عاد النشاط إلى طبيعته، مساء أمس، في المركز الغسيل الكلوي بمحافظة الحديدة بعد أحداث فوضى تسببت بوفاة 2 من نزلاء المركز. وقال مراسل "اليمن اليوم" بالحديدة إن عدداً من مرضى الغسيل الكلوي قاموا بطرد الممرضين وإغلاق بوابات المركز في وجه الأطباء والموظفين، منذ ساعات الصباح الأولى، رافضين السماح بدخول أيٍّ من طاقم العمل، احتجاجاً على الوضع المزري الذي وصل إليه المركز نتيجة الإضرابات المستمرة لعشرات الموظفين، واستهتار السلطة المحلية في التجاوب مع مطالبهم. ونقل مراسل الصحيفة، عن بعض المرضى المحتجين، أن إضراب الموظفين المتعاقدين مع المركز احتجاجاً على عدم استلامهم مستحقاتهم المالية منذ ثلاثة أشهر تسبب في تدهور الوضع داخل مركز الغسيل الكلوي، الذي قالوا بأنه يعاني من نقص في الأجهزة والاحتياجات، مؤكدين قيامهم- من خلال الجمعية الخاصة بمرضى الغسيل الكلوي- برفع المناشدات والمطالبات لإدارة المركز والجهات المختصة في الصحة والسلطة المحلية، إلا أن أحداً لم يهتم بمعاناتهم، بحسب وصفهم. وأوضح المراسل أن لجنة من قيادة المحافظة نزلت، ظهر أمس، إلى مركز الغسيل الكلوي والتقت بالموظفين المضربين وسلَّمتهم مستحقاتهم المالية التي يطالبون بها. من جهته قال ل"اليمن اليوم" الدكتور علي الأهدل، مدير مركز الغسيل الكلوي بالحديدة، إن الوفيات التي حصلت أثناء قيام المرضى بإغلاق بوابات المركز هي حالتان، وليس كما نشرته بعض وسائل الإعلام (5 حالات)، موضحاً بأن الحالتين إحداهما وصلت إلى المركز حديثاً مرسلة من مستشفى الثورة العام بالحديدة، ويعاني صاحبها من نزيف وفشل كلوي وكانت حالته صعبة، أما الثانية فهي لأحد النزلاء في قسم الرقود بالمركز وحالته هو الآخر كانت صعبة، وتزامنت وفاتهما مع أحداث الفوضى وإغلاق بوابات المركز. وأشار الأهدل إلى أن إغلاق بوابات المركز استمر من الصباح وحتى الساعة الحادية عشرة ظهراً بعد أن تم تسليم مبلغ مالي للموظفين المتعاقدين قال إنه ضمن مستحقات الأشهر الثلاثة الماضية التي يطالبون بها، وليس المستحقات كاملة، محمِّلاً مكتب المالية بالمحافظة مسؤولية ما حدث، كونه يتعمد عرقلة توجيهات المحافظ الصريحة بصرف جميع المستحقات للموظفين، مناشداً الجهات المختصة الاستجابة لبقية مطالب طاقم العمل، والاهتمام بالمركز الذي يتحمل الغسيل الكلوي لمحافظات الحديدة وريمة وحجة والمحويت ووصابين من محافظة ذمار. وكان الأهدل قد قدم استقالته من العمل، الأحد الماضي، إلى محافظ الحديدة، حسن الهيج، احتجاجاً على الأوضاع المزرية التي وصل إليها المركز وتوقف بعض الأجهزة وعدم صرف بعض الاحتياجات المهمة للمركز، بالإضافة إلى التعامل اللامسؤول من قبل مكتب المالية بالمحافظة في ما يتعلق بمستحقات ومرتبات الموظفين المتعاقدين مع المركز، إلا أن تلك الاستقالة قوبلت بالرفض.