دعا زعيم جماعة أنصار الله عبدالملك الحوثي أنصاره إلى رفد المعسكرات بالمقاتلين، وذلك في أول رد على تهديدات الرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي للحوثيين بوصول قواته إلى معاقل الجماعة في جبال صعدة، وطلب هادي مجلس الأمن بالتدخل العسكري تحت بند الفصل السابع. وتأتي التهديدات المتبادلة بين الحوثي وهادي بالتوازي مع الأوضاع الميدانية ووصول قواتيهما إلى حدود التماس في تعزولحج.. حيث سيطر أمس مسلحو الحوثيين على المناطق الحدودية في تعز مع لحج، فيما نشر اللواء محمود الصبيحي اللجان الشعبية (لجان هادي) وقوات عسكرية من المنطقة العسكرية الرابعة في مناطق كرش، وقاد الصبيحي عملية توزيع كبير للسلاح، وفي ردفان تولى العميد ثابت مثنى جواس توزيع اللجان (مليشيا هادي) وتسليحها وصولاً إلى مناطق يافع والضالع، (تفاصيل ص2). زعيم جماعة أنصار الله (الحوثيين) عبدالملك الحوثي قال أمس -في كلمة بثتها قناة المسيرة- إن قرار اللجنة الثورية العليا التابعة لجماعته بشأن التعبئة كان خيار الضرورة لصد الخطر الداهم من قبل القاعدة وداعش، ومن يعمل على توفير الغطاء لهما سواءً باسم المناطقية أو بأي شكل آخر. وخاطب الحوثي جماهير الشعب إلى رفد المعسكرات واللجان (المليشيا التابعة لجماعته) بالمقاتلين، كما دعا رجال المال والأعمال وكافة القطاعات بالإسهام في المجهود الحربي. مهدداً من يوفر الغطاء للقاعدة وداعش أو يتحالف معهم بأي شكل من الأشكال بالملاحقة، مؤكداً بأن وجود داعش والقاعدة في بعض مناطق المحافظات الجنوبية لا يشكل مبرراً لعدم قتالها. واتهم الحوثي الرئيس المستقيل هادي بتشكيل لجان (مليشيا) مشتركة مع القاعدة وداعش، فيما هاجم القوى السياسية المشاركة في مفاوضات الموفنبيك بأمانة العاصمة، والتي تشارك فيها جماعته، واصفاً الحوار ب(العظيم) وأن هناك قوى لا تريد الوصول إلى حل وإنما تعمل على كسب الوقت لترتيب الأوراق واستحضار النموذج الليبي في اليمن. كما أشار إلى رفض جماعته المشاركة في حوار تحتضنه أية دولة هي على عداء مع جماعته، في إشارة إلى حوار الرياض. من جهته جدد الرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي مطالبته مجلس الأمن الدولي في خطاب رسمي "بالتدخل والمساعدة العاجلة بكافة الوسائل"، وهذا يعني -بحسب خبراء في شئون المنظمة الدولية- التدخل العسكري في الصدارة تحت الفصل السابع والطلب صريح في إقرار اتخاذ إجراءات عسكرية في اليمن. وعقد مجلس الأمن أمس الأحد جلسة تشاورية طارئة بشأن اليمن. وخلت رسالته من أية إشارة إلى سقوط مئات القتلى والجرحى في تفجيرات إرهابية استهدفت مساجد في العاصمة صنعاء ومدينة صعدة يوم الجمعة، كما تجاهلت الإشارة إلى المجازر الإرهابية البشعة التي طالت عشرات الجنود اليمنيين خلال الأيام الأخيرة في مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج، والتي تعد بوابة عدن حيث مقر هادي وقيادات عسكرية كبيرة من بينهم اللواء الصبيحي وزير الدفاع في الحكومة المستقيلة، والذي كلفه هادي بقيادة معركة اقتحام معسكر قوات الأمن الخاصة في المدينة. بينما يحقق مسلحو القاعدة واللجان الموالية لهادي سيطرة متزايدة ويسقطون معسكرات الجيش والأمن والنجدة والشرطة المحلية وينهبون الأسلحة والمحتويات. وجاء في رسالة وجهها هادي لرئيس وأعضاء مجلس الأمن، الأحد، قوله "إن ما وقع من اعتداء على عدن الخميس الماضي هو عمل عدواني موجه في المقام الأول ضد الشعب اليمني والشرعية الدستورية واعتداء على سيادة وأمن اليمن واستقرارها، لذا أرجو المساعدة العاجلة بكافة الوسائل لوقف هذا العدوان الذي يهدف إلى تقويض السلطة الشرعية وتفتيت اليمن وضرب أمنه واستقراره". وأضاف هادي في رسالته: "ما تقوم به المليشيا الحوثية وحلفاؤها لا تهدد السلم في المنطقة وحسب بل تهدد الأمن والسلم الإقليمي والدولي". وأبدى معلقون ومراقبون استغرابهم من إعفاء القاعدة وداعش -الذي تبنى تفجيرات صنعاء- من المسئولية والتهديد الذي تمثله الجماعات الإرهابية ضد الأمن والسلم في المنطقة والعالم، وتجيير الاتهام ضد خصوم سياسيين في الداخل، ومناشدة مجلس الأمن التدخل العسكري مستخدما ذريعة "الشرعية" التي اكتسبها كرئيس توافقي بموجب المبادرة الخليجية وبات خصما لأطراف في المبادرة. متابعا: "كما أطلب من مجلسكم الموقر عقد جلسة طارئة وفورية لتفعيل العقوبات، وإصدار قرار ملزم لردع المليشيا الحوثية وحلفائها وتوقيفها مباشرة عن مواصلة عدوانها على كافة المحافظات وخاصة مدينة عدن، ودعم النظام الشرعي لردع هذه المليشيا التي تحتل العاصمة صنعاء ومحافظات أخرى وفرض عقوبات مشددة بموجب الفصل السابع على جميع من يخرق قرارات مجلس الأمن الدولي، ويساعد المليشيا الحوثية وأن يضطلع المجلس بمسؤوليته تجاه حماية الأمن ودعم الشرعية". مجلس الأمن يخيب آمال هادي (((في إطار))) اليمن اليوم اعتمد مجلس الأمن، مساء أمس الأحد، بالإجماع بيانا رئاسيا بشأن اليمن يدعو جماعة الحوثي إلى ضرورة التنفيذ الكامل لقرار المجلس. ونص القرار المخيب للرئيس المستقيل هادي على ضرورة قيام الحوثيين بسحب قواتهم من جميع المؤسسات الحكومية وإعادة الأوضاع الأمنية إلى طبيعتها في صنعاء وبقية المحافظات. وأكد المجلس التزامه القوي بوحدة وسيادة واستقلال اليمن وسلامة أراضيه، كما أكد في قراره دعمه لجهود بنعمر ولجهود مجلس التعاون الخليجي. كما دان مجلس الأمن سيطرة جماعة الحوثيين على أجزاء من اليمن ومؤسساته، داعيا كل الأطراف في اليمن إلى الالتزام بالمبادرة الخليجية وتنفيذ آلياتها. من جانبه أكد المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بنعمر أن الحوار هو السبيل الوحيد لتجاوز الأزمة في اليمن، مشيرا إلى أن أحداث الأسابيع الماضية ستقود اليمن إلى حرب أهلية. وأضاف بنعمر أن الحوثيين لم يكفوا عن التوسع والسيطرة على مؤسسات الدولة، مؤكدا عدم التزام الأطراف اليمنية بمقررات مجلس الأمن.
