمالاً مروراً بمأرب ووصولاً إلى حدود شبوة مع البيضاء جنوباً بعد خسارتهم لمعاقلهم في صنعاء وعمران والجوفوالبيضاء ومناطق أخرى.