يواصل مسلحو تنظيم القاعدة وحزب الإصلاح وقبليون مناهضون لجماعة أنصار الله (الحوثيين) تمركزهم في الجبال المحيطة بمدينة عتق، عاصمة محافظة شبوة وقيادة المحور العسكري لليوم الثالث على التوالي، فيما أكدت معلومات استخباراتية وصول قطع حربية من السلاح الثقيل المنهوب من اللواء 19 مشاة في بيحانشبوة إلى معسكر تنظيم القاعدة في منطقة اللبنات بمديرية خب والشعف في الجوف المحاددة لمحافظة صعدة. وحذرت المعلومات التي أكدها ل"اليمن اليوم" مصدر أمني من مخطط يعتمد الإسراع في إسقاط معسكرات الجيش والأمن في شبوة أولاً ومأرب ثانياً من قبل التجمع اليمني الذي يقاتل عبر تنظيم القاعدة. وقال المصدر الأمني إن المخطط الذي يسير بوتيرة عالية وكانت بدايته سقوط اللواء 19 مشاة في بيحان، الخميس الماضي، يشمل اللواء 21 ميكا المتمركز في عتقبشبوة ولواء الزبيري في منطقة أم ريش بمأرب، وهو اللواء الذي عرف بتبعيته للشيخ صادق الأحمر، وكذلك في منطقة صحن الجن بوادي عبيدة. وأفاد "اليمن اليوم" مصدر عسكري أن اللواء 21 ميكا نشر أمس عددا من وحداته على مداخل ومخارج مدينة عتق عقب معلومات استخباراتية عن انتشار مقاتلي القاعدة وحلفائهم وتمركزهم في الجبال القريبة من المدينة ضمن مخطط يستهدف إسقاط المعسكرات في الأيام القلية القادمة. وفي إطار تعاظم المخاوف في شبوة، نفذ أمس قائد المنطقة العسكرية الثالثة اللواء الركن أحمد سيف اليافعي زيارة تفقدية للمواقع العسكرية المكلفة بحماية المنشآت النفطية في العقلة وعسيلان. إلى ذلك قالت ل"اليمن اليوم" مصادر قبلية وأمنية متطابقة إن عددا من مقاتلي أنصار الشريعة (الفرع المحلي لتنظيم القاعدة في اليمن) والمتمركزين في وادي عبيدة وحريب مأرب توجهوا أمس إلى شبوة. وأضافت المصادر أن المئات من مقاتلي القاعدة شوهدوا بكامل أسلحتهم وهم في طريقهم إلى شبوة على متن سيارات (شاص وهايلوكس). وفي بيحان أمهل مشايخ ووجهاء آل مصعبين عناصر القاعدة 10 أيام لمغادرة المديرية التي استولى عليها التنظيم الإرهابي الأحد، بعد ثلاثة أيام من اقتحام عناصر القاعدة وقبليين مناهضين للحوثيين في بيحان معسكر اللواء 19 مشاة والسيطرة عليه ونهب كامل آلياته ونقلها إلى مأرب والقليل منها اتجهت نحو البيضاء -وفق مصادر أمنية وعسكرية- وسط اتهامات لمشايخ آل مصعبين بالتواطؤ مع المهاجمين الذين أمطروا مقر اللواء 19 مشاة بقذائف (الهاون) وال(آر.بي.جي) من الأحياء المحيطة بمقر اللواء. وأمس قالت مصادر قبلية ل"اليمن اليوم" إن وجهاء ومشايخ آل مصعبين بمديرية بيحان والقبائل المجاورة عقدوا اجتماعاً في الصباح للوقوف أمام سقوط المنشآت الحكومية والأمنية والعسكرية بيد القاعدة. وبحسب المصادر فإن القبائل أمهلت أنصار الشريعة (القاعدة) 10 أيام لمغادرة المديرية وتسليم المواقع التي تمت السيطرة عليها لأبناء المديرية.. إلاّ أن ذات المصادر قللت من أهمية هذا التحذير، مشيرة إلى أن عناصر القاعدة توسع من انتشارها في بيحان إلى المديريات المجاورة بدعم من قوى سياسية مناهضة للحوثيين وعلى صلة بمعسكرات الإصلاح والقاعدة في مأرب. ويعسكر الإصلاح والقاعدة وقبليون في السحيل ونخلا ومفرق هيلان بمأرب منذ سقوط الفرقة الأولى مدرع بيد الحوثيين نهاية سبتمبر الماضي.. وأسبوع بعد آخر تتعاظم أعداد الوافدين إلى تلك المعسكرات وتناسلها حتى شملت كامل محيط مدينة مأرب. وفي إطار مخطط يستهدف السيطرة على كامل مأرب وجعلها معقلاً رئيسياً للإصلاح وحلفائه لمواجهة الحوثيين في معقلهم الرئيسي صعدة، تم تعزيز معسكر القاعدة شمالاً وتحديداً في منطقة اللبنات في مديرية خب والشعف بالجوف وإنشاء معسكرات جديدة في منطقة (رغوان مأرب) المحاددة لخب والشعف، كما تم استحداث معسكرات على امتداد المناطق الجنوبية لمأرب وصولاً إلى حدود بني ضبيان خولان صنعاء، وتحديداً في الطريق الرابط بين مأربوصنعاء من جهة مناطق عيال سعيد.. كما واصل الإصلاح والقاعدة في ذات الاتجاه نشر مسلحيهم في معسكرات مصغرة إلى حدود البيضاءوشبوة.. ويعد معسكر القاعدة الشهير في سايلة يكلا المترامية الأطراف بين قيفة البيضاء وخولان صنعاء ومراد مأرب معقلاً رئيسياً لتناسل تلك المعسكرات. وكانت جهود بذلتها وساطات رسمية وقبلية في يناير الفائت لرفع مسلحي الإصلاح والقاعدة من السحيل ونخلا ومفرق هيلان ونزع فتيل الحرب المرتقبة في مأرب ولكن دون جدوى.. حيث ظل الإصلاح متمسكاً بشروط وصفت بالتعجيزية ومنها انسحاب الحوثيين من مديرية مجزر المحاددة للجوف ومناطق أخرى وتشكيل لجان شعبية فقط من القبائل الموالية للإصلاح لحماية المنشآت النفطية والكهرباء في مأرب. ووفق التحليلات فإن سيطرة الإصلاح والقاعدة على مأرب وإقامة المعسكرات التدريبية فيها واستقطاب المقاتلين إليها من كل المحافظات يأتي ضمن مخطط كبير يستهدف السيطرة على مساحة جغرافية محددة تمتد من البيضاءوشبوةومأرب وصولاً إلى خب والشعف في الجوف.. لتبدأ المرحلة الثانية "مهاجمة الحوثيين في عقر دارهم صعدة" من جهة خب والشعف. وإذ أسقط الجيش والحوثيون جزءاً من مخططهم بالسيطرة على البيضاء إلاّ أن الإصلاح والقاعدة كثفوا مؤخراً من نشاطهم في شبوة لضمان نجاح المخطط والاكتفاء بشبوةومأرب وخب والشعف.