أقدم مسلحون من حزب الإصلاح الموالين للعدوان السعودي بمحافظة تعز على ارتكاب جريمة بشعة بحق أحد المواطنين تمثلت في تكبيله بالحبال وإشعال النار في جسده حتى الموت بتهمة انتمائه لجماعة أنصار الله "الحوثيين". وقال ل"اليمن اليوم" مواطنون وشهود عيان يقطنون حي التحرير الأسفل بمدينة تعز إن مسلحين من حزب الإصلاح وجماعة السلفيين وعناصر من القاعدة، ممن يطلقون على أنفسهم مصطلح "المقاومة الشعبية" شوهدوا أمس الأول وهم يسحبون أحد الأشخاص في الشارع العام بعد أن تم تكبيله بالحبال حتى أوصلوه إلى مقربة من السائلة ثم قاموا بصب البنزين عليه وإشعال النار في جسده حتى فارق الحياة، موضحين بأن المسلحين زعموا أن هذا الشخص أحد القناصة الحوثيين ومتورط بقتل العديد من أبناء تعز، حد قولهم. وأشار المواطنون وشهود العيان إلى أن الشخص المجني عليه مجهول الهوية ولم يتمكن أحد من التعرف عليه خصوصا وأن جثته تفحمت بشكل كبير. وأكد ل"اليمن اليوم" مصدر أمني واقعة الحرق، مشيراً إلى أن الأجهزة الأمنية تلقت صباح أمس بلاغاً من أحد المواطنين يفيد فيه بوجود جثة محروقة بالقرب من السائلة في حي التحرير الأسفل. وأفاد المصدر بأن مسرح الجريمة منطقة يتمركز فيها عناصر القاعدة وحزب الإصلاح الموالون للعدوان السعودي ويتحكمون بكل شيء فيها، وأنه تعذر دخول قوات الأمن إليها. مصدر آخر في الهلال الأحمر أفاد "اليمن اليوم" بتلقيهم بلاغات بالعثور على جثة محروقة في التحرير الأسفل، إلا أن سيارات وأفراد الإغاثة الطبية التابعة للهلال الأحمر لم تستطع حتى مساء أمس الدخول إلى المنطقة وانتشال الجثة لتلقيهم تهديدات ممن يُسمون "المقاومة" بنهب سياراتهم واختطاف سائقيها في حال اقترب أي منهم من المناطق الواقعة تحت سيطرة هذه العناصر. من جهة أخرى، هاجم مسلحون من حزب الإصلاح وبمشاركة علنية لعناصر تنظيم القاعدة صباح أمس منزل مدير عام مكتب الصحة العامة والسكان بمحافظة تعز وأطلقوا عليه النيران متوعدين بإعدام مدير مكتب الصحة بحُجَّة أنه لا يزودهم بالأدوية والمستلزمات الطبية لمداواة جرحاهم. وأفاد "اليمن اليوم" مصدر محلي يقطن حي المسبح، حيث يقع منزل مدير مكتب الصحة الدكتور حسن العزي، بأن عددا من المسلحين يرتدون ملابس سوداء أشبه بتلك التي يرتديها عناصر تنظيم القاعدة وملثمي الوجوه، قدموا صباح أمس إلى حي المسبح وحاولوا اقتحام منزل مدير مكتب الصحة للقبض على الدكتور العزي، متوعدين بتنفيذ ما وصفوه ب"حكم الإعدام" بحق الدكتور العزي بحُجة عدم تزويد "المقاومة" بالأدوية والعلاجات. وأشار المصدر إلى أن المسلحين قاموا بإطلاق النار بشكل عشوائي باتجاه المنزل متسببين بإثارة الهلع بين النساء والأطفال وأهالي الحي بشكل عام ثم قاموا بعد ذلك بنهب سيارة وكيل محافظة تعز للشؤون الفنية مهيب الحكيمي الذي يسكن جوار منزل مدير مكتب الصحة، لافتاً إلى أن طقمين مسلحين تابعين لعملاء العدوان حضرا بعد ذلك وقاما بأخذ الدكتور العزي واقتياده إلى مكان مجهول. مصدر مقرب من مدير مكتب الصحة بمحافظة تعز قال ل"اليمن اليوم" إن الدكتور العزي تواصل هاتفياً مع قيادات فيما يسمى ب"المقاومة" لحظة إطلاق النار على منزله فأخبروه أن هذا التصرف فردي من بعض العناصر. وبحسب المصدر فإن مطالب عملاء العدوان تمثلت في مضاعفة كمية الأدوية الخاصة بالمستشفى الجمهوري الذي يقع تحت سيطرتهم ويتعالج عناصرهم فيه، دون أن يكشف ذات المصدر عن أي تفاصيل أخرى. وتضاف هذه الجرائم إلى سجل جرائم القاعدة وحزب الإصلاح بقيادة الإخواني حمود المخلافي في حق أبناء تعز الرافضين للعدوان السعودي ولتصرفات عملائه الذين حولوا الأحياء التي يسيطرون عليها إلى ولايات تابعة لهم يمارسون فيها عمليات الاختطاف والقتل والإعدام الجماعي خارج الأطر القانونية وبدون أي صفة أو أحكام قضائية عدا تهمة الانتماء للحوثيين. وتأتي جريمة سحل وحرق أحد المواطنين في الشارع العام بحي التحرير الأسفل بعد أيام قليلة من ارتكاب ذات العناصر لجريمة إعدام جماعي بحق 6 أشخاص من أسرة "آل الرميمة" في مديرية حدنان، قبيل دخول قوات الجيش واللجان الشعبية إليها الأسبوع الماضي وإعادة تأمينها من عناصر حزب الإصلاح وتنظيم القاعدة. وشهدت الأشهر الأربعة الماضية جرائم بشعة ارتكبها عملاء العدوان السعودي بحق المواطنين من أبناء تعز ومن تلك الجرائم إعدام أحد المواطنين أواخر يونيو الماضي في شارع المغتربين، وسط المدينة، بإطلاق النار على رأسه أمام مرأى ومسمع المواطنين المارة من الشارع وإلقاء جثته جوار جامع السعيد.. وقبل ذلك ارتكاب جريمة مماثلة بحق 6 مواطنين واختطاف سابع أثناء تسوقه بالقرب من جولة الإخوة واقتياده إلى شارع المغتربين وإعدامه بتهمة صلة القرابة التي تربطه بشخص ينتمي لجماعة أنصار الله وبعدها بسويعات قليلة تم توقيف 5 مسافرين على متن تاكسي أجرة في حي الجمهوري وإعدامهم علناً وبحضور حمود المخلافي. ومطلع مايو الماضي شهدت المحافظة جريمة بشعة تمثلت بقيام مسلحين من حزب الإصلاح باختطاف 4 مسافرين من أبناء تعز أثناء مرورهم من مفرق جبل حبشي وإعدامهم بعد التحقيق معهم وإلقاء جثثهم في الطريق العام. وكشف سقوط حي عصيفرة بيد قوات الجيش واللجان الشعبية يونيو الماضي عن الكثير من الجرائم والأعمال الإرهابية التي كان مسلحو الإصلاح والقاعدة يرتكبونها في حق المواطنين من أبناء المدينة أو غيرها، حيث تم العثور على ثلاث جثث تم إعدامها رمياً بالرصاص. ومؤخراً اعترف عملاء العدوان في بيان صادر عنهم بارتكاب عناصرهم لجرائم قتل وإعدامات واقتحام منازل وسرقتها بقوة السلاح وابتزاز المواطنين ونهب المنشآت الحكومية وسيارات الإسعاف وغيرها من الجرائم زاعمين أنهم سيقومون بمحاسبة مرتكبيها. يذكر أن تنظيم القاعدة سبق وأن أعلن تواجده رسميا في تعز وقتاله إلى جانب عملاء العدوان ضد قوات الجيش واللجان الشعبية. غارات جوية من جهة أخرى واصل العدوان السعودي أمس غاراته الجوية على عدد من المواقع بمحافظة تعز. وأفاد "اليمن اليوم" مصدر أمني بأن الطائرات السعودية نفذت صباح أمس غارتين على نقاط تابعة للجيش واللجان الشعبية في شارع الستين وبالقرب من جبل أُمان الذي تتمركز فيه قوات من الدفاع الجوي، دون الإشارة إلى وقوع ضحايا جراء القصف. وعلى صعيد المواجهات الميدانية بين قوات الجيش واللجان الشعبية وبين مسلحي حزب الإصلاح وتنظيم القاعدة الموالين للعدوان السعودي ساد الهدوء أمس مدينة تعز بشكل شبه كامل، مع تمركز كل طرف في المواقع التي يتواجد فيها. ونفى مصدر عسكري مزاعم عملاء العدوان التي تروج لها وسائل الإعلام التابعة لهم من سيطرتهم على مشرعة وحدنان وموقع العروس الاستراتيجي بجبل صبر، موضحاً في تصريح ل"اليمن اليوم" أن مديريتي مشرعة وحدنان بأكملها تحت سيطرة قوات الجيش واللجان الشعبية عدا موقعا واحدا لا يزال البعض من عناصر الإصلاح والقاعدة يتواجدون فيه ويحاصره الجيش واللجان من جميع الجهات. وفيما يتعلق بموقع العروس الاستراتيجي أفاد ذات المصدر بأن مسلحي الإصلاح والقاعدة لم ولن يجرؤوا على الاقتراب منه، لافتاً إلى أن هذه العناصر نفذت أمس الأول هجوما مباغتاً على موقع "العينين" الواقع فوق منطقة ذمرين بجبل صبر غير أن قوات الجيش واللجان الشعبية تمكنت من التصدي لها ودحرها بعد تكبيدها خسائر فادحة في الأرواح والمعدات.