توعَّد الرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي جماعة أنصار الله (الحوثيين) بإعادتهم إلى معاقلهم في صعدة ورفع علم الجمهورية اليمنية في جبال مران، فيما أعلنت الجماعة من جهتها-ضمنياً- الحرب، متهمةً هادي بدعم تنظيم القاعدة الإرهابي ومدِّه بالمال والسلاح. تهديدات هادي للحوثيين تأتي فيما تتواصل ردود الأفعال مستنكرة إعدام مليشياته المعروفة ب(اللجان الشعبية) مساء الجمعة (16) جندياً مصابين من قوات الأمن الخاصة داخل المستشفى الذي كانوا يتلقون فيه العلاج، بعد ساعات من إعدام جماعي نفذته ذات المليشيات بحق (19) جندياً من أفراد الأمن ذبحاً بالسكاكين. وفيما حاصرت، أمس، مجموعة من مقاتلي القاعدة ومليشيات هادي قاعدة العند الجوية بعد إجلاء المارينز منها، نفذ قسم آخر من تلك المليشيات الإرهابية عمليات سطو على فروع البنك والمكاتب التنفيذية بمدينة الحوطة ونهب منازل الموظفين الشماليين، أعلن الرئيس المستقيل هادي في خطاب متلفز، أمس، الحرب على الحوثيين قائلاً بأنه "حان الوقت لأن يرتفع علم الجمهورية اليمنية في جبال مران وإسقاط الاحتلال الإيراني لليمن إلى غير رجعة". وأضاف "أنه يجب العودة إلى مسار العمل السياسي بشكل فوري"، وأن ما أسماه (الانقلاب الحوثي) قد سقط، ويجب على كافة القوى السياسية أن تحكِّم العقل وأن تستجيب للمنطق، لافتاً إلى تطلعه للعودة سريعاً إلى صنعاء. وفي وقت لا تزال مليشياته (اللجان الشعبية) تحتفل باقتحامها ونهبها معسكر قوات الأمن الخاصة في عدن، ونهب كامل آلياتها ورفع علم الانفصال فوق بوابة المعسكر، واقتحام معسكرات الأمن الخاصة والعام في لحج، شدد هادي في خطابه، أمس، على ضرورة "أن تعود هيبة الجيش ومكانته، وكفى الإهانة لمؤسسات الدولة". وأكد أنه يجب انسحاب المليشيات الحوثية فوراً، وإعادة كافة منهوبات الدولة وأسلحتها، وتنفيذ كافة الالتزامات والعودة إلى ما قبل 21 سبتمبر، تاريخ سقوط الفرقة الأولى مدرع، ونفوذ حزب الإصلاح بيد الحوثيين، متجاهلاً اتفاق السلم والشراكة الذي أشرف على توقيعه. وشكر هادي "دول مجلس التعاون الخليجي والدول العشر، وكافة الحريصين على أمن واستقرار الشعب اليمني"، مؤكداً أنه سيستجيب لدعوة الرياض لعقد مؤتمر للحوار بين الأطراف السياسية، في تجديد لموقفه الرافض المفاوضات الجارية في صنعاء برعاية المبعوث الأممي جمال بنعمر، والتي أحرزت تقدماً كبيراً لحل أزمة فراغ السلطة. وقالت مصادر عسكرية وأمنية ل"اليمن اليوم" إن مسلحين من لجان هادي، ومقاتلي جماعة أنصار الشريعة (القاعدة) حاصروا قاعدة العند الجوية في محافظة لحج، إلا أن الحراسة تصدوا لجميع المحاولات لاقتحامها، مشيرة إلى أن مقاتلي اللجان حاصروا قاعدة العند من جميع الاتجاهات بعد وصول تعزيزات بالمقاتلين والأسلحة إلى المنطقة. وأضافت المصادر بأن وزير الدفاع في الحكومة المستقيلة، اللواء الركن محمود الصبيحي، وصل قاعدة العند العسكرية بطائرة مروحية وكلَّف العميد طيار علي صالح اليافعي بإدارة مهام العند خلفاً للعميد طيار ركن عتيق العنسي، الذي غادر قاعدة العند، مساء أمس الأول، ولم تعرف الأسباب. وتابعت المصادر أن الصبيحي وجَّه قوة عسكرية إلى منطقة (كرش) الحدودية بين محافظتي لحجوتعز، تحسباً لسيطرة جماعة أنصار الشريعة (القاعدة) على المنطقة، فيما توجه الصبيحي إلى مدينة الراهدة محافظة تعز، ولم تُعرف بعد أسباب تحركه إلى المنطقة. الولاياتالمتحدة تسحب قواتها من اليمن إلى ذلك غادرت قوات المارينز الأمريكية من قاعدة العند العسكرية، بسبب التوترات الأمنية الحاصلة في الحوطةوعدن. وقالت مصادر في العند ل"اليمن اليوم" إن ضباط وجنود المارينز المتمركزين في القاعدة العسكرية غادروا، أمس الأول، على متن طائرتين مروحيتين بعد ساعات من هجوم القاعدة ومليشيات تابعة لعبدربه منصور هادي على مدينة الحوطة. مضيفة بأن الطائرة توجهت إلى البارجة الأمريكية المتواجدة في المياه الإقليمية. وأكدت قناة (سي إن إن)، أمس، أن الولاياتالمتحدة أجلت 100 جندي الباقين من قواتها الخاصة في اليمن نتيجة تدهور الوضع الأمني في البلاد. وقالت المصادر إن هؤلاء الجنود، والذين يشكِّلون آخر دفعة للقوات الأمريكية جرى نشرها في اليمن في وقت سابق، غادروا قاعدة "العند" الجوية، في محافظة "لحج"، جنوبي البلاد، وأشارت تقارير محلية إلى أنه تم نقل الجنود الأمريكيين جواً إلى جيبوتي. من جهة أخرى قالت مصادر أمنية في المحافظة ل"اليمن اليوم" إن مقاتلي القاعدة واللجان الشعبية في مدينة الحوطة اقتحموا فروع وبنوك (بنك التسليف، اليمن الدولي، التجاري، والبريد) ونهبوا كل ما فيها، بعد اشتباكات مع أفراد الحراسة التابعة لقوات الأمن الخاصة أسفرت عن استشهاد 3 جنود وإصابة 6 آخرين، فيما بقية الجنود سلَّموا أنفسهم دون مقاومة، مشيرة إلى مجموعة أخرى من المقاتلين اقتحموا منازل مسئولين عسكريين من المحافظات الشمالية ونهبوا كل ما فيها، إضافة إلى بقية المكاتب الحكومية. وقال شهود عيان ل"اليمن اليوم" إن مسلحين من اللجان الشعبية والحراك الجنوبي أمهلوا مواطنين من المحافظات الشمالية المتواجدين في مدينة الحوطة 48 ساعة للمغادرة إلى محافظاتهم وتسليم منازلهم للجان، وأثار هذا التصرف استياءً واسعاً لدى المواطنين. وأضافت المصادر بأن شباب الأحياء شكَّلوا لجاناً لحماية أبناء المحافظات الشمالية في حال تعرضوا للاعتداء من بلاطجة الحراك ومليشيات هادي. مليشيا هادي والقاعدة تعدم 16 جندياً وأعدم مسلحو لجان هادي وتنظيم القاعدة 16 جندياً مصابين من قوات الأمن الخاصة، يتلقون العلاج في أحد مستشفيات الحوطة بمحافظة لحج. وأفاد مصدر في مستشفى ابن خلدون ل"اليمن اليوم" إن مقاتلي القاعدة ومليشيات هادي اقتحموا مستشفى بن خلدون، الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، واقتادوا 16 جندياً مصاباً من قوات الأمن الخاصة (المركزي سابقاً) إلى حوش المستشفى وقاموا بإعدامهم رمياً بالرصاص. وأضاف المصدر بأن الجنود كانوا مصابين وحالتهم الصحية سيئة. وكانت مليشيات هادي والقاعدة أسقطت الحوطة، أمس الأول، وأعدمت 29 من ضباط وجنود الأمن ذبحاً ورمياً بالرصاص. الحراك واللجان يسيطران على أسلحة ومواقع الجيش في الملاح من جانبهم استولى مسلحو الحراك الجنوبي المسلح، أمس، على معدات وأسلحة موقع عسكري تابع للواء 201 ميكا المرابط بمديرية الملاح، إحدى مديريات ردفان محافظة لحج. وقال العميد مبارك حسن هندي، رئيس المجلس الثوري بمديرية الملاح بردفان، ل"اليمن اليوم" إن ما أسموها المقاومة الشعبية الجنوبية سيطرت على كافة المواقع العسكرية الواقعة في نطاق المديرية، بعد انسحاب قوات الجيش من مواقعها. وأضاف بأن المقاومة أجبرت الجنود والضباط على تسليم المواقع مقابل السماح لهم بالخروج منها والمغادرة بأسلحتهم الشخصية، وأن عملية السيطرة جاءت بعد مواجهات وحصار خانق فرضه المسلحون على تلك القوات. على صعيد متصل يواصل مسلحون حصارهم على موقع الكتيبة العسكرية المتمركزة غرب مدينة الحبيلين، فيما تُجرى مفاوضات مع قيادة الكتيبة على تسليم الموقع والخروج بأسلحتهم الشخصية، على غِرار الضباط والجنود في المواقع العسكرية في مديرية الملاح، ولا يزال ضباط وجنود مختطفين لدى (المقاومة) لأكثر من شهر ومصيرهم مجهول. الحوثيون يعلنون التعبئة أصدرت اللجنة الثورية العليا التابعة لأنصار الله (الحوثيين)، أمس، قرارها رقم (4) أعلنت فيه حالة التعبئة العامة للتصدي للأخطار الأمنية المحدقة بالوطن من قِبل القاعدة وداعش الإجرامية. وتضمن القرار تكيلف اللجنة الأمنية العليا للقيام بمهامها في القوات المسلحة وقوات الأمن للاضطلاع بواجبها في التصدي للأعمال الإجرامية الموجهة ضد الوطن ومواطنيه من قبل القاعدة وداعش. وطالبت اللجنة وزارة المالية بالعمل على توفير الأموال اللازمة لتلبية احتياجات المؤسستين العسكرية والأمنية، وما تقتضيه طبيعة المهمة الموكلة إليها. وفي السياق اتهم ناطق الحوثيين، محمد عبدالسلام، الرئيسَ المستقيل، هادي، بالتحالف مع القاعدة في الجنوب والإفراج عن سجنائها، كما اتهمه بتقديم الدعم الكامل لعناصر القاعدة في مأرب والبيضاء. وقال عبدالسلام في تصريحات صحفية إن القاعدة تلقت دعماً عسكرياً ومادياً، وتسلمت مبلغ 10 ملايين دولار بواسطة جلال هادي للإفراج عن القنصل السعودي كمبادرة حسن نية في تثبيت العلاقة بين القاعدة وهادي.