أفاد "اليمن اليوم" مصدر عسكري بأن قوات الجيش بمساندة اللجان الشعبية لأنصار الله "الحوثيين" بمحافظة تعز أحكمت سيطرتها أمس على المناطق الواقعة غرب جبل جرة الاستراتيجي الذي يتمركز فيه مسلحو الإصلاح وتنظيم القاعدة الموالين للعدوان السعودي، مشيراً إلى أن المعارك تجددت أمس في أحياء الموشكي والشماسي والروضة، وسط المدينة. وأوضح المصدر أن مواجهات شرسة استمرت منذ أمس الأول وطوال ساعات الليل حتى صباح أمس الباكر في محيط جبل جرة وتحديداً بين حي الأربعين والبعرارة من جهة الغرب وحي المسبح والدائري من جهة الشرق، وتكللت تلك المعارك بسيطرة الجيش واللجان الشعبية على التلال الواقعة غرب جبل جرة واستكمال تأمين حي الزنوج الواقع ما بين عصيفرة وجبل جرة من الجهة الشمالية. ويعد جبل جرة أحد المرتفعات ا?على وسط مدينة تعز ويعتلي قمة الجبل المجمع القضائي لمحافظة تعز التي حوّلها مسلحو الإصلاح والقاعدة ومتمردين عن كتيبة اللواء 35 مدرع إلى مواقع عسكرية لقصف المدينة بالدبابات والمدافع . وتعتبر السيطرة على جبل جرة من ا?همية بمكان للسيطرة على خريطة المعركة بشكل كامل. وفي سياق المواجهات ذاتها تجددت المعارك أمس وسط المدينة مع تقدم لقوات الجيش واللجان الشعبية في حي الشماسي ومحاصرة عملاء العدوان داخل الحي من الجهة الجنوبية وكذلك من جهة كلابة وبريد الروضة الذي كان يتمركز فيه مسلحو الإصلاح والقاعدة قبل أن يتم دحرهم منه خلال مواجهات أمس الأول. وكانت قوات الجيش واللجان الشعبية التابعة لأنصار الله قد تمكنت أواخر الأسبوع المنصرم من السيطرة على حي عصيفرة الأسفل والتقدم شمالاً حتى السوق المركزي وإعادة تأمين هذا الحي الذي حولته العناصر الموالية للعدوان إلى معتقلات وسجون. وكشف سقوط حي عصيفرة بيد قوات الجيش واللجان الشعبية عن الكثير من الجرائم والأعمال الإرهابية التي كان مسلحو الإصلاح والقاعدة يرتكبونها في حق المواطنين من أبناء المدينة أو غيرها، حيث أفاد "اليمن اليوم" مصدر أمني بأن قوات الجيش واللجان الشعبية عثرت على جثث مواطنين تم إعدامهم رمياً بالرصاص وإلقاء جثثهم في سائلة عصيفرة. وأوضح المصدر أن من بين المجني عليهم جثة مختل عقلياً من أهالي المنطقة تم إعدامه من قبل عملاء العدوان قبيل دخول الجيش إلى المنطقة بتهمة أنه جاسوس للحوثيين، مشيراً إلى أن المجني عليه يعرفه الجميع بأنه مختل عقلياً ولا علاقة له بالحوثيين أو غيرهم، واصفاً عملية إعدامه في الشارع العام وإلقاء جثته في السائلة بأنها تكشف حالة الإفلاس والانهزامية التي يعيشها عملاء العدوان . كما عثرت الأجهزة الأمنية واللجان الشعبية أمس الأول على جثة مواطن آخر يدعى خليل الآنسي اختطفه مسلحو القاعدة وحزب الإصلاح قبيل مغرب الجمعة الماضية من أمام منزله في حي الجمهوري واقتادوه على متن سيارة نوع "حبة" إلى السائلة الواقعة جوار جامع السعيد بعصيفرة ثم قاموا بإعدامه رمياً بالرصاص وهو صائم وألقوا بجثته من أعلى السائلة بتهمة أنه متعاون مع الحوثيين. وأضاف المصدر الأمني بأنهم عثروا أيضا على جثة ثالثة كشفت التحقيقات الأولية بأنها تعود لأحد التجار المؤيدين لمن يطلق عليهم "المقاومة" بقيادة الإخواني حمود المخلافي، اختطفته هذه العناصر وقامت بإعدامه بتهمة الخيانة وإلقاء جثته في سائلة عصيفرة السفلى. وأوضح المصدر بأن هناك جثتين أخريين تم إعدامهما بالطريقة نفسها ولا تزال التحقيقات جارية لمعرفة هويات أصحابها. وشهد حي الجمهوري وعصيفرة والمغتربين عمليات إعدام كثيرة لمواطنين رافضين للعدوان السعودي منذ بدء العدوان بتاريخ 26 مارس الماضي، حيث قامت العناصر الإرهابية من حزب الإصلاح وتنظيم القاعدة الخميس المنصرم باختطاف أحد المنتسبين لقوات الأمن الخاصة "المركزي سابقاً" ويدعى "عدنان" وهو من أهالي حي النسيرية واقتياده إلى حي الجمهوري، وسط المدينة، وإعدامه في الشارع العام أمام مرأى ومسمع المارة من المواطنين. يأتي ذلك بعد يومين من تنفيذ العناصر ذاتها جريمة إعدام مواطن في شارع المغتربين بتهمة تبعيته لجماعة أنصار الله "الحوثيين" . ومطلع شهر يونيو الجاري، تم إعدام مواطن آخر ، بإطلاق النار عليه في شارع المغتربين بتهمة أنه قناص حوثي، وذلك بعد أيام من قيام مسلحين من تلك الفصائل الإرهابية، المؤيدة لهادي والمدعومة من قبل قيادة العدوان السعودي، على ارتكاب جريمة مماثلة بحق 6 مواطنين أحدهم يدعى أحمد حسن عبدالوهاب تم اختطافه أثناء تسوّقه بالقرب من جولة الإخوة واقتياده إلى شارع المغتربين وإعدامه بتهمة صلة القرابة التي تربطه بشخص يدعى أكرم عبدالغني القيادي الميداني لجماعة أنصار الله المساندة للجيش في المواجهات مع مسلحي الإصلاح والقاعدة، وبعد ذلك بسويعات قليلة تم توقيف 5 مسافرين على متن سيارة تاكسي من قبل نقطة تفتيش مشتركة بين جماعة سلفية وأخرى من حزب الإصلاح في حي الجمهوري واقتيادهم إلى قسم شرطة الجمهوري، ثم أوصلوهم إلى القيادي الإخواني حمود المخلافي الذي أصدر عليهم حكم الإعدام بتهمة أنهم قناصة حوثيون.. وفي العاشرة من مساء ذلك اليوم أُحضر 4 منهم إلى ساحة بالقرب من جامع الاعتصام في حي التحرير الأسفل وتم إعدامهم بحضور المخلافي، فيما كان الشخص الخامس قد تم إعدامه قبل رفاقه بنحو ساعتين، كونه كان يرتدي زي قوات الأمن الخاصة ويحمل سلاحاً نوع كلاشينكوف. ومطلع مايو الماضي شهدت المحافظة جريمة بشعة تمثلت بقيام مسلحين من حزب الإصلاح باختطاف 4 مسافرين من أبناء تعز أثناء مرورهم من مفرق جبل حبشي وإعدامهم بعد التحقيق معهم وإلقاء جثثهم في الطريق العام.